الجبوري يحذر من دعوات التقسيم ويشدد على الثقة بين الاطراف
بغداد – سياسة – الرأي –
حذر رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، الجمعة، من دعوات تقسيم البلاد التي يلهج بها البعض ليحقق مآربه الشخصية والحزبية.
وقال الجبوري، خلال كلمته في المؤتمر الوطني العام لزعماء وشيوخ وشخصيات العراق، الذي اقيم برعايته اليوم، “لدينا الشخصيات القادرة على تجاوز الأزمة، ولدينا امل وينبغي علينا ان نفتخر، ونحن هنا ننظر إلى الواقع بشكل واضح على جبهات القتال ، ونرى الحشد والقوات الأمنية والعشائر والبيشمركة، ولنا الحق بان نفتخر ونباهي بهم العالم”.
وأضاف، “من العراق ينطلق النصر وتنطلق العزة، وحري بنا ان نكبر الدماء الزكية التي تسيل على ارض المعركة، ونتضامن في صوت واحد يرفض التقسيم وكل دعوات التقسيم التي يلهج بها البعض حتى يحقق مآربه الشخصية والحزبية والذاتية، فهذا البلد لا يحتمل الا ان يكون بلدا واحدا، وحري بنا ان نلهج بصوت واحد ونرفض جميع التدخلات التي تريد العبث بأمن العراق”.
واكد رئيس البرلمان، ان “مبدأنا قائم على أساس احترام الآخرين، والعراق يبقى واحد ومتآزر ومتآخي وننطلق لتحقيق الامن والاستقرار”، مبينا اننا “نلتقي اليوم كي نتفق على مشروع حقيقي قادم لان المرحلة التي مضت تحتاج منا تدبر الامر، فما الذي نريده من هذا البلد، نريد بناء دولة مدنية مستقرة تحترم القانون والنظام وتؤمن بالانسان وتمضي باتجاه تحقيق الامن والخدمات”.
وأشار إلى ان “صفحة الامن امر لابد منه ولا نستطيع التفكير بالاقتصاد والاستقرار والبناء من دون الانتهاء من كابوس داعش والإرهاب”، موضحا “هناك صفحات اخرى من الواجب التصدي لها، اذ هناك مشاكل كبيرة ستكون – لاسامح الله – بعد الانتهاء من داعش، والبعض منها اجتماعي يحتاج إلى مصالحة وحل لمشاكل معينة، والبعض منها فكري يحتاج إلى سحب مفهوم التطرف والارهاب وعدم قبول الآخر”.
وشدد على ” ضرورة الايمان بالشراكة التي تسع الجميع، اذ ان البلد يسع الجميع، فضلا عن تعزيز مفهوم الشراكة الحقيقية، فالشعب ينتظر من النخبة المبادرة، العمل الجاد وعدم الانتظار لفترة اطول ، فما جرى للعراق خلال السنتين والنصف الماضية كفيل بتحفيز كل الجهود إلى صياغة خطة إنقاذ وطنية جادة تتلاءم مع الظرف واحتياجاته وتتجاوز الحلول الشكلية إلى منهج معمق يبحث جذور المشاكل بدون تردد”.
وبين رئيس مجلس النواب، “مالم نكن حريصين من انفسنا لن نستطيع استيعاب هذا الكم من المشاكل”، لافتا إلى ان “مبدأ الشراكة الوطنية مبدأ قامت عليه العملية السياسية والبلد، ولازلنا حريصين عليه والشراكة التي تقوم على اساس مساواة الجميع ومساهمتهم في اتخاذ القرار”، داعيا إلى “التمسك بمبدأ الشراكة الوطنية على حقيقتها”.
ونوه الى ضرورة “الانطلاق من مبدأ الايمان من الشراكة الوطنية الشاملة”، مبينا “من المهم جدا ان تكون الثقة قائمة بين الاطراف الوطنية في وقت نحن احوج إلى التلاحم والتعاون لمواجهة الارهاب وقوى الشر التي تمكر بالعملية السياسية وتعمل على تقويض اسس الدولة العراقية”، مشددا على “احترام الاطر الديمقراطية التي حددها الدستور لسير عمل الدولة بكافة تشكيلاتها المؤسسية على ان يتم اعتبار ضرورات المرحلة والأخذ بنظر الاعتبار الحاجة الماسة للإجماع الوطني بدلا من التفكير بحلول اخرى”.
ولفت إلى ان “ملامح مع بعد داعش تحتاج إلى صياغة وطنية تنطلق من حاجتنا، وتضع بالاعتبار على طاولة النقاش كل ما من شأنه ان يضع اليد على الجرح ويتلمس آلام الناس، فجميعا ملزمون بتشكيل رؤيتنا للمرحلة القادمة والتي تتلخص بجملة من المهام الكبيرة التي أحيانا هي ليست فقط واجب الدولة وانما واجب المجتمع، وكل له حقوق وعليه التزامات فكل الاطراف يجب ان تساهم بصياغة الرؤية القادمة”.
وأوضح، رئيس البرلمان ان “اولويات المرحلة المقبلة هي حسم قضية عودة النازحين خصوصا إلى المناطق التي تم تحريرها، وتحويل بعض الملفات ممن يتم التحفظ عليهم إلى القضاء، وضرورة دعم القوات المقاتلة من الأبطال العراقيين بكافة صنوفهم وإبعاد كل قول من شأنه أن يضعف معنويات العراقيين في مواجهة تحدي الإرهاب”.
وأضاف، “من المهم جدا الإصرار على مبدأ وحدة العراق وأمنه واستقراره ورفض دعوات التقسيم، والتدخلات الخارجية التي من شأنها العبث بأمن واستقرار العراق”، مبينا انه ” تم العمل خلال الفترة الماضية لشمول جميع المقاتلين باستحقاقاتهم، إذ يجب ان نتضامن وان لا نختلف”، منوها إلى ضرورة “أن تلعب العشائر دورا محورياً في تحقيق السلم الاجتماعي والتعايش والمصالحة من خلال عمليات الصلح والتفاهمات بين العشائر العراقية المتآخية في المناطق التي جرت فيها عمليات عسكرية وحصلت اتهامات فيها”.
ودعا إلى “ابعاد المشاكل الاجتماعية والعشائرية من اعادتنا إلى الفوضى والاضطراب، ونحن نامل ان يكون لجهود الخيرين موقف من هذا”، مضيفا اننا “نسعى للتعاون مع المجتمع الدولي للشروع ببرنامج الاعمار للمناطق التي شهدت حالات تدمير شاملة بسبب الإرهاب، وهذا الامر يتطلب منا ايجاد بيئة مناسبة، ودور العشائر ضروري في هذا الجانب ومن المهم ان يكون لابناء المناطق مشاركة فعلية في عملية الاعمار وتحريك اليد العاملة”.
وتابع رئيس البرلمان، “لقد حاول الإرهاب احداث فراغ اجتماعي من خلال تهجير مئات الالاف من سكان المناطق التي سيطر عليها، ونحن نرى ضرورة الإسراع في عودة جميع السكان بكل أطيافهم وقومياتهم إلى أماكن سكناهم ذاتها”، مكبرا “دور أبناء محافظات الجنوب وكردستان في استيعابهم أبناء النازحين، اذ كان لهم موقفا بطوليا يسجل مع المواقف الاخرى والكبرى ونصرتهم لإخوانهم”.
ودعا رئيس مجلس النواب الحكومة، إلى “الاهتمام الحقيقي بكل المناطق وعلى وجه التحديد في توفير الخدمات والاهتمام بالزراعة وتشجيع الاستثمارات، لان هذا كفيل في حل المشاكل الاقتصادية التي واجهتنا خلال الفترة الماضية”.
وزاد اننا “عملنا مع لجة المصالحة والعشائر في البدء بتشريع قانون العشائر وهي مبادرة قامت بها اللجنة، ونأمل ان يكون لهذا القانون دورا كبيرا في لملمة الصف ووحدة الكلمة وجمع الآراء ايا كانت اختلافاتها ووجهات النظر حولها”.انتهى