بعد أقل من أسبوع على الهدنة في سوريا، 40 خرقاً لها فمن المسؤول؟
بعد أن تمكنت الحكومة السورية وحلفاؤها من التوصل إلى مبادرة وقف إطلاق النار في سوريا يوم الجمعة المنصرم، تم التشُكيك في إمكانية تنفيذ هذه المبادرة لأسباب مختلفة، حيث اعتبر عدد من الأطراف أن المجموعات المسلحة لا يمكن ضمانها بشكل قطعي لتشتتها وعدم وجود قيادة موحدة لها، فيما اعتبر الطرف الآخر أن الحكومة السورية قد لا تلتزم بالقرار.
وبعد دخول هذه المبادرة حيّز التنفيذ وتصويت الأمم المتحدة عليها، قامت المجموعات المسلحة الارهابیة والدول الداعمة لها بحملة إعلامية شرسة على الجيش السوري وحلفائه متهمين إياهم بخرق الهدنة كما هددت بعض المجموعات المسلحة المنطوية تحت اسم “الجيش السوري الحر” بإنهاء الهدنة السارية حالياُ في سوريا إذا لم تتوقف الأعمال القتالية في وادي بردى غرب دمشق.
إلا أنه وبعد متابعة الأحداث في الميدان السوري يظهر أن المجموعات المسلحة في وادي بردى هي من بادرت بالتعدي منذ قبل إعلان الهدنة إذ قامت بقطع مياه عين الفيجة بشكل كامل عن المدنيين في دمشق التي يقطنها ما يزيد عن ستة ملايين سوري وذلك كنوع من الضغط على الحكومة السورية بعد تحرير مدينة حلب بالكامل وإعلان التهدئة ما استوجب قيام وحدات من الجيش السوري بعملية موضعية محدودة في هذه المنطقة لإسترجاع عين فيجة وإعادة المياه لأهالي دمشق بعد انقطاع دام حوالي عشرة أيام.
وقام الجيش السوري بتثبيت نقاط له على أطراف وادى بردى بعد عملية تسلل، معتبرا استهداف الجيش لمنطقة وادي بردى في ريف دمشق الشمالي الغربي لا يشكل خرقا لبنود اتفاق وقف إطلاق النار لأن تلك المنطقة يتواجد فيها مقاتلو تنظيم “جبهة النصرة” التي تم استثنائها من الهدنة.
كما أفادت مؤسسة مياه الشرب السورية عن قيام مسلحي عين الفيجة بسكب المازوت والمواد السائلة ضمن خط مياه عين الفيجة المتجهة إلى العاصمة دمشق ليؤكد المصدر على الفور قيام المؤسسة بالتخلص من المياه المتلوثة قبل اختلاطها بالاحتياط المائي للعاصمة.
ويجدر الإشارة هنا إلى أن الارهابيين في سوريا لم يعد لهم أي حاضنة شعبية والدليل على ذلك خروج 1300 مدني يوم أمس السبت من وادي بردى إلى مناطق سيطرة الدولة السورية معلنين بذلك رفضهم التام لأفعال الإرهابيين في وادي بردى.
و يذكر أن خروقات المسلحين لم تقتصر على منطقة وادي بردى إذ قام المسلحون في ريف دمشق الشرقي بمهاجمة مواقع الجيش السوري بالقرب من أوتستراد دمشق-حمص الدولي، مادفع الجيش بالرد على مصادر النيران ودارت اشتباكات عنيفة في المنطقة.
وأفاد مركز التنسيق الروسي في حميميم في بيان له اليوم برصد 12 خرقاً للاتفاق خلال الـ 24 ساعة الماضية من قبل المجموعات الإرهابية في عدة محاور.
هذا وأكد المركز في بيان له، يوم السبت، أنه تم رصد 12 خرقاً خلال 24 الساعة الماضية، ستة منها في محافظة دمشق وخمسة في حلب وخرق واحد في محافظة حماة، وإن الإرهابيين من تنظيم جبهة النصرة استهدفوا عدة بلدات وأحياء في حلب وريفها بالقذائف الصاروخية والهاون.
وهكذا يكون قد ارتفع عدد خروقات اتفاق وقف الأعمال القتالية والتي ارتكبتها المجموعات الإرهابية في سورية إلى 40 خرقا منذ البدء بتطبيق الاتفاق في التاسع والعشرين من كانون الأول الماضي.
في سياق أخر خرق المسلحون الهدنة في حماة حيث لم يقتصر الامر على استهداف المدنيين والجيش السوري لا بل أنهم تناحرو فيما بينهم حيث جرت اشتباكات عنيفة بين مسلحي “جيش العزة” و “جند الأقصى”.
يذكر أن عملية وقف إطلاق النار في سوريا دخلت حيز التنفيذ منتصف ليلة الخميس 29 -12 – 2016، فيما أبدت الحكومة السورية والمجموعات المسلحة استعدادها لقبول العملية وكانت المجموعات الإرهابية المحسوبة على السعودية والغرب، تحفظت على بعض نقاط اتفاق الهدنة، أما ما يسمى بجماعة احرار الشام فرفضت الاتفاق وانتقدته بشدة.
وتعتبر هذه ثالث هدنة هذا العام بهدف إنهاء الحرب المستمرة منذ نحو ستة أعوام في سوريا، وتستثني هذه الهدنة التنظيمات التي صُنفت إرهابية مثل تنظيم “داعش” و”جبهة فتح الشام” (جبهة النصرة سابقا).
المصدر / الوقت