من حمص الى حلب .. الغرب يبحث عن خلق الأزمات
ماذا يجري في سوريا؟ سؤال اذا طرحناه على الخبراء والمحللين لايمكننا ان نتلقى اجوبة مماثلة لبعضها البعض، فهذه الأزمة الجارية في جزء من الشرق الأوسط ينظر اليها كل طرف من منظاره الخاص فعلى سبيل المثال نجد ان فيدريكا موغريني تحدثت مؤخرا عن فرض عقوبات على سوريا وبعض مسؤوليها الحكوميين في حال استمرار ضرب ” المعارضة” لكن موغريني لم تقل بأن الغرب مازال يقسم الارهابيين الى سيء وجيد وان محاربة الارهاب في سوريا يعني بالنسبة لهم “قمع المعارضة”.
القتال بالصاروخ الأمريكي
الإرهاب الجيد والسيء ربما يعتبر مفهوما جديدا أدخلته الحرب السورية الى الأدبيات غير الرسمية للعلاقات الدولية واذا كان هناك من يبحث في الإنترنت عن معلومات حول الحرب السورية يجد مواضيع حول حرب أهلية وليس حربا ضد الإرهاب، ففي المصادر الغربية تعتبر الازمة السورية ثورة شعبية تحولت الى حرب داخلية وان داعش والنصرة هما جزء صغير من هذه الحرب ويتم القضا عليهما بواسطة التحالف الدولي.
بعد الانتصارت الاخيرة للجيش السوري والمقاومة في حلب نجد بان الرئيس الأمريكي الذي شارف عهده على نهايته يصادق على قانون الغاء منع ارسال الاسلحة “للمعارضة السورية” والحديث الان يدور عن تزويدهم بصواريخ مضادة للطائرات ما يؤدي الى رد فعل روسي وسوري لأن المروحيات الروسية قد اسقطت في السابق بالصواريخ الأمريكية.
هدف امريكا من القانون الجديد لارسال السلاح
كلما تميل كفة الحرب لصالح قوات المقاومة والجيش السوري تقوم آلة الاعلام الغربي والاجهزة السياسية الغربية بألعاب مكشوفة للتعويض عن هزائم الارهابيين وجماعات المسلحة وآخر فصول هذه الالعاب كان القرار الكندي الذي صادقت عليه الجمعية العامة للامم المتحدة حول وقف اطلاق النار في حلب وهو بمثابة استخدام الذراع السياسي للتأثير على ساحة العمليات.
ان ارسال أسلحة جديدة للارهابيين يكمل اللعبة الغربية فمن جهة ستتدخل المنظمات الدولية وتوقظ الضمير العالمي لصالح الارهابيين في حلب ومن جهة يتم ممارسة الضغط من قبل السعودية وتركيا وامريكا وبريطانيا لوقف اطلاق النار لكي يتم افساح المجال امام الارهابيين للتزود بالاسلحة من جديد.
ولتزويد الإرهابيين بالاسلحة الامريكية الجديدة غايات أخرى أيضا فروسيا والجيش السوري والمقاومة يركزون الان على قتال داعش في محافظة حمص ومدينة تدمر الأثرية وان وصول اسلحة جديدة الى الارهابيين في حلب يجبر روسيا والجيش السوري والمقاومة الى تقسيم قواهم وجهودهم للتصدي لارهابيي حلب ايضا وهذا يعطي الارهابيين الفرصة على التمدد في المناطق الشرقية.
واذا اقدم الارهابيون مرة اخرى على مهاجمة حلب من أجل السيطرة عليها فإن الدفاع عن هذه المدينة سيصبح أصعب نظرا للسلاح الجديد الذي سيحصل عليه الارهابيون وتجديد قواهم من الناحية اللوجستية والبشرية.
ان امريكا ترسل الاسلحة “للمعارضة” السورية لأن الأزمة السورية هي اكبر من قضية داخلية ففي جهة تقف روسيا التي تعتبر غريمة الامريكيين التقليدية وفي الجهة المقابلة تقف امريكا التي لن توقف دعمها للمسلحين طالما تقف روسيا ومحور المقاومة في وجهها، كما ان الامريكيين يريدون ارضاء حليفهم السعودي من خلال ارسال السلاح الى الارهابيين في سوريا بينما لا يرغب الاسرائيليون ايضا في انتهاء الحرب السورية لأنهم يريدون دمار سوريا، وكل هذا يدعم استمرار الحرب في سوريا.
المصدر / الوقت