التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

لهذه الأسباب لن يشارك دي ميستورا في المحادثات السورية 

وكالات – سياسة – الرأي –
منذ تعيينه كمبعوث دولي خاص إلى سوريا من الأمم المتحدة جهد ستيفان دي ميستورا لوضع بصمة شخصية طامحاً في تحقيق إنجاز سياسي ما من البوابة السورية تنقله إلى مكانة أرفع في الدبلوماسية الدولية.

الرجل الذي يتكلم سبع لغات ويحمل الجنسيتين الإيطالية والسويدية يحمل طموحاً بأن يكون الرجل الوحيد الذي استطاع حل معضلة الحرب السورية التي لم تر نور الحل حتى الآن، فهل لذلك علاقة بعدم مشاركته في مفاوضات العاصمة الكازاخية استانا بين الحكومة السورية والمعارضة؟
دي ميستورا قرر عدم المشاركة في تلك المفاوضات، على الرغم من أنه كان يصرح دوماً بأنه على استعداد للمشاركة في أية استحقاقات إقليمية ودولية تتعلق بالملف السوري، كيف يضيف إلى سيرته الدبلوماسية الذاتية نجاحاً آخر قد يرشحه لجائز نوبل للسلام.
لم يستطع ستيفان أن يكون على علاقة ممتازة بكل الأطراف السورية، فتارةً تتوتر علاقته بالحكومة السورية حيث رأت الأخيرة أنه لا يستطيع التحلي بالحيادية المطلوبة، كما أشارت إلى أنه متحيز إلى جانب المعارضة، أما الجماعات المسلحة والمعارضة فقد هاجمت دي ميستورا مؤخراً وطالبت باستقالته على خلفية تصريحات أطلقها حول استعداده لمرافقة مسلحي جبهة فتح الشام إلى خارج حلب، الأمر الذي اعتبرته المعارضة دعماً للحكومة السورية وروسيا.
أما فيما يخص عدم مشاركته بمحادثات أستانة في كازاخستان، فتعود أسبابها بحسب مصادر دبلوماسية أممية في بيروت إلى أن دي ميستورا يرى في تلك المحادثات منافسةً لمحادثات جنيف، وذلك خلافاً لما قاله ستيفان ديوجاريك المتحدث باسم دي ميستورا، وأضافت تلك المصادر أن المبعوث الأممي يشعر بأن دوره يتقلص بسبب تهميش الإدارة الأمريكية مقابل التمدد الروسي، ويرى بأن محادثات أستانة بين الحكومة السورية والمعارضة بمثابة سحب البساط من تحتع ومن تحت الدبلوماسية الأممية لصالح الدبلوماسية الروسية ومعها تركيا.
وأردفت المصادر بالقول صحيح أن دي ميستورا لا يملك سوى المباركة الظاهرية لأية محادثات تفضي لحل سياسي في سوريا، لكنه يصمم على أن تكون محادثات جنيف هي القاعدة الصلبة لحل سوري وليس محادثات تشرف عليها موسكو وأنقرة في عاصمة ما من العالم، مضيفةً أن دي ميستورا يتمتع بعلاقات قوية مع بعض الدول الغربية النافذة كالولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، فضلاً عن بلده الأم إيطاليا، كذلك فإن السويد التي يحمل جنسيتها تستقبل عدداً ليس بقليل من اللاجئين السوريين، وكل تلك الدول ترى فيه ممثلاً ومفوضاً عنها في أية مباحثات أو مفاوضات مع الحكومة السورية، بالتالي فإن الاعتماد على روسيا وتركيا في أستانة سيعني فشل دي ميستورا وتلك الدول من ورائه في تحقيق إرادتها.
بدورهم تساءل مراقبون عمّا إذا كانت الدول الغربية والإقليمية العربية ستفشل محادثات استانة، نكايةً بالروسي وعقاباً للتركي الذي بات يجنح نحو موسكو بعد أن كان لصيقاً بالمحور الغربي، يتزامن ذلك مع إعلان ميليشيات المعارضة السورية تجميد محادثات استانة مع الحكومة السورة بسبب مزاعم حول قيام الحكومة السورية بخرق هدنة وقف إطلاق النار، وهو الأمر الذي ستسغله جيداً كل من الدول الأوروبية والأنظمة الخليجية.انتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق