سوريا بين مطرقة الحرب وسندان الهدنة
بعد كل ما جرى في سوريا على مدار الست سنوات الفائتة، من حرب وارهاب وتهجير ونزوح الملايين وهدنات تخللها الكثير من المد والجذر، من حق الشعب السوري الذي تلعب بمصيره دول كبرى وقنوات إعلامية غربية وعربية، أن يشكك بالقررات التي تتخذها هذه الدول بحقه، وأن يرفع الصوت عالياً في وجه الجماعات المتطرفة التي لعبت بمصيره ومستقبله وغيرت وجه الأرض السورية.
هذه الجماعات الإرهابية التي تحاول في كل مرة أن تبرئ نفسها في المحافل الدولية عن طريق الدول الداعمة لها من الجرائم التي ارتكبها وترتكبها بحق الشعب السوري، وكان آخرها تسميم مياه الشرب للمدنيين في العاصمة السورية دمشق والتي يسكنها أكثر من ستة ملايين نسمة، وخرقها للهدنة، واتهامها لحزب الله بمنع دخول ضباط روس إلى وادي بردى في ريف دمشق، الأمر الذي نفاه مصدر عسكري روسي جملةً وتفصيلاً، كما نفى مصدر ميداني في حزب الله ما ذكرته قناة الجزيرة القطرية حول ذلك.
وفيما يلي عرض لأبرز التطورات الميدانية على الساحة السورية:
دمشق وريفها:
شن الجيش السوري بالتعاون مع حلفائه في المقاومة هجومًا كبيرًا لاستعادة منطقة وادي بردى الاستراتيجية، وحقق تقدماً في بلدة بسيمة واستهدف مواقع “جبهة النصرة” في بلدات عين الخضرة ودير مقرن وجرود عين الفيجة.
يذكر أن هذا الهجوم أوقع عشرات القتلى في صفوف التنظيمات الإرهابية، من جهة أخرى دعا مايسمى أمير “جبهة فتح الشام” في وادي بردي المدعو أبو هاشم التلي والمعروف بلقب “القلموني” مقاتليه إلى الثبات في محاور القتال، مؤكداً في الوقت نفسه قطع المياه عن العاصمة السورية دمشق، وهذا يناقض تماماً البيان الذي نشرته ميليشيات مسلحة وتحدثت فيه عن عدم تواجد التنظيم الإرهابي “جبهة فتح الشام” في وادي بردى.
يجدر الإشارة إلى اشتداد الخلافات بين “الجيش الحر” و”جبهة النصرة” في قرى وادي بردى وذلك بسبب اصرار النصرة على مواجهة الجيش السوري.
والجدير بالذكر أن أهالي بلدة “كفر العواميد” بمنطقة وادي بردى في ريف دمشق الغربي قاموا بطرد مسلحي “جبهة النصرة” من القرية، ورفعوا الأعلام السورية فوق مبانيها.
يذكر أن المنطقة تشهد معارك عنيفة منذ ثلاثة أيام وضغطًا كبيرًا على المجموعات الارهابية المتمركزة هناك.
أما غوطة دمشق الشرقية التي يشملها اتفاق وقف إطلاق النار، فإن المجموعات الإرهابية فيها واصلت خرق الهدنة واستهدفت نقاط للجيش السوري في منطقة المليحة بعدد من قذائف الهاون دون وقوع اصابات.
كما دارت اشتباكات بين الجيش السوري وميليشيا “فيلق الرحمن” في محور المتحلق الجنوبي بمنطقة عين ترما.
اما بالحديث عن المصالحات فقد وصلت عشرات الباصات إلى منطقة سعسع غرب دمشق، لنقل مسلحي ميليشيا “الجيش الحر”، الذين رفضوا التسوية مع الجيش السوري إلى ريف إدلب، بينما المسلحين الراغبين بالتسوية قد تمت تسوية أوضاعهم بشكل كامل.
حلب وريفها:
الجيش التركي يدخل مدينة الباب السورية بقوة تتكون من 7 آلاف جندي، حيث تجري الآن اشتباكات عنيفه هناك، أدت هذه الاشباكات حتى اللحظة إلى مقتل 16 جندياً تركياً على يد مسلحي تنظيم داعش الإرهابي واصابة أربعة آخرين في ما يسمى بعملية درع الفرات الجارية حالياً في الأراضي السورية، من جهة أخرى أعلن الجيش التركي القضاء على 38 ارهابياً.
دير الزور:
خاض الجيش السوري اشتباكات عنيفة مع تنظيم داعش الإرهابي على طول الساتر الشرقي لمطار دير الزور، كما خاض معارك في منطقة الصناعة والرصافة والحويقة والرشدية والحسينية، ما أدى إلى مقتل العديد من الإرهابيين وفرار من تبقى منهم إضافة إلى تدمير آليات وعربات مدرعة مزودة برشاشات ثقيلة كانت بحوزتهم.
حمص وريفها:
تستمر الاشتباكات في ريف حمص الشرقي على محور جب الجراح بين عناصر تنظيم داعش الإرهابي ووحدات من الجيش السوري، حيث سقط العديد من إرهابيي “داعش” بين قتيل ومصاب بالإضافة إلى تدمير أسلحتهم وعتادهم جراء عمليات الجيش على مواقع انتشارهم في قريتي الشنداخية والمشيرفة الشمالية.
الحسكة وريفها:
ثلاث مروحيات مجهولة شنت هجوماً على مواقع الوحدات الكردية في الجوادية وطاحونة تل علو بريف الحسكة حيث استهدفت مستودع ذخيرة اعقبه أصوات انفجارات كبيرة.
درعا وريفها:
قصف “الجيش الحر” والمجموعات الإرهابية المتحالفة معه بالقذائف الصاروخية بلدة الشجرة في ريف درعا الغربي الخاضعة لسيطرة مجموعاتٍ مرتبطة بتنظيم داعش.
كما قامت الجهات المختصة في المحافظة بتسوية أوضاع عدد من المطلوبين في مدينة الصنمين والذين بلغ عددهم 89 ، وذلك بالتوازي مع البدء بالعمل على تسوية أوضاع العشرات من المتخلفين عن خدمة العلم الالزامية والاحتياطية والفارين من الجيش.
المصدر / الوقت