التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

خبير سوري: الخلافات العميقة بين الفصائل المسلّحة لن يصلحنها جيش حلب الموحّد 

سوريا ـ امن ـ الرأي ـ

قال الخبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية، الدكتور محمد كمال الجفا أنّ وتيرة المعارك لم تهدأ في جبهات حلب وخاصّة العمليات الهجومية للجيش السوري وحلفائه من خارج الأحياء الشّرقية وليس بعمليات اقتحام من قلب خطوط التماس في وسط المدينة، والتي لم تشهد تغييرات جذرية منذ خمس سنوات مضت.

وأضاف أنّ الجيش السوري تابَعَ بشكلٍ متوازٍ عملياته العسكرية من محورين:
الأول من المحور الجنوبي بالشيخ سعيد انطلاقاً من الجنوب محور الراموسة وكروم عزيزة مع تغطية نارية ومدفعية من الكليّات العسكرية والتي أدّت إلى تقدّم كبير جداً في محور القطاع الجنوبي من منطقة الشيخ سعيد ووصول الجيش والحلفاء الى أتوستراد مطار حلب الدّولي، وفيما لو استمرّ التقدّم وصولاً لدوّار جسر الحج والذي سيؤدّي إلى فصل أحياء السكّري والزبدية وأرض الصباغ وقسم من صلاح الدين وقسم من سيف الدّولة وكل هذه المناطق تقع غرب سرير نهر قويق، سيتم فصلها عن أحياء الكلّاسة والمَعَادي والفردوس وهنا نحن أمام سيناريو مكرّر عن إسقاط مدينة هنانو السّكنية.
ثانياً: المحور الآخر في شرق المدينة، كان الهجوم المفاجئ على السكن الشبابي بمنطقة الحلوانية والذي يُحاذي طريق المطار من الجهة الشمالية ويحدّ سكن البحوث في منطقة المعصرانية وهذا يعني تحييد محيط مطار حلب الدولي شمالاً بمساحة إضافية تبعده عن القذائف الصاروخية وقذائف الهاون والصواريخ الأمريكية المتطوّرة الموجّهة من نوع تاو الجيل الثاني.
وأكمل الخبير العسكري الجفا أنّ الجيش السّوري دخل المنطقة بعد معارك عنيفة وسيطر عليها وثبّت نقاطه القتالية وأقام تحصينات فورية تمهيداً للتحضير للمرحلة الثالثة للدخول في معاقل أحرار الشّام وجبهة النصرة في حي الشّعّار المكتظ سكّانيّاً والمتقارب عُمرانيا.
وأشار إلى أنّه وعلى صعيد آخر أصدرت ما تُسمّى غرفة عمليات حلب بياناً أوكلت بموجبه لبعض الشّخصيات الغير معروفة وهي تمثّل الصّف الثالث من قادة الفصائل المسلّحة في الأحياء الشّرقية ادّعت فيه تفويض هؤلاء بالاتصال والتفاوض بمن يلزم للمصلحة العامّة لمناقشة إمكانية وقف إطلاق النّار أو إجراء مباحثات فرْض هدنة لم يقبلوها سابقاً رغم المغريات التي عُرِضَت عليهم ورفضوها لعشرات المرات.
وأردف أنّه ثم ما لبثت هذه الفصائل أن أعلنت عن عدم مسؤوليتها عن البيان وعدم تبنّيه، وأصدرت بياناً حلّت فيه جميع الفصائل بكلّ مكّوناتها، وأعلنت توحيد جميع الفصائل تحت ما يُسمّى “جيش حلب” تحت قيادة موحّدة ولم تحدّد قيادته ولم يتم توزيع المهام فيها ولم يتم وضع أهداف أو وضع خطط عسكرية أو تسليحية أو مستقبلية للمعركة التي تخوضها هذه الفصائل.
وتابع أنّه ومع العلم أنّ تشكيل هذا التنظيم وبهذه الظروف وبهذه الفصائل المنهارة نفسياً ومعنوياً والمهزومة عسكرياً والمختلفة في الأهداف والانتماء والتمويل وحتى بدرجة تبعتيها وتطرّفها يًعتبَر أمراً غير قابل للتحقيق على ارض الواقع.
وختم قوله أنّ الخلافات العميقة جداً والدماء التي سالت بين هذه الفصائل بسبب مصالح مادّية ومكاسب مادّية شخصية وحتى خلافات عقائدية.انتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق