خبير عسكري: لم يعد مقبولاً استنزاف الجيش السوري وحلفائه إلى مالانهاية
وكالات – امن – الرأي –
أوضح الخبير العسكري زكريا شحود أن قراراً سياديا سياسياً لسوريا وحلفائها بانتزاع ورقة حلب من سوق الإعلام وسراديب السياسة هو الذي أطلق معركة حلب، حيث لم يعد مقبولاً استنزاف الجيش السوري وحلفائه إلى ما لانهاية عبر ترك جيوب للمسلحين في حلب.
وأضاف شحود في حديث لوكالة أنباء فارس أن النصر الكبير والسريع في حلب يؤكد على الانهيار المعنوي في صفوف الإرهابيين وفقدانهم للحاضنة الشعبية التي كانوا يعتمدون عليها، وانقلابها عليهم عبر وقوف المدنيين في وجههم وعدم الانسحاب معهم أو السماح باستمرار استخدامهم كدروع بشرية وذلك بخروجهم إلى خارج الأحياء بحماية الجيش والقوات الرديفة المتقدمة، مبيناً أن اجتماع هذين العاملين مع تمرس الجيش وحلفائه والعزيمة على إنهاء الأمر حقق نقلة نوعية أسفرت عن تسارع التقدم والتحرير.
وكشف شحود أن استكمال معركة حلب سيكون بقفزة أخرى للجيش وحلفائه انطلاقاً من “مطار كويرس” الذي تتحشد فيه قوات كبيرة تستعد للانطلاق لاسترداد المناطق الشمالية وصولاً إلى الحدود التركية لإغلاق هذه الحدود نارياً ومنع تسلل الإرهابيين والسلاح عبرها من جديد إلى العمق السوري.
وفيما يخص الجانب التركي، بين شحود أن التركي في حالة تراجع، وذلك لأنه دخل الجغرافيا السورية كمقامرة لاعباً على المتناقضات بغية حجز مقعد في المفاوضات السياسية، لأنه يدرك أن الأزمة السورية وصلت إلى مرحلة إدارة الأزمة وانتهت مرحلة الدوران في الأزمة، موضحاً أن دخول التركي إلى الجغرافيا السورية كان الهدف منه الدخول في الكباش الدولي وخلق حالة احتكاك بينه وبين قوى عظمة حليفة لسوريا “روسيا وإيران” بمشروعها النهضوي الذي يحترم سيادة الدول والقوانين الدولية، وقوى معادية لسوريا وحلفائها بمشروعها الصهيوأمريكي الذي يريد نشر الفوضى في المجتمعات المستقرة لضمان أمن “إسرائيل”.
كما أشار شحود إلى أن أهم مظاهر تراجع التركي هو الجدار العازل الذي يقيمه على حدوده مع سوريا، لافتاً إلى أن هذا الجدار يسعى التركي من خلاله لمنع ارتداد المجموعات الإرهابية إليه عائدة إلى قواعد انطلاقها اللوجستي في العمق التركي، إضافة إلى انخفاض وتيرة الحدة في الخطاب السياسي التركي.
هذا ونوه شحود على أنه لا يجوز إغفال التغيير في الإدارة الأمريكية التي جاءت بـ “ترامب” للقفز على مطبات الواقع، والتحول إلى اتجاه يحفظ ماء وجه دولة عظمى باتت واثقة أن أدواتها استهلكت في الميدان وليس أمامها إلا التراجع بطريقة مدروسة أو الاعتراف بالهزيمة والفشل.
وختم شحود مؤكداً على أن الحرب في جولتها الأخيرة وأن سوريا ومحور المقاومة انتصروا بفضل صمودهم.انتهى