مشروع السعودية في مقابل “النفوذ الايراني”
لا يختلف اثنان هذه الايام على الخصومة و العداء الذي تكنه السعودية للجمهورية الاسلامية في ايران، فظهر جلياً منذ 4 عقود أن ال سعود يكن هذا العداء لايران و نفوذها في المنطقة، و جعلت السعودية هذا “الأمر المهم” على قمة أولوياتها في المنطقة و أعطته عنوان “ايرانو فوبيا”.
و من اجل هزيمة “النفوذ الايراني” و نشر فكرة “الايرانو فوبيا” كما يسمونه ملوك ال سعود المتعاقبين في المنطقة اعتمدت السعودية على خطة جديدة و هي على الشكل التالي:
1- نشر الفكر الوهابي في المنطقة كنوع رادع للنفوذ الايراني، حيث دعمت السعودية مالياً الكثير من المدارس و الجامعات الدينية الوهابية، حيث كانت الممول الرئيسي لها فوفرت كامل نفقاتها، وفضلاً عن ذلك قامت ببناء و إنشاء المساجد، وقامت بصرف مبالغ كبرى من أجل طباعة كتب الوهابية بجميع اللغات و كان أهمها الطباعة الفارسية كمحاولة منها بالنفوذ داخل ايران و باكستان و الهند، و كل ذلك من أجل تحقيق أهدافها السياسية و التي تتمثل بنشر الوهابية.
2- الامر الثاني الذي اعتمدته السعودية في حربها على “النفوذ الايراني” في المنطقة هو استهداف الاقليات الشيعية، حيث نرى في الآونة الاخيرة استهداف كبير لشيعة المنطقة تحت شعار انهم عملاء ايران في بلدانهم، فنرى ما نرى في البحرين من استهداف للشيعة و قادتهم من الشيخ عيسى قاسم الى الشيخ على السلمان، ايضا في ماليزيا حيث دفعت السعودية اموالاً طائلةً للحكومة هناك من اجل استهداف الشيعة، بل أكثر من ذلك ذهبت الى نيجيريا و دعمت تنظيم بوكو حرام الارهابي من أجل استهداف حركة الشيخ الزكزاكي، و من نيجيريا الى العراق فاليمن و سوريا و تكر السبحة…
3- الامر الثالث الذي اعتمده ال سعود في حربهم على ايران كان استخباراتي بحت، و ذلك في محاولة منهم الى اغراق ايران في وحول الصراعات فى المناطق العربية، كسوريا و اليمن و العراق و لبنان و غيرهم من البلدان. و من اجل احقاق ذلك قامت بصناعة تنظيم داعش الارهابي الذي كان له دور مهم في خططها. و تركز السعودية اليوم جهودها على ثلاثة محاور:
أ- يجب الاطاحة بالاسد لانه يمثل العقدة المحكمة لمحور المقاومة المتمثل بايران و العراق و سوريا و حزب الله.
ب- ايقاف البرنامج النووي الايراني الذي يعتبر من أبرز العقد و خاصة بعد الاتفاق حوله مع الدول العظمة، و الذي سيريح ايران اقتصاديا مما يأدي بالتالي انتعاش محور المقاومة بالكامل.
ج- يجب العمل على وضع كل تنظيمات المقاومة التي تدعمها ايران على لائحة الارهاب بما معنى نشر فكرة أن ايران تدعم التنظيمات الارهابية.
4- الامر الرابع تقسيم العراق و سوريا الى ثلاث دول سنية كردية شيعية و ذلك من أجل قطع السلسة المتماسكة المتمثلة بمحور المقاومة، ايضا من أجل تقليص “النفوذ الايراني” في تلك الدول.
5- الامر الخامس الاعتماد على الحرب الاعلامية، حيث تشن السعودية باعلامها حرباً اعلامية غير مسبوقة على ايران، و عن طريق قنواتها (العربية، الحدث، الجزيرة…) أخذت تنشر الافكار المضللة و المغلوطة عن ايران و ذلك من أجل تشويه صورتها أمام الرأي العالمي.
6-التعاون مع أعداء ايران، كالكيان الاسرائيلي حيث تجلت في السنوات الاخيرة الماضية العلاقات الاستخباراتية بين الطرفين، فتعددت الزيارات بين الطرفية و خاصة بعد زيارة أنور عشقي (ضابط استخباراتي سابق في الجيش السعودي) الى الكيان الاسرائيلي من أجل وضع خطط لهزيمة تمدد ايران في المنطقة.
7- و أخيرا و ليس آخراً تقوم السعودية بتشويه صورة ايران الاقتصادية في المحافل الدولية، حيث تقوم بالضغط على الكونغرس الامريكي بفرض عقوبات جديدة على ايران و صناعتها الداخلية، كما تهدد البنوك العالمية بسحب ودائعها منها و ذلك من أجل منعها من التعامل مع ايران، و عدم استفادة الاخيرة اقتصادياً من الاتفاق النووي.
و أمام هذه الخريطة الكاملة المتكاملة و التي سترضخ أيّ دولة ان ما نفذت عليها، تقف ايران اليوم رغم كل الصعوبات و المطبات التي تفرضها السعودية و من خلفها أمريكا و الكيان الاسرائيلي سداً منيعاً امام تحقيق هذه الخطط، ربما تأثرت في بعض من الموارد الا أنها لا تزال و ستظل تقف خلف المستضعفين في كل أنحاء العالم الى يوم احقاق الحق.
المصدر / الوقت