رون بول: إيران وروسيا وتركيا بإمكانهم تسوية الأزمة السورية
الوقت- أكد العضو الجمهوري السابق في الكونغرس الأمريكي “رون بول” إن إيران وروسيا وتركيا بإمكانهم تسوية الأزمة السورية.
وانتقد بول بشدة التدخل الأمريكي في شؤون الدول الأخرى لاسيّما سوريا، مشدداً على أن طهران وموسكو وأنقرة بإمكانهم تهيئة الأرضية اللازمة للتوصل إلى حل سلمي للأزمة السورية.
وطالب بول وهو المدير الحالي لمنتدى “رون بول من أجل التقدم والسلام” الإدارة الأمريكية بالكفّ عن التدخل في شؤون الدول الأخرى لاسيّما سوريا.
ويعتبر بول المرشح السابق عن الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية في الأعوام 1988 و 2008 و 2012 من أشد المنتقدين للسياسات الأمريكية خصوصاً تدخلها العسكري في الدول الأخرى وتحديداً في منطقة الشرق الأوسط.
وأشار العضو السابق في الكونغرس الأمريكي إلى اتفاق الهدنة الذي توصلت إليه روسيا وتركيا بدعم من إيران بشأن الهدنة في سوريا والذي دخل حيز التنفيذ قبل أيام، معرباً عن اعتقاده بأن هذا الاتفاق سيصمد أمام محاولات بعض الأطراف لخرقه، في أشارة إلى الجماعات الإرهابية والدول الداعمة لها خصوصاً أمريكا والسعودية.
واعتبر بول إن من أهم الأمور التي يمكن ملاحظتها في اتفاق الهدنة الأخير في سوريا هو عدم مشاركة أمريكا في وضع بنود هذا الاتفاق ومن ثم تطبيقه على أرض الواقع، ما يشير إلى حالة الیأس وخيبة الأمل التي تشعر بها واشنطن بسبب فشلها في تحقيق هدفها الرامي إلى إسقاط نظام حكم الرئيس السوري بشار الأسد على الرغم من الدعم الذي قدمته للجماعات الإرهابية التي تسميها الإدارة الأمريكية بـ”المعارضة المعتدلة”.
ووصف بول نجاح روسيا وإيران وتركيا في التوصل إلى اتفاق الهدنة الأخير في سوريا وكذلك عزمهم على عقد اجتماع في العاصمة الكازاخية “آستانة” بين الحكومة السورية وممثلي المعارضة من أجل التوصل إلى تسوية نهائية للأزمة السورية بأنه يمثل مكسباً سياسياً واستراتيجياً لهذه الدول، في حين فشلت واشنطن وحلفائها في تحقيق مثل هذا النجاح بسبب عدم جديتهم في وضع حد لهذه الأزمة.
وأشار العضو السابق في الكونغرس الأمريكي إلى أن النصائح التي قدمتها المنظمات الإنسانية بضرورة تقديم المساعدات إلى الشعب السوري لم تجد آذاناً صاغية من قبل الإدارة الأمريكية التي تتصور خطأً أن بإمكانها حسم أي أزمة في العالم عن طريق التدخل العسكري.
وشدد بول على أن التدخل العسكري الأمريكي في شؤون الدول الأخرى ومن بينها سوريا كان سبباً رئيسياً في تفاقم الأوضاع في هذه البلدان، منتقداً في الوقت نفسه الأسلوب الذي تنتهجه الإدارة الأمريكية في التعاطي مع الأزمات في مناطق أخرى من العالم ومن بينها الأزمة بين الكوريتين الشمالية والجنوبية وكذلك ما تسميه واشنطن بمشروع التسوية في الشرق الأوسط والذي أثبتت التجارب فشله رغم استغراقه الكثير من الوقت بسبب العبثية وعدم توفر الجدية والنوايا الصادقة في هذا المضمار.
ونصح بول الإدارة الأمريكية من جديد بإعادة النظر في سياساتها تجاه الدول الأخرى والكفّ عن التدخل في شؤونها لاسيّما التدخل العسكري حفاظاً على ما تبقى من سمعة لأمريكا، مشدداً في الوقت نفسه على أن رفض الحلول السياسية من قبل هذه الإدارة لوضع حد للأزمة السورية سيلحق ضرراً كبيراً بمصالح أمريكا في الشرق الأوسط.
كما شدد العضو السابق في الكونغرس الأمريكي على أن الدول التي تشهد أزمات بإمكانها حل هذه الأزمات بنفسها بعيداً عن أي تدخل عسكري أمريكي، معرباً عن أمله في أن يحصل هذا الأمر في أقرب وقت ممكن.
المصدر / الوقت