هل ترامب هو حصان طروادة لروسيا في البيت الابيض؟
لم يكن هجوم ترامب على مراسل شبكة سي ان ان يوم الاربعاء الأول من نوعه فهو تعامل مع الصحافة بفضاضة اثناء حملته الانتخابية لكن تكرار هذا الامر قبل أيام من دخوله البيت الابيض يقلق الصحافيين الامريكيين الذين وقفوا بمعظمهم مع كلينتون ضد ترامب اثناء الانتخابات ويستحقون “الشماتة” على ذلك.
ولم يقم أي رئيس أمريكي حتى الآن بما قام به ترامب يوم الاربعاء مع مراسل سي ان ان فالصحافة الحرة لها مكانتها فيما يسمى بالديمقراطية الأمريكية لكن جذور هذا النزاع عميقة الى درجة كبيرة ولاتخص الصحافة وحدها او امريكا وروسيا وحدهما بل يمكن ان ترتبط بشؤون باقي الشعوب ايضا.
ان التسريبات الاعلامية تقول الان بأن روسيا تمتلك معلومات ووثائق عن فضائح اخلاقية ومالية لترامب ولذلك تسيطر عليه، وكانت وسائل الاعلام قد تناولت خلال الأشهر الماضية ايضا موضوع علاقات ترامب وحملته الانتخابية مع روسيا ونشرت اخبارا بهذا الشان.
ورغم قيام رئيس جهاز الأمن القومي الأمريكي جيمس كليبر باستبعاد حدوث هذا الأمر لكن إثارة مثل هذه المواضيع في الاجواء السياسية بالتزامن مع بدء عمل الرئيس الأمريكي الخامس والأربعين يمكن ان تؤثر سلبا على بداية عهده الرئاسي.
هل ترامب هو حصان طروادة روسي؟
ان طرح هذا السؤال ليس غريبا فبوتين هو رجل استخبارات سوفيتي قديم وهو يسيطر منذ 17 عاما على كافة مفاصل الدولة الروسية ولديه شعبية عالية لأنه استطاع النهوض بروسيا في مختلف المجالات كما انه يجيد الاستفادة من الاساليب الاستخباراتية لتحقيق أهداف سياسية.
واذا راجعنا مواقف ترامب وبوتين تجاه بعضهما البعض فإن احتمال ان يكون ظهور ترامب في الساحة السياسية الامريكية مشروعا يقوده بوتين والمخابرات الروسية يبدو احتمالا واردا خاصة مع ورود تقارير تفيد بأن الروس دعموا حملة ترامب الانتخابية بالأموال وان اجهزة المخابرت الروسية بذلت جهودا كبيرة لمنع وصول كلينتون الى البيت الابيض وشنت حملة قرصنة على أنظمة الحواسيب التابعة للحزب الديمقراطي واستفادت من معلوماتها الهامة لصالح ترامب وضد كلينتون.
وهناك من يقول ان مشروع رئاسة ترامب كان مشروعا قادته المخابرات الروسية وان ترامب يمثل حصان طروادة روسي في البيت الأبيض وربما يمتلك الروس معلومات هامة عن ترامب ويلوحون باحتمال نشرها من أجل السيطرة على ترامب وأدائه في الرئاسة الامريكية.
قد يبدو هذا شبيها بسيناريوهات افلام هوليوود لكن الاحتمال الآخر هو ان يكون ترامب غير مسيّر روسياً لكن موسكو رغبت في فوزه نكاية بكلينتون لذلك ساعدت وصوله الى البيت الابيض ماليا واستخباراتيا.
واضافة الى ذلك يجب القول ان الروس كانوا يعتبرون ما يسمى الديمقراطية الامريكية تهديدا ناعما موجها ضدهم طوال 70 سنة الماضية وان وصول شخص مثل ترامب الى السلطة سيزعزع هذه الديمقراطية الامريكية وهذا يعود بالنفع على روسيا.
وفي حال ثبوت اي من الإحتمالين المذكورين من جانب المخابرات الأمريكية فعندئذ يمكن الجزم بأن أياما عصيبة تنتظر ترامب في البيت الأبيض وربما يصبح ترامب مجبرا على ترك منصبه قبل انتهاء عهده القانوني بسبب ضغوط الكونغرس وطرح الثقة به تماما كما حصل للرئيس ريتشارد نيكسون.
ورغم وجود احتمال بأن تكون هذه الشائعات حول علاقة ترامب ببوتين من صنع أجهزة الحزب الديمقراطي واجهزة الاعلام المقربة منه لعرقلة حصول تقارب بين واشنطن وموسكو في عهد ترامب لكن يمكن الجزم ان اجواء العلاقات الروسية الامريكية خلال السنوات الـ 4 القادمة ستكون حساسة جدا ومحط أنظار.
ان الأشهر والسنوات القادمة ستكشف مدى ارتباط ترامب بالرئيس الروسي، فترامب كان قد وعد مرارا وتكرارا بأنه سيحسن العلاقات مع روسيا وسيتعاون معها لحل الأزمات الدولية ومكافحة الإرهاب كما ان الروس اشادوا ايضا في العديد من المواقف بترامب قائلين انهم ينتظرون دخوله الى البيت الأبيض بفارغ الصبر وهذا ينذر بشهر عسل في العلاقات بين الجانبين لأول مرة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وانتهاء الحرب الباردة.
المصدر / الوقت