التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, نوفمبر 18, 2024

كيف فخّخ أوباما درب ترامب في الشرق الأوسط؟ 

أثار إمتناع امريكا عن استخدام الفيتو ضد قرار إدانة الإستيطان في مجلس الأمن وكذلك تصريحات جون كيري الأخيرة حول ضرورة القبول بحل الدولتين في فلسطين المحتلة غضب قادة تل أبيب، والسؤال المطروح الآن هو لماذا استفاقت الإدارة الأمريكية الآن وفي أيامها الأخيرة لتتخذ قرارات ضد الكيان الإسرائيلي قبيل مغادرتها للبيت الأبيض؟

ربما هناك من يقول ان ادارة اوباما تريد ترك أثر ما على الصعيد الفلسطيني على غرار التوصل للإتفاق النووي مع ايران كما تؤكد صحيفة وول ستريت جورنال على ذلك، وقد قال معهد بروكينغز ايضا ان اوباما يمكنه ان يكون الرئيس الامريكي الأول الذي يسجل اسمه في التاريخ عبر الاعتراف بالدولة الفلسطينية، ويعتقد هؤلاء ان اوباما توصل الى نتيجة مفادها ان مفتاح حل كل القضايا الشائكة في المنطقة يكمن في حل القضية الفلسطينية، لكن التمعن في كلام كيري الذي قال في خطابه الأخير “ان رسم السياسات حول المستوطنات الاسرائيلية والقدس وحل الدولتين يعود من الآن فصاعدا الى ادارة ترامب” يقودنا الى الاستنتاج ان كيري اراد القول بأن ادارة اوباما قامت بما يجب فعله فيما يخص الشرق الأوسط وان ادارة ترامب باتت أمام الأمر الواقع.

وقد استوعب ترامب تلك الإشارة وكتب على صفحته في تويتر: سأبذل كل جهدي لإلغاء كل قرارات وعراقيل وفتن اوباما، كنت أظن ان فترة نقل السلطة ستكون هادئة لكنها ليست كذلك.

وكان الاسرائيليون اول من إلتقطوا الإشارة حينما قال السفير الاسرائيلي في الأمم المتحدة رون دريمر ان ما قام به القرار الأخير هو اعطاء رصيد للفلسطينيين في حربهم الدبلوماسية والقانونية ضد الكيان الاسرائيلي.

وأشارت قناة سي ان ان الامريكية الى كلام السفير الاسرائيلي وقالت ان هذا القرار الأممي يقلق الإسرائيليين الذين يخشون بأن يبادر الفلسطينيون من الآن فصاعدا الى طلب فرض عقوبات على الكيان الاسرائيلي وايضا محاكمة العسكريين الصهاينة أمام المحاكم الجنائية بدعم من الأمم المتحدة.

اما وزير الشؤون الاستراتيجية في الکيان الاسرائيلي جلعاد أردان فقد قال ان كلام كيري الأخير يرمي الى وضع القيود للرئيس المنتخب دونالد ترامب، وتكبيل خطواته المستقبلية المتعلقة بعملية السلام بين الكيان الإسرائيلي والفلسطينيين.

وهكذا يبدو ان طريق ترامب ليس معبّدا فحينما يصر ترامب على معارضة السياسات التي اتبعها اوباما طيلة 8 سنوات يعمد اوباما في المقابل الى تفخيخ درب ترامب او وضع الادارة الجديدة امام اوضاع مبهمة ورفع ثمن المجازفة بتغيير السياسات السابقة.

والسؤال الذي يتبادر الى الأذهان الآن هو هل يستطيع ترامب ابطال مفعول القرار الأممي حول الاستيطان؟ وهنا يجب القول ان مثل هذا الأمر ممكن نظريا لكن عمليا لا مجال لذلك لأن ترامب اذا أراد إبطال مفعول القرار 2334 يجب عليه ان يتقدم بمشروع قرار جديد يحتاج الى موافقة 9 من اعضاء مجلس الأمن دون ان تقوم روسيا والصين او بريطانيا وفرنسا باستخدام الفيتو ضده وهذا أمر بعيد المنال نظرا الى وجود اجماع دولي ضد الاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق