بسام أبو عبدالله: توقيع تركيا على الاتفاق الثلاثي ينقص من عمر الأزمة السورية
وكالات – سياسة – الرأي –
اعتبر المحلل السياسي السوري الدكتور بسام أبو عبدالله، إعلان موسكو ثمرة لنقاش طويل بعد التحولات التي بدأت تظهر في المنطقة وتتقارب أكثر مع موقف روسيا وإيران، مبيناً أن أهميته تكمن في أنه يؤكد على وحدة أراضي سوريا وسيادة الدولة السورية وتوجيه الدول الثلاث لدعم الحل السياسي والتعاون لإنتاج حل حقيقي للأزمة السورية عبر تسوية سياسية.
وأضاف أبو عبدالله في حديث لوكالة أنباء فارس أن تركيا هي لاعب إقليمي أساسي في الأزمة السورية، وتوقيعها على هذا الاتفاق والتزامها به سوف ينقص زمناً طويلاً من عمر السعي للوصول إلى حل.
وأشار أبو عبدالله إلى أن بدء ارتداد الارهاب على تركيا ذاتها وشعورها بالتهديد الحقيقي لأمنها القومي الذي يتمثل بمشاريع تقسيم مستقبلية يهددها إذا ما تنامت المسألة الكردية والتي بدأت تفلت من يدها نتيجة الدعم الذي تحظى به من القوى الغربية ذاتها التي تدعم الارهاب في سوريا وتسعى إلى تقسيمها، إضافة إلى إنقلاب 15 تموز الماضي الذي تشير كل المعطيات إلى أن هذا الإنقلاب كان مدعوماً من قبل الولايات المتحدة الأمريكية للإطاحة بأردوغان، إضافة إلى تداعيات هذا الانقلاب على المستوى الداخلي التركي بين أردوغان وجماعة فتح الله غولن المدعومين أمريكياً، جعل أردوغان يعيد حساباته والنظر في تحالفاتها ليجد أن المخرج الوحيد له بعد الضغط الأمريكي عليه بكمن في التقرب من روسيا وإيران لمواجهة الغدر الذي شعر به من الولايات المتحدة الأمريكية.
كما بين أبو عبدالله أن ما ساهم أيضاً في إعادة النظر في السياسة الخارجية التركية التي ثبت للعالم أنها سياسة حمقاء، هو سقوط نظرية إسقاط النظام السوري وتحولها إلى قضية منسية نتيجة صمود الشعب السوري وتمسكه بقيادته وجيشه ودعم الحلفاء له ولقيادته وبدء انتشار الارهاب على صعيد عالمي وتوجه الأنظار نحو هذا الخطر، إضافة إلى دفن مشروع أردوغان العثماني في حلب وتمرد التنظيمات الإرهابية التي دعمها عليه جعله يقتنع بأنه لا امكانية من الاستمرار بهذا الشكل دون تعاون اقليمي ينقذه من حتفه ويعوض خسائره.
ولفت أبو عبدالله إلى أن التزام تركيا بضبط حدودها وميليشيلتها وفق الاتفاق في الوقت الذي تغرق فيه السعودية في مشاكلها سواء بحثها عن مخرج من المستنقع اليمني، بعد تكشف سقوفها السياسية والعسكرية وعدم قدرتها على مجابهة الغضب اليمني، أو مشاكلها الاقتصادية الداخلية وتراجع أسعار النفط، عدا عن مشاكلها السياسية الداخلية والخارجية وأهمها عدم وضوح ما يريده ترامب من السعودية في المرحلة المقبلة سيؤمن ظروف إنهاء الأزمة السورية وفق تسوية سياسية تقبل بها الحكومة السورية المعنية المباشرة بالاتفاق . انتهى