التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

أمريكا بعد الإنتخابات .. مجتمع مقسّم وحكومة ثنائية الأقطاب 

الانتخابات الرئاسية الامريكية تجذب اهتمام الكثيرين وهي تقترب من موعد اجرائها في وقت يخرج الخلاف الشديد بين المرشحين عن الإطار الأخلاقي ويتحول الى كيل اتهامات ثقيلة ما يضع علامات استفهام كبيرة امام مستقبل أمريكا بعد هذه الانتخابات.

ان التنافس بين ترامب بمواقفه العجيبة والغريبة وبين هيلاري كلينتون التي تحاول الظهور بمظهر أنيق لإخفاء مشاكلها أدى الى حدوث شرخ كبير في المجتمع الأمريكي وألحق أضرارا بالغة بسمعة أمريكا المتضررة أصلا في العالم.

وفي وقت تشير الاستطلاعات ان كلينتون ستهزم ترامب لكن لايمكن الجزم بمن هو الفائز حتما لأن النظام الانتخابي الامريكي معقد ولايمكن معرفة الفائز النهائي الا في موعد اجراء الانتخابات أي في 8 نوفمبر لكن رغم ذلك يمكن الجزم بأن المجتمع الأمريكي سيصاب بشرخ وستصبح الحكومة ثنائية الأقطاب مهما يكون حزب المرشح الفائز في الانتخابات ومهما يكون الحزب المسيطر على مجلسي الكونغرس لأن الطرف الفائز لن يستطيع العمل الا بكسب التأييد والدعم من الطرف الآخر.

ولن يقتصر هذا الشرخ السياسي في امريكا على الجمهوريين والديمقراطيين بل سينسحب على القطاعات الأخرى كما ان السياسات التي سيتبعها المرشحان في حال فوز اي منهما ستزيد عمق هذا الشرخ فإذا فازت هيلاري كلينتون فإن الجمهوريين سيعتبرونها رئيسة لدورة واحدة لانها فازت بسبب ضعف دونالد ترامب وفي نفس الوقت سيقوم الجمهوريون بعرقلة حركة عمل حكومتها لكي لا تنجح ايضا في انتخابات 2020.

ومن جهة أخرى اذا فاز ترامب بالرئاسة فإن الكثير من الديمقراطيين وحتى بعض الجمهوريين سيبذلون جهودهم لكي لايفوز ترامب المثير للجدل بدورة ثانية وعهد جديد في انتخابات 2020 وفي نفس الوقت سيكون عهد ترامب عهدا صعبا للغاية لأنه يفتقر الى تجربة الإدارة الداخلية والخارجية.

ومهما يكون اسم الفائز في الانتخابات الرئاسية الامريكية فإن الكونغرس سيساعده في قضايا هامة مثل تطوير البنى التحتية الأمريكية المستهلكة وقانون الضرائب وقضية الصحة لكن قضايا أخرى تتطلب تضافر الجهود بين الرئيس والكونغرس من المستبعد ان تشهد حلولا على المدى القريب مثل اصلاح قانون الهجرة الذي يعتبر موضوعا مثيرا للجدل في أمريكا وأوروبا، كما ان قضية التجارة ايضا ستكون موضوعا جدليا بين الرئيس العتيد والكونغرس.

ورغم ذلك فإن مجال السياسة الخارجية يختلف كثيرا عن مجال السياسات الداخلية لأن الدستور الامريكي يمنح الرئيس صلاحيات واسعة في موضوع السياسة الخارجية ففي الوقت الذي يحق فقط للكونغرس ان يعلن الحرب رسميا ويصادق على الإتفاقيات لكن يستطيع رؤساء الجمهورية ان يستخدموا القوى العسكرية او يمتنعوا عن ذلك دون تصويت مباشر من قبل الكونغرس كما يستطيع الرؤساء الأمريكيون ان يوقعوا اتفاقيات دولية ويعينوا اشخاصا في مناصب في البيت الأبيض ويغيروا السياسة الخارجية بحكم وقرار تنفيذي كما فعل أوباما ازاء كوبا.

وفي حال فوز كلينتون يمكن التكهن بانها ستتدخل في بعض المناطق في سوريا وستسلح أوكرانيا وستتشدد حيال كوريا الشمالية لكن التكهن بسياسات ترامب الخارجية سيكون أصعب فهو يفتقر للخبرة والتجربة السياسية ولذلك لا يمكن التنبوء كم من شعاراته الانتخابية ستتحقق لكن يبدو من مواقفه بأن حكومة ترامب ستبتعد عن بعض الحلفاء التقليديين لأمريكا في أوروبا وآسيا وان الدور الامريكي في الشرق الأوسط سيتراجع.

ليس معروفا ماذا سيحصل بأمريكا بعد الانتخابات الرئاسية لكن الشرخ في المجتمع والحكومة سيكون هو سيد الموقف في عهد كلينتون أو ترامب ما يضع امريكا امام تحديات جدية داخليا وخارجيا.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق