ترامب والعرب.. مخاوف وامنيات !!
القاهرة – الرأي – رباب سعيد-
جاء فوز مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب بسباق الانتخابات الرئاسية على غير المتوقع في مواجهة مرشحة الديمقراطيين هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية السابقة.
فقد وصف فوز ترامب بزلزال سياسي غير مسبوق فلم يتوقع أعتى المحللين السياسيين والأعلام الذى بات يحشد العالم لفوز هيلارى، أن يتمكن رجل الأعمال الثري ، أن يكن رجل البيت الأبيض ورئيسا لأكبر دولة في العالم من دون خبرة في السياسة ولا الدبلوماسية ولا العلاقات الاقتصادية على الإطلاق؟
تم له الفوز رغم شخصيته الجدلية وتصريحاته التي أثارت ردود فعل سلبية أحيانا حتى بين صفوف الحزب الجمهوري. ولكنها كانت تمس المواطن الأمريكى الذى مل من السياسيين ووعودهم الكاذبة ….فخاطب المواطن الأمريكى بلغة بسيطة تمس معيشته ومتطلباته فلم يحمل خطابه شعارات رنانه بل كلمات بسيطه .. شعر به المواطن الذى يبحث عن وظيفة وصحة واقتصاد كما تعهد على مدى حملته الانتخابية، التي انطلقت قبل ثمانية عشر شهرا، بمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة وهنا يقصد المتطرفين والتزم ببناء سور على طول الحدود الجنوبية لبلاده مع المكسيك لوقف زحف المهاجرين غير الشرعيين من هذا البلد، بل أعلن أنه سيفرض على المكسيك تمويل المشروع برمته.
لم تأخذ وسائل الإعلام الدولية التصريحات الأكثر إثارة لترامب على محمل الجد في البداية، برغم المخاوف التي كانت تثيرها. غير أن الرجل استمر، بالانتقادات، في نهجه الجريء وطرح نفسه أمام الناخبين الأمريكيين بديلا ومرشحا متمردا على المؤسسة والقيادة السياسية التقليدية في بلاده. ترامب مضى في مهاجمة خصومه بشكل كبير وأظهر مكامن ضعفهم واستغل حالة غضب عند المواطن الأمريكى في بلد متعدد الأعراق.
ما زاد من حدة صدمة فوزه أمام شخصية سياسية كبيرة من العيار الثقيل هيلاري كلينتون مما جعل استطلاعات الرأي التي ظلت على مدى الأسابيع القليلة الماضية ترجح فوز هيلارى وإن بفارق ضئيل. لكن المفاجأة حصلت .وخيبت كل التوقعات وأظهرت فشل المحللين والإعلا ميين … وأصبح الرئيس الامريكي المنتخب، الذي طالما تندر الإعلام الدولي وشعب الفيسبوك والجمهور العام عبر العالم على افتقاره للخبرة السياسية وعلى تصريحاته واعتبرها من قبيل قفشات لرجل مهرج، رئيس أقوى دولة في العالم.
الشرق الاوسط وفوز ترامب
يدخل ترامب البيت الأبيض في العشرين من يناير/كانون الثاني ويعد بإعادة النظر في السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الشرق الأوسط
فقد صدرت عن ترامب تصريحات متضاربة خلال الحملة الانتخابية حول عدد من القضايا المرتبطة بالشرق الأوسط. فبخصوص الاتفاق النووي مع طهران، على سبيل المثال، ندد الرئيس المنتخب بتفاصيله، لكنه لم يتعهد بإلغائه ووعد فقط بإعادة التفاوض بشأنه من أجل اتفاق أفضل. لكن هل ستقبل العواصم الأخرى – موسكو وبيجينغ وبروكسل ولندن وباريس وبرلين – إعادة النظر في هذا الاتفاق لا لسبب إلا لأن تفاصيله لا تروق ترامب؟
العالم اليوم يتطلع إلى طبيعة السياسة الخارجية التي سيتبعها دونالد ترامب بعد كل تصريحاته، ويتساءل هل ستدفع بمزيد من الصراعات والتوترات في المنطقة العربية أم أنها ستعمل على الحد منها؟ فمن المتوقع أن يتبنى الرئيس دونالد ترامب سياسة مختلفة إذاء الشرق الأوسط فهنا لا يفوتنا أن نتذكر أن المسؤول العربي الوحيدالذى استقبله ترامب فى نيويورك اثناء الاجتماع السنوى للجمعية العامة كان الرئيس السيسى بعدما اشاد به ترامب عدة مرات فى حواراته الصحفية وقال انه إذا اصبح رئيس قإنه سيسعى للتعاون مع الرئيس السيسي والملك عبدالله الثانى ملك الأردن لتحقيق الاستقرار فى المنطقة ومحاربه الارهاب حيث يرى ترامب أن تدخل ادارة باراك أوباما وهيلارى كلنتون عسكريا فى ليبيا للإطاحة بالقذافى كان أسوا خطأ واعتبر أن السعى لتغيير النظام فى سوريا هو تقويض استقرار العالم أما داعش يتبنى ترامب سياسة مزدوجة إزاء داعش فبرغم أنه يريد القضاء علي هذا التنظيم المتطرف بقوه الا انه يرفض التدخل العسكرى العميق للولايات المتحدة فى المنطقة بالشكل الذى حدث بالعراق ثم قبل أن تخرج هذه السياسات إلى حيز الوجود هل ستتنازل مؤسسة السياسة الخارجية والمؤسسة العسكرية الأمريكية أمام رغبات الرئيس الجديد إن هو مضى في تنفيذ ما وعد به إبان حملته الانتخابية. ثم كيف سيرد الحلفاء الاوروبيون على سياسات ترامب إن هي اتسمت بالمواجهة