التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

محطّات حول”الاستكبار العالمي” في فكر قائد الثورة الإسلاميّة 

لا شك في أن قائد الثورة الإسلاميّة آية الله السيّد علي الخامنئي يتربّع على عرش مواجهة “الاستكبار العالمي” وصد الحرب النفسيّة.

لم يكتف قائد الثورة بالتأكيد على أن الاجواء الافتراضية ساحة حرب حقيقية، داعيا علماء وطلبة العلوم الدينية للتسلح والاستعداد للدخول الى ساحة التصدي للشبهات والافكار الخاطئة والمنحرف، بل يأخذ زمام المبادرة بنفسه، أي يخرج بنفسه في وسائل الأعلام لتوضيح الأمور وفضح مخططات الأعداء التي تستهدف المحيط العربي والإسلامي بشكل عام، والجمهورية الإسلاميّة على وجه الخصوص.

لو لم أكن قائداً للثورة لكنت..

كذلك، لم تتوقّف اهتمامات قائد الثورة بالعالم الافتراضي أكبر ساحة للحرب النفسية عند هذا الحد، بل أكّد أنه لو لم يكن قائداً للثورة، لتصدّى إلى مسؤولية العالم الافتراضي.

ولعل أحد أبرز المفاتيح في خطابات قائد الثورة الإسلامية هي تلك التي تتعلقّ بالاستكبار العالمي حيث سنحاول سرد مقتطفات من كلمات آية الله خامنئي حول هذا الموضوع:

مفهوم الاستكبار

في لقائه آلاف الطلبة الإيرانيين بمناسبة اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار العالمي (03-11-2013 م)، يشرح آية الله خامنئي معنى الاستكبار قائلاً: الاستكبار تعبير قرآني؛ وردت كلمة الاستكبار في القرآن الكريم، الشخص المستكبر، والحكومة المستكبرة، والجماعة المستكبرة، هي الجماعة أو الحكومة التي تتقصّد التدخّل في شؤون البشر، والشعوب الأخرى؛ تتدخل في كلّ شؤونهم وأمورهم من أجل حفظ مصالحها.

وأضاف: ترى نفسها حرّة لها حقّ فرض ما تريد فرضه على الشعوب؛ تقرّر لنفسها حقّ التدخّل في شؤون البلدان، ولا تتحمّل مسؤوليّة ذلك أمام أيّ أحد. ليسأل فما معنى مناهضة الاستكبار؟ إنّها تعني بالدرجة الأولى عدم الرضوخ لهذا التعسّف والجور. ليس معنى مناهضة الاستكبار شيئاً معقدًّا ملتويًا. مقارعة الاستكبار تعني أنّ شعباً لا يخضع لتدّخلات القوى المستكبرة، ولا الشخص المستكبر، ولا الحكومة المستكبرة؛ ولما تريد أن تفرضه عليه. هذا هو معنى مقارعة الاستكبار.

المنطق القرآني يعني الصمود بوجه جبهة الاستكبار العالمي

كذلك، أكد قائد الثورة الإسلاميّة خلال رعايته حفل تخريج دفعة جديدة من ضباط وكوادر الحرس الثوري، في جامعة “الامام الحسين (ع)” لمناسبة ذكرى تحرير مدينة خرمشهر (۲۳ ايار /مايو ۱۹۸۲)، أن المنطق القرآني والاسلامي للجهاد الأكبر يعني الصمود بوجه جبهة الاستكبار العالمي ورفض التبعية لها.

ووصف الحرب غير المتكافئة بانها “حرب الارادات” واضاف، انه ينبغي الحذر في هذه الساحة كي لا تضعف الارادة لان من تضعف ارادته في هذه الحرب سيُهزَم بالتاكيد لذا ينبغي الحذر كي لا تخل دعايات ووساوس العدو بارادتنا الراسخة.

سنوات الدفاع المقدس، هي حكاية صمود الشعب الايراني امام خبث الاستكبار العالمي

وفي كلمة لآية الله خامئني أمام النصب التذكاري لشهداء “شرق كارون” في منطقة “دار خوين” تخليدا لذكرى الشهداء الابرار الذين قدموا مهجهم الطاهرة خلال الحرب المفروضة من قبل نظام البعث البائد (1980-1988)، قال: ان “سنوات الدفاع المقدس، هي حكاية صمود الشعب الايراني امام خبث الاستكبار العالمي”.

قال ان “سنوات الدفاع المقدس، هي حكاية صمود الشعب الايراني امام خبث الاستكبار العالمي”.

وأشار سماحته الى أهمية الاجتهاد والعمل الدؤوب والاستعداد للتضحيات وتحريك الهمم لبلوغ القمم، وقال: لن تنال الشعوب مکانة مرموقة بالکسل والتقاعس، مؤکدا ان عزة الشعوب وهويتهم وقوتهم رهن بنضالهم واجتهادهم.

واعتبر آية الله الخامنئي ان “دعم الولايات المتحدة والدول الاوروبية والامکانيات التي قدمتها للنظام البعثي الخبيث، كان سببا رئيسا في استمرار الحرب المفروضة‌ لثماني سنوات”.

كلمته أمام الطلبة الجامعيين “ضبّاط الحرب النفسيّة”

وفي جسلة نوعية، تكرّر كل فترة وتطول لأكثر من أربع ساعات يستمع خلالها قائد الثورة إلى الهواجس والمطالب والانتقادات والمقترحات المطروحة من قبل الطلبة الجامعيين الذين يصفهم بضبّاط الحرب النفسيّة، إعتبر سماحته، أن مقارعة الاستكبار العالمي من مبادئ الثورة الإسلامية.

وفي الرد على سؤال لأحد الطلبة الجامعيين وهو “ما سيكون عليه مصير مقارعة الاستكبار بعد المفاوضات النووية (اللقاء حصل قبل الإتفاق النووي بتاريخالسبت 11 يوليو 2015) ؟” أكد القائد بأن مقارعة الاستكبار ونظام الهيمنة لا تتوقف أبداً بناء على المبادئ القرآنية وأن أمريكا تعتبر اليوم أكبر تجسيد للاستكبار.

القوى الاستكبارية وعلى رأسها أمريكا مصدر الحرب والإرهاب

في خطاب آخر،اعتبر آية الله خامنئي في كلمة له أمام مسؤولي النظام وجمعاً من مختلف شرائح الشعب الإيراني وسفراء البلدان الإسلامية لدى طهران بمناسبة عيد الفطر السعيد (06/07/2016 م)، اعتبر أن المصدر الأصلي للحرب وانعدام الأمن والإرهاب في المنطقة والعالم الإسلامي هو القوى الاستكبارية وعلى رأسها أمريكا،.

وأكد على أن هدفهم هو توفير أجواء لتنفس الكيان الصهيوني، ونسيان قضية فلسطين المحورية، قائلاً: السبيل الوحيد لمواجهة هذه المؤامرات هو معرفة العدو الحقيقي والصمود، وقد أثبت الشعب الإيراني أن الصمود والثبات هو الطريق الوحيد للتقدم.

مقارعة الإستكبار وقضية فلسطين من مبادئ الثورة الإسلامية

وفي خطاب تحدّث خلاله قائد الثورةعن المبادئ الاساسية للثورة الاسلامية في ايران، اعتبر آية الله خامنئي خلال لقائه المجلس الاعلى للامن القومي أن مقارعة الاستكبار العالمي والقضية الفلسطينية والتمسك بالاسلام تعد من المبادئ الاساسية للثورة الاسلامية في ايران.

وأضاف: انه وبناءً على كلام الامام الخميني الراحل تعتبر قضايا “الشعب” و”استقلال البلاد” و”التدين والتمسك بمبادئ الاسلام” و”مقارعة الاستكبار والغطرسة” و”القضية الفلسطينية” و”معيشة المواطنين” و”الاهتمام بالمستضعفين ومعالجة الفقر” خطوط الثورة الاساسية والتي تتبلور على اساسها “هندسة الثورة”.

نريد إقامة علاقات صداقة ومحبة مع كل الناس الشعوب

وفي كلمة لقائد الثورة, أمام أكبر حشد تعبويّ في مصلّى الإمام الخميني (قدس سره) طهران(20-11-2013 م)، قال قائد الثورة: إننا نريد إقامة علاقات صداقة ومحبة مع كل الناس الشعوب.

وتابع: لا عداء لنا أبداً حتى مع الشعب الأمريكي- مع أن الحكومة الأمريكية حكومة مستكبرة ومعادية وسيئة وحاقدة على الشعب الإيراني ونظام الجمهورية الإسلامية – هو مثل بقيّة الشعوب؛ وإنّ النقطة المقابلة لنظام الجمهورية الإسلامية هي الاستكبار.

المصالحة مع أمريكا لن تؤدي الى حل المشاكل

وفي خطابة الأخير الأسبو الجاري، اكد قائد الثورة الاسلامية لدى استقباله الالاف من الطلبة والتلاميذ، بمناسبة “اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار العالمي، ان المصالحة مع الولايات المتحدة الامريكية لن تؤدي الى حل المشاكل.

وتابع قائلا، ان سياسة وجوهر الحكومة الامريكية مبني على اساس الاطماع والتوسع حيث مارستها على مدى اعوام طويلة في مختلف نقاط العالم خاصة في منطقة غرب اسيا وايران قبل الثورة، لذا لو جرت ادنى غفلة في الاشهر الاولى للثورة ولم يقف الامام بوجه امريكا، لدخل هذا العدو من النافذة من جديد بعد ان كان قد طرد من الباب.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق