كاتب سوري: الخاسر الأكبر في استانا هو المعارضة السياسية والدول الخليجية
وكالات – سياسة – الرأي –
رأى الكاتب والباحث في الشؤون السياسية المحاضر في جامعة تشرين الدكتور منيف حميدوش أن الشعب السوري لا يعول كثيراً على ما يجري في استانا، لأنَّ النضج في المفاوضات من الجانب الآخر “المعارض” لم يكتمل بعد ولا حتى من الجهات الداعمة له.
وأضاف حميدوش في حديث لوكالة أنباء فارس أن الجديد في “مشاورات” استانا، أنها ستتم بين وفد من الحكومة السورية ووفد يمثل فصائل الجيش السوري الحر الرئيسة وعددها عشرة، والتي تملك قوات على الأرض وغير موضوعة على لائحة الإرهاب، ووافقت على اتفاق وقف اطلاق النار، لافتاً إلى أن الفصائل تدين بالولاء لتركيا، وتقاتل معها في مدينة الباب في إطار قوات “درع الفرات”، وهي المرة الأولى التي تدعو للمفاوضات مع الحكومة السورية.
ورأى حميدوش أن روسيا “متسرعة” في عقد هذا المؤتمر وأنه كان عليها المضي قدماً في العمليات العسكرية بعد انتصار حلب للإجهاز على الجماعات المصنفة إرهابية أو غير الإرهابية، معتبراً أن المشهد باختصار اليوم يعكس تمسّكَ روسيا وتركيا بانعقاد استانا، على رغم غموض الكثير من النقاط حول جدول أعماله والأطراف المشاركة وآلية التنفيذ وأهداف المؤتمر، ومدى رغبتِه في التمسك بالقرارات الدولية والأممية المتخذة وفتح الطريق أمام جنيف جديد في سويسرا.
وقال حميدوش أنه من الممكن أن تكون موسكو تريد من اجتماع استانا أن يغدو “استانيات” على طريقة “جنيفات” وذلك لإضعاف مواقف الكثيرين، وحرق أوراقهم قبل الكشف عن سيناريو الحلّ في سوريا.
وأشار حميدوش إلى أن أنقرة التي تعيش لحظات صعبة في هذه الآونة ترجّح الصمت، لأنها تريد أن تثقَ بروسيا شريكِها الجديد في الملف السوري، لكنّها تريد أن ترى فريقَ عمل ترامب الجديد إلى جانبها هناك حتى لا تقعَ في مصيدة روسيّة إيرانية جديدة، ولكن وبالنظر إلى الدعوات الموجهة للأشخاص الذين سيشاركون بالمؤتمر يجد المراقب الكثير من إشارات الاستفهام والتعجب حول هؤلاء الأشخاص المشاركين، ومدى فاعليتهم على الأرض، ومن ثم مدى قدرتهم على الحوار وما مدى خلفيتهم الثقافية، وهل هم بالفعل قادرون على امتلاك آليات فن التفاوض؟ قائلاً: “كل هذا الأسئلة تجعل من المراقب في حيرة وريب مما يجري”.
وبين حميدوش أنه جرى استبعاد المعارضة السياسية من مؤتمر استانا، في إشارة إلى الهيئة العليا للمفاوضات ومقرها الرياض، والائتلاف الوطني السوري ومقره إسطنبول، موضحاً أن عدم توجيه الدعوة إلى هؤلاء يشكل ضربة قوية لهما، لتقليص شرعية تمثيلهما للمعارضة، مبيناً أن الخاسر الأكبر في ظل هذه التطورات المتسارعة هي هيئات المعارضة السياسية، وهيئة المفاوضات العليا، والائتلاف الوطني السوري، تحديداً، إلى جانب الدول الداعمة لهما في الخليج الفارسي على مدى السنوات الست الماضية.
وبين حميدوش أنه لا يمكن للقيادة السياسية التركية أن تفرّط بأوراق لا تملكها أساساً، ولا يعود القرار بشأنها لها وحدها ، حيث لا يكفي لأنقرة أن تقول إنها لن تتخلى عن مواقفها في سوريا ودعمها الدائم لقوى المعارضة مهما كان الثمن، خاتماً بالقول: “ما يعول عليه الشعب العربي السوري هو الجيش العربي السوري الوحيد القادر على إيضاح الصورة من جهة، ورسم خريطة الواقع من جهة ثانية”. انتهى
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق