التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

الإغراءات السعودية الغير جادة لن تؤثّر على الاستحقاقات اللبنانية القادمة 

وكالات – سياسة – الرأي –
اعتبر الخبير في الشؤون السّعودية، الباحث السّياسي اللبّناني، علي مراد، أن زيارة الوفد السعودي اليوم إلى لبنان تأتي استكمالاً للجولة التي قام بها وزير شؤون الخليج الفارسي “السبهان” قبيل انتخاب العماد عون رئيساً في 31 تشرين الأول/ نوفمبر الماضي.

وأضاف مراد في حوار خاص مع مراسل وكالة أنباء فارس في بيروت أن السعودية تعتقد، أن العودة للاهتمام بلبنان بعد حوالي عام من إهمال الملف اللبناني قد تُحقق لهم فرصة أخيرة في عملية إبقاء موطئ قدم من النفوذ الذي خسروه في المرحلة السابقة، ففي شباط/ فبراير الماضي، قام السعوديون بسحب الهِبَة للجيش اللبناني، لإيهام اللبنانيين أن سياسة وموقف حزب الله “السلبية” تجاههم هي السبب، مع أن السبب الرئيس تبيّن أنّه لأسباب اقتصادية وعجزٍ في الميزانية السعودية.

وأردف مراد يقول: لذلك أرادت الرياض حينها حجة لسحبها، واليوم مع عودة الحديث عن استعداد السعوديين لطرحها مجدداً ما هي إلا محاولة للتأثير على مواقف الرئيس ميشل عون، فالتاريخ يخبرنا أن السّعودي لا يهب شيئاً بالمجان إلا أن يكون له مقابل، فالرياض غير جادة البتة في صرف الهِبَة للسبب الذي ذكرته سابقا.

وأكمل أنّه نظراً لاستفحال أزمة العجز في ميزانيتهم عما كان عليه الحال في شباط/ فبراير الماضي، هم يسعون للتأثير في الحالة اللبنانية وإثارة القلاقل في وجه حزب الله بشكلٍ أساسي لتحميله المسؤولية مجدداً عن فشل صرف الهِبَة بذريعة مواقفه وسياساته المتصلبة تجاه الرياض، وهناك تخوف جدي من تزامن هذه البلبلة التي ستحصل جراء مناورة عودة الهِبَة مع أحداث أمنية قد تحدث في لبنان وتساهم في تعكير الأجواء وتوتير الساحة اللبنانية.

وأشار الخبير مراد أن كل هذا يجب رده إلى النجاحات التي حققها حزب الله بمؤازرة الجيش السوري في جبهات القتال في سوريا، فالسعودية ما زالت تعول على إشغال حزب الله في الداخل اللبناني لإلهائه عن معركة سوريا، خاصة أن المرحلة المقبلة مع استلام ترامب السلطة في البيت الأبيض ستشهد توتراً في الشرق الأوسط، يتمثل بإطلاق يد الكيان الصهيوني أكثر، معتقدا أنّ هناك بوادر تركيز أميركي إسرائيلي سعودي على إشغال حزب الله في الداخل اللبناني أكثر من شأنه أن يدفع الحزب على التركيز بشكل أكبر على الساحة اللبنانية.

وأشار مراد إلى أن العرض العسكري لحزب الله في مدينة القصير مؤخراً رسالة تقول أن الحزب مستعد لكل الاحتمالات والجاهزية على أتمها في الداخل اللبناني وسوريا، وأكثر من قيادي في حزب الله صرح خلال الأيام الماضية أن البعض يتوهم أن الحزب سوف ينسحب من الجبهات في سوريا، والحقيقة أن الحزب باقٍ ومستمر في المعركة ولن يعود إلا منتصراً.

وأضاف مراد أن هذه التصريحات لعلها أتت لاستباق أي محاولات تسعى السعودية لفرضها على الساحة اللبنانية عبر أسلوبها “الناعم” المتمثل بإغراء الرئيس الجديد والمؤسسة العسكرية ومن خلفهما بعض القِوى السياسية التي تؤثر على قرارها السعودية.

وختم الباحث السياسي اللبناني أن الرئيس عون يجمعه تحالف قوي مع حزب الله وبالتالي لن يكون للإغراءات السعودية الغير جادة أي تأثير على الاستحقاقات اللبنانية القادمة.
انتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق