التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 17, 2024

بعد اسقاط واشنطن لكل الحلول: حلب و”الباب” من الاولويات 

استقطب الوضع في شمال سوريا في الاسابيع الاخيرة كامل المشهد السياسي والعسكري في سوريا، دون ان يعني ذلك تراخي باقي الجبهات، بل ان الجيش السوري وحلفاءه تمكنوا خلال فترة قصيرة من تحقيق انجازات عسكرية استراتيجية في ريفي دمشق وحماة.

الا ان التركيز الاساس بقي في اتجاه مدينة حلب اولا ومحاولات النظام التركي توسيع دائرة الغزو لبعض مناطق شمال حلب ثانيا، لهذا فالسؤال الاول الذي يطرحه المعنون بمسار الازمة هناك يكمن في التوقعات حول معركة حلب، وبالدرجة الاولى فيما يتعلق بتحرير الاحياء الشرقية للمدينة من المسلحين؟

من الواضح، وفق معطيات مصادر دبلوماسية، ان الادارة الاميركية الحالية والنظامين التركي والاماراتي عمدوا مؤخرا الى تزويد المجموعات المسلحة بكميات كبيرة من السلاح بينها سلاح متطور، بينما يواصل النظام السعودي دفع ثمن هذا السلاح . وتوضح المصادر انه الى جانب مشاركة مستشارين عسكريين من هذه الدول ومن دول غربية اخرى في ادارة معارك المسلحين في حلب، عمد الجانب التركي وما زال الى تسهيل تحركات المسلحين وخطوط امدادهم.

وتشير المصادر ايضا الى ان هذه الدول اشرفت في الفترة الاخيرة بشكل مباشر على هجمات المجموعات المسلحة في غرب حلب تحت ما يسمى “ملحمة حلب الكبرى”، بعد ان سقطت قبل ذلك محاولات فك الحصار عن المسلحين في الاحياء الشرقية للمدينة، على امل ان تؤدي هذه العمليات الى احداث خرق في مواقع الجيش السوري او على الاقل فتح ثغرة هناك تجبر الجيش السوري على فك الحصار عن المسلحين في شرق المدينة، وكل ذلك حصل، فيما ابدت روسيا وسوريا وحلفاؤهما الحرص على تمديد الهدنة في حلب افساحا في المجال امام خروج المدنيين والمجموعات المسلحة او بعضها على الاقل وادخال المساعدات الانسانية الى هذه الاحياء.

الحسم العسكري هو الحل في حلب والباب

وبالتوازي مع اصرار المسلحين ومن يدعهم على اسقاط كل الحلول مقابل ابقاء جبهات حلب مشتعلة، كانت تحصل مشاورات بين روسيا وسوريا وايران حول طبيعة التعاطي المطلوب مع رفض واشنطن وحلفائها لكل الحلول والمخارج لشرق حلب,لذلك كان الرأي _ بحسب المصادر _ ان الروسي طلب التريث في اطلاق عملية عسكرية واسعة ضد المسلحين هناك وبالتالي اعطاء فرصة للضغط على ادارة اوباما على امل ان ينهي ذلك الوضع الشاذ في حلب الشرقية، بينما كان رأى الجانبان السوري والايراني ان الامور لم تعد تحتمل التأجيل في ظل المماطلة الاميركية ومن يقف معها وبأن الحسم بات المخرج الوحيد لانهاء معاناة المدنيين هناك.

وتوضح انه في ضوء هذه المشاورات اتفق الرأي بين الدول الثلاث حول مجموعة خطوات عن طبيعة مواجهة ما يحصل من تصعيد من جانب الولايات المتحدة وحلفائها تنطلق من الاتي:

1- ان واشنطن وحلفاءها يرفضون اية تسوية تنهي الوضع الشاذ في شرق حلب ,بل ان هذا التحالف يصر على ابقاء هذا الوضع للحيلولة دون تفرغ القوات السورية ومن معها من حلفاء من اجل تطهير مناطق جديدة في حلب حتى تلك التي تسيطر عليها داعش .
2 – ان التركي مدعوما من الاميركي يدفع نحو منع الجيش السوري من تحرير مدينة الباب، حتى لايؤدي ذلك الى اقتراب القوات السورية من الحدود مع تركيا وفي الوقت نفسه منع الجيش السوري من فتح الطريق امام امكانية توجهه لاحقا نحو مدينة الرقة .

3- ان الاميركي يعمل لفتح المعابر امام داعش للهروب من العراق باتجاه الرقة ودير الزور في سوريا. مع العلم ان ما قام ويقوم به الحشد الشعبي في العراق من خلال محاصرة قضاء تلعفر واقفال المعابر هناك امام داعش حصل على الرغم من الاعتراضات الاميركية.

وانطلاقا من هذه المعطيات، تقول المصادر “كان القرار بان يقوم الجيش السوري وحلفاؤه بعمليات قضم بطيئة لمناطق سيطرة المسلحين في شرق حلب بهدف تفادي الخسائر لدى المدنين، بينما يتحرك الجانب الروسي عبر قاذفات بعيدة المدى وحاملة الطائرات ” كوزينتسوف ” لقصف مواقع داعش والنصرة في ريفي حمص وحماة ومناطق اخرى لمنع تسرب عناصر داعش من العراق وضرب مخازن السلاح وتجمعات المسلحين بهدف الحد من رفد جبهات المسلحين في حلب بمزيد من السلاح والمسلحين. وتضيف ان القرار الذي اتخذ يؤكد ان حسم معركة حلب الشرقية مسألة غير قابلة للتفاوض، وان هذا الحسم سيستمر عسكريا طالما ان المسلحين يرفضون الخروج من هذه الاحياء.

اما بخصوص مصير مدينة الباب، فرغم ان قوات الغزو التركية تقدمت مؤخرا نحو عدد من القرى القريبة من المدينة عبر مايسمى قوات “درع الفرات” الا ان محاولات الدخول الى المدينة جرى كبحها لاعتبارات عديدة، في وقت يجري البحث داخل القيادة العسكرية للجيش السوري حول امكانية اطلاق عملية عسكرية في وقت قريب لتحريرها من داعش.

حسن سلامة / فارس

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق