التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, أكتوبر 6, 2024

الخلافات السعودیة القطریة متجذرة یصعب حلها 

 

تعتبر الخلافات السعودیة القطریة، متجذرة للغایة و لها تشعبات و فروع متعددة فی شتی المجالات، حیث أدت جمیع هذه الخلافات الی أن یصبح حلها أمرا فی غایة الصعوبة حتی من قبل الولایات المتحدة الأمریکیة و دول عربیة سعت إلی ذلک، لکن لم یکن نصیبها من تلک المساعی إلاّ الفشل و ضیاع الوقت. وأضحت مزاعم قادة هذین البلدین بأن خلافاتهما عائلیة و لا تتجاوز البیت الخلیجی غیر مجدیة ووصلت الی القطیعة شبه الکاملة بعد ما سحبت الریاض و دول عربیة اخری سفرائها من الدوحة فی الآونة الاخیرة.
فی هذه الاثناء أدی وصول الاخوان المسلمین الی سدة الحکم فی مصر، الی مخاوف جمة بالنسبة الی المملکة العربیة السعودیة بسبب خشیتها من إنتقال عدوی ثورة الاخوان الی داخل اراضیها و أن تسلک جماعة الاخوان السعودیة مسلک جماعة الاخوان فی مصر مما سیؤدی ذلک الی زعزعة مستقبل النظام السعودی بشکل أساسی خاصة بسبب فشل سیاسات الریاض الدولیة و الاقلیمیة، ویمکن الاشارة الی الفشل الذریع الذی منیت به السعودیة فی الساحة السوریة فی هذا السیاق باعتباره أحد ابرز الهزائم التی سجلتها المملکة فی سجل هزائمها فی السنوات الاخیرة

فی المقابل تری قطر  أن نجاحها فی المنطقة مرهونا ببقاء جماعة الاخوان المسلمین و إشتداد عودهم فی البلاد التی یتواجدون فیها خاصة مصر باعتبارها منطلق هذه الجماعة العالمیة.

و انطلاقا من هذه الخلافات یبدوا أن قطر اصبحت ترسل رسائل نحو إیران أنها ترید تنمیة علاقاتها مع الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة، لکن هناک الکثیر ممن یشکک فی هذه الرسائل من قبل قطر و یعتقد أنها مناورة سیاسیة الغرض منها إرباک سیاسة السعودیة لیس أکثر. لهذا لا یمکن ألقول أن قطر ترید حقاً من خلال هذه الإشارات التی ترسلها لإیران بناء علاقات قویة و قریبة مع طهران.

من جهة اخری لا یمکن حصر الخلافات القطریة السعودیة فی إطار خلافاتهما تجاه قضیة جماعة الاخوان المسلمین فحسب، إنما تتجاوز هذه الخلافات تلک الحدود لتصل لعدة مواضیع اخری من بینها الخلافات فی ما یخص تأسیس مجلس تعاون الدول العربیة فی الخلیج الفارسی والازمة السوریة و کذلک الخلافات بین هذین الدولتین فی ما یخص نمط التعامل مع إیران، فضلا عن الخلافات الاخری التی وصلت لساحات المنافسات الریاضیة.

فی سیاق متصل أدت السیاسات الأمریکیة فی تعاملاتها مع دولة قطر خاصة نقل القاعدة العسکریة الأمریکیة الی هذه الدولة و کذلک تأسیس عدة أحیاء جامعیة فی الاراضی القطریة من قبل الولایات المتحدة الامریکیة، أدت هذه السیاسات الأمریکیة الی أن تصبح قطر تتصور نفسها أوسع بکثیر من حجمها الحقیقی. و لهذا نری الیوم کیف تقف قطر بوجه الریاض فی العدید من الساحات.

کذلک تمکنت قطر من خلال أموالها الطائلة التی تجنی معظمها إثر مبیعاتها النفطیة، أن تتصدی الی الکثیر من خطط السعودیة فی المنطقة وافشال هذه المخططات، حیث أدی ذلک فی رفع نسبة غضب الریاض تجاه سیاسات دولة قطر.

من جهة ثانیة یعتبر المراقبون أن الضعف و الشیخوخة التی أصابت السعودیة خاصة فی الاعوام الماضیة و تفشی الخلافات داخل اسرة آل سعود قد ساهمت بشکل کبیر فی تراجع دور السعودیة أمام قطر مما زاد ذلک رقعة الخلافات بین الجانبین اکثر من أی زمن مضی.

وبناء علی هذه الخلافات المتجذرة بین الدوحة و الریاض فانه من المستحیل توقع ذوبان الجلید فی علاقات الجانبین حتی فی حال توسطت دول لحل هذه الخلافات کما اوردت صحیفة العرب السعودیة فی مقال لها و تحدثت عن مساعی قطریة لحل خلافاتها مع الریاض عبر وساطات من قبل الاردن و الکویت و المغرب. إذا یمکن القول أن هذه الخلافات ادت الی فشل مخططات السعودیة الامنیة و السیاسیة خاصة فی لبنان و سوریة، مما جعل ذلک، بأن یصبّ الملک السعودی جام غضبه علی رؤوس وزرائه و قادته الأمنیین و لم یکن إعفاء بندر عن منصبه فی الأیام الماضیة بعیدا عن هذا الفشل بسبب الخلافات بین الدوحة و الریاض حسب ما یقوله المتابعون للشأن السعودی.
طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق