برلماني فرنسي: الحرب السّورية هي حرب حضارة ضدّ التخلّف والرجعية
وكالات – سياسة – الرأي –
قال عضو البرلمان الفرنسي، النائب عن حزب الجمهوريين نيكولا دويك بعد عودته مؤخّراً من سوريا والتي كانت زيارته الثالثة لها، معرباً عن أسفه لعدم التعرّف عليها سابقاً.
وتابع النائب دويك في حوار خاص لوكالة أنباء فارس أنّ سوريا بالنسبة له هي مهد الحضارات الشّرقية والدّيانات السّماوية، والحرب التي تخوضها سوريا هي حرب من أجل الحضارة ضدّ التخلّف والرجعية.
وأشار النائب دويك إلى أنّه في حال خسر الجيش السوري هذه الحرب، ستحدث عاصفة كبيرة من العنف وستضرب العالم، وإراقة الدّماء ستعمّ الشّرق الأوسط، وأيضا أوروبا، لأن الإسلاميين لديهم مشروع ارهابي عالمي.
ولفت دويك إلى أنّ لديه رسالتيَن في هذا المنحى، الأولى هي تذكير الفرنسيين أنّ سوريا بلد وسيّد مستقلّ، والسوريون يعبّرون عن انتماءهم إلى الفكر والنهج السّوري قبل التعبير عن انتماءهم إلى ديانة معينة، مشيراً إلى أنّ الحالة الطائفية هي شيء جديد بالنسبة للسوريين.
كما أعرب النائب دويك عن احترامه وتقديره وإعجابه بالشعب السّوري الكبير وخاصّة بالمرأة السّورية التي رغم الحرب لم تتوانَ عن مشاركة الرجل ظروف الحرب.
والرسالة الثانية التي أراد إيصالها النائب دويك هي رسالة “رجاء”، متمنّياً فعلاً أن تربح الحضارة هذه الحرب الدائرة في سوريا على العنف والقتل والإرهاب.
وحول زيارة النائب دويك خلال زيارته سوريا إلى حلب قال: أنّ القسم الأكبر من المدينة ما زال صالحاً والتدمير هو عشرين بالمِئة من إجمالي مساحة المدينة، وأعرب عن معاناته الشخصية بعد رؤيتها عن كذب الإعلام الفرنسي وازدواجيته فيما يخصّ سوريا عموماً وحلب على وجه الخصوص.
وأضاف أنّه وخلال تواجده في سوريا مؤخّراً لاحظ تعلّق السّوريين برئيسهم بشار الأسد الذي يستحق اسمه بسبب صموده ستّ سنوات وصدّه الحرب الكونية الإرهابية التي لا مثيل لها، لافتاً إلى أنّه بالنسبة إلى فرنسا ولسوء الحظ مع انعدام الرؤية السّياسية الخارجية لمسؤوليها الذين قرّروا اتّباع الولايات المتحدة الأمريكية، والذين يصفون الرئيس الأسد بالديكتاتوري، وبسبب أخطائهم بما يخص سوريا أخرجوا فرنسا كليّاً من المعادلة.
وأكّد النائب الدويك أن الجميع يعلم أنّ هناك إرادة أمريكية بإعادة رسم شرق أوسط جديد، وأنّ فرنسا استسلمت كليّاً إلى البروباغندا الأمريكية، ممّا أفقدها شيئاً من سيادتها، لافتاً إلى أنّ كسل المسؤولين الفرنسيين السّياسي جعلهم يتبعون سياسة أمريكا، ممّا جعلهم يخسرون علاقتهم التّاريخية مع سوريا، مشدّداً أنّه يجب على المسؤولين الفرنسيين التكلّم مع السّوريين لمجابهة الإرهاب.
وأردف أنّ زيارته إلى سوريا مهمّة على عدّة أصعدة، أوّلاً القول للفرنسيين ماذا رأوا وسمعوا، وكيف يتجاهل الإعلام الفرنسي بعض الحقائق، وثانياً القول للشعب السّوري أنّ الفرنسيين لا يزالون يحبّون سوريا، وبكل تواضع نحاول جاهدين التأثير على السّياسة الفرنسية تجاه سوريا لتغييرها، مع الأمنيات بأن تعود فرنسا للعب دورٍ في إعمار سوريا، لكنّ السوريّون لن ينسَون بسهولة تخلّي فرنسا عنهم في محنتهم.
واعتبر دويك التصريح الجديد لمرشّح اليمين “فرنسوا فيون ناغتا” قوله أنّ الرئيس الأسد ديكتاتوري، أن يكون هذا التصريح مجرّد تكتيك سياسي ورسالة لتوحيد الجبهة السّياسية الداخلية
وعبّر دويك بكلمة أخيرة برسالة حب واحترام ورجاء لسوريا وشعبها، والسؤال الكبير الذي أطرحه على نفسي وعلى الآخرين، والذي يخالجني دائماً، هل العالم سيعيش ثلاثة أو أربعة عقود تحت سيطرة الفكر الوهابي، السلفي، المتطرّف، أو أننا سنستطيع الهرب والتخلص من هذه الكأس المُرّة.انتهى