هكذا ردّ اليمنيّون على عقدة “الرجولة” عند السفير السعودي
تتوالى تبعات التصريح الذي صدر عن السفير السعودي فی واشنطن وأعلن فيه أن العدوان السعودي على اليمن هو بمثابة “ضرب الزوج لزوجته”، حيث اثار هذا التعليق جدلا واسعا في الأوساط الرسمية والشعبية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، باعتباره إهانة لليمنيين والمرآة، على حد سواء.
السفير عبد الله بن فيصل بن تركي بن عبد الله آل سعود قال رداً على سؤال لصحيفة “انترسبيت الأمريكية” حول ما اذا كان السعوديون سيتخلون عن قصف اليمن بالقنابل العنقودية، قال: ” أن هذا السؤال شبيه بالسؤال: “هل ستتخلى عن ضرب زوجتك؟”.
وأثار هذا الرد موجة غضب واسعة، ودشن نشطاء وسما حمل عنوان “#سفير_السعودية_بواشنطن_يهين_اليمن”، إذ اعتبر البعض أن هذه التصريحات “مهينة” لليمن، فيما قال آخرون إن ما قاله السفير “لا يمثل السعودية”.
كذلك، أثارت تصريحات السفير السعودي موجة غضب في الشارع اليمني فقد ردت الإعلامية اليمنية منى صفوان على تصريحات السفير السعودية عبر وسائط التواصل على السفير السعودي في واشنطن بقولها : اليمن ليست زوجة سعودية يضربها زوجها بالعقال بلا سيدة الجزيرة العربية وملكة متوجة على عرش الحضارة.
وقالت الإعلامية اليمنية في تصريح تداولته بكثافة مواقع التواصل: الحضارة ليست حجارة يا سفير. واضافت: مؤسف ان تنتقل ثقافة ضرب النساء والعبودية التي لوثت العقل العربي إلى السياسة على لسان السفير السعودي.
من جانبه، قال الكاتب اليمني “عبدالملك العجري”: لم يكن ال سعود في يوم من الايام رجالا ولم يتصرفوا في يوم من الايام كرجال , نشأوا وترعرعوا وعاشوا ولا زالوا في كنف وصاية الامبراطورية البريطانية ومن بعدها الولايات المتحدة, مثلهم كمثل سفيه قاصر او كمثل زوجة رؤوم لا تجد حياتها وسعادتها الا في كنف زوجها، على حدّ قوله.
نظرة دونيّة لليمن
على صعيد متّصل، سارع ناشطون يمنيون إلى انتقاد تصريحات السفير هذه واعتبروها نظرة دونية لليمن، في حين وقف مؤيدو الرئيس هادي إلى جانب السفير وحاولوا تبرير ما جاء في تصريحه باعتباره جملةً شائعة في أمريكا تعكس السخرية من السؤال الذي يطرح على الشخص. لكن هذه التوضيحات لم تقنع النشطاء اليمنيين عموما، فيما توعد ناشطون بأن يكون الرد عبر الحدود حتى يعرف الجانب السعودي قدرة اليمنيين واعتزازهم بذاتهم.
وتساءلت إحدى المغردات إن كانت إجابة السفير السعودي هي إهانة لليمن أم للزوجة السعودية التي يتحدث عن ضربها بصورة مضحكة، ليستغرب آخر من تفاخر السفير بضرب زوجته.
فيما أجابه آخر: سل زوجتك يا “سعادة السفير” إذا كانت تعتبرك رجلاً.
ردّ آخر على تصريحات السفير: إن عقدة “الرجولة” عند السفير السعودي في واشنطن، دفعته للتهجّم على أهل اليمن، إذا كنت لا ترى نفسك رجلاً أمام الأمريكيين، فنحن الرجال في الميدان وأمام أسيادك.
ضغوط دولية تنعش آمال نهاية العدوان السعودي على اليمن
وتأتي هذه التصريحات “السخيفة”، وفق مراقبين، بالتزامنمع ضغوط دولية كبيرة ﻹنجاح لخطة السلام الدولية حيث يواصل المبعوث الدولي الخاص باليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد محادثاته في صنعاء.
ولليوم الثاني يعقد ولد الشيخ أحمد لقاءات متواصلة مع فريق المفاوضين عن حركة “أنصار الله” و”حزب المؤتمر الشعبي” ويناقش مع هؤلاء تفاصيل خطة السلام بشقيها السياسي والأمني، وتوضيح هذه التفاصيل والاستماع إلى تحفظات ومخاوف هذا الفريق.
استشهاد 3 مواطنين وجرح آخر بنيران مرتزقة العدوان بمدينة تعز
وعلى الصعيد الميداني، استشهد 3 مواطنين وجرح آخر ، اليوم الجمعة، بنيران مرتزقة العدوان الأمريكي السعودي على حي صالة بمدينة تعز .
وأكدت مصادر محلية ان منافقي العدوان الامريكي السعودي اطلقوا قذية هاون على حي صالة في مدينة تعز . أسفرت عن استشهاد 3 مواطنين وهم “أماني صادق العواضي 10 سنوات والطفل محمد شكيب محمد 9 سنوات والمواطن محمد حمود مقبل والبالغ من العمر 55 سنة ” بالاضافة لجرح مواطن آخر بجروح بليغة كحصيلة اولية .
السؤال الذي يطرح نفسه بعد هذه المجازر: هل الرجال هم من يتطاولون على النساء والأطفال، أم أن الرجال، كل الرجال، هم من يحيّدون المدنيين في قصفهم للعمق السعودي يا سعادة السفير؟، تساءل مواطن يمني.
صالح يقبل بخطة السلام شرط وقف العدوان
وفِي تطور لاحق، أعلن الرئيس السابق علي عبد الله صالح قبوله بخطة السلام المقترحة من المبعوث الدولي وقال إنها تشكل في مجملها قاعدة جيدة للمفاوضات “التي يجب أن تستكمل كل الجوانب المرتبطة بوقف العدوان وإيقاف العمليات العسكرية التي تقودها السعودية، ووقف تمويل المرتزقة والجماعات الإرهابية في مختلف المناطق اليمنية.
وقال صالح إنه “لولا التمويل والدعم السعوديين لما استطاعت تلك القوى الإرهابية من ممارسة القتل والنهب والتدمير والترويع وإقلاق الأمن والإستقرار، والقيام بالأعمال الإرهابية بهدف عرقلة حركة الملاحة البحرية الدولية في أهم منطقة في العام (منطقة باب المندب والبحر الأحمر)”، على حد زعمه.
ويأتي كلام صالح بالتزامن مع ما أعلنه مؤسس موقع “ويكيليكس” جوليان أسانج أن رسائل هيلاري كلينتون تكشف أن واشنطن كانت على علم بتمويل حكومتي السعودية وقطر لتنظيم “داعش” الإرهابي.
المصدر / الوقت