التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 17, 2024

مستشار أردني: ترامب يبحث عن حربٍ تصنع منه زعيماً ولا خيَارات إلا الحرب على الإرهاب 

وكالات – سياسة – الرأي –
اعتبر المستشار في المركز الأوروبي العربي لمكافحة الإرهاب في برلين، وعضو مركز الحوار العربي الأمريكي في واشنطن ميشيل حنّا الحاج أنّ الرئيس ترامب رجل غامض ومتناقض أحيانا في سلوكه وتصريحاته، ولا يمكن التأكّد بشكلٍ قاطعٍ من نواياه.

وأضاف الحاج في حوار خاص لوكالة أنباء فارس أنّ هناك مدلولات على بعض الأمور، كرغبته في التصدّي لبعض قرارات الرئيس أوباما، إمّا لكونه آزرَ حملة منافِسته هيلاري كلينتون، أو تأكيداً لتميّزه عنه ووجود اتجاه مخالف في عهده.
وأردف أنّ أول قرار وقّعه، هو إلغاء القانون الصّحي المعروف باسم (أوباما كير)، وقد يكون تصدّيه القادم للاتفاق النووي الذي وقّعته أميركا مع إيران ضمن اتفاق خمسة زائد واحد معها، إلا أنّ تصدّيه ذاك قد يكون تصديّاً محدوداً لكونه اتفاق دولي باركه مجلس الأمن الدولي، ولذا قد يلجأ من باب الانتقام، لوضع العثرات في وجه إيران، ومن أساليب تلك العثرات، الاستعانة ببعض دول الخليج الفارسي (التي انتقدها سابقا)، لتحقيق هذا الهدف المتعارِض أيضاً مع رغبته في علاقة أكثر ودّا مع روسيا الصديقة لإيران.
وأشار إلى أنّه إذا كان ذلك يعكس بعض أنواع التناقض في توجّهاته، فإنّ الغموض فيها هو الأكثر أهمية، فهوَ الذي تحدّى في ترشّحه للرئاسة الكثير من معارضيه، بما فيهم معارضوه من قيادات الحزب الجمهوري الذي ينتمي رسمياً إليه، لافتاً إلى أنّه لا يبدو له أن طموحه يتوقّف لدى الوصول إلى كرسي الرئاسة، فهو يتطلّع لأن يتحوّل إلى أحد قادة أمريكا التاريخيين كجورج واشنطن الذي حقّق الاستقلال لأميركا، والرئيس أبراهام لينكولن الذي أنهى مرحلة العبودية ووضع حدّاً لحربٍ أهلية دامية بين الشّمال والجنوب.
وتابع أنّ ترامب يدرك بأنّه أتى لتحقيق ذلك، لا ينبغي أن يكتفي بالوصول الى موقع الرئاسة مشيراً إلى أنّ موقع الرئاسة تصنع رؤساء فحسب لكن ليس زعماء وقياديين!!!، فما يصنع القادة هو خوضهم حروباً ينتصرون فيها، وهو أيضاً سيبحث عن حرب ما يخوضها، وقد تكون الحرب ضد الإرهاب بأقوى وأعنف صورها، هي الحرب الوحيدة المتوفّرة أمامه، مع رغبته في علاقة أفضل مع روسيا تضطرّه لتجنّب المواجهة مع الصين بإشعالِ حربٍ مع حليفتها كوريا الشمالية، ومع عدم رغبته في الانخراط في الحرب الجارية في سوريا نظراً لكون ذلك سيقود لمواجهة بينه وبين روسيا.
ورأى أنّه ومن هنا قد يُقدِم فعلاً على خوض حرب شرسة ضدّ الدولة الإسلامية وضدّ الإرهاب، مستعيناً بدول الشّرق الأوسط أو دون الاستعانة بها، لكن مع تنسيق أفضل في محاربتها مع الدولة الروسية.
وأضاف أنّ أخطر ما في توجهات ترامب وقد ينعكس على الوضع الداخلي في أميركا، يكشف عنه ما ذكره في خطاب تدشينه رئيساً، عندما وجّه كلامه للشعب الأميركي، قائلاً بأنه سينتزع السُلطة من واشنطن ويعطيها للشعب، فالسُلطة في واشنطن، في دولة المؤسّسات الأميركية، وفي دولة فيها ستة عشر جهازاً أمنياً، هي غالبا ما تكون موزّعة بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري، اذ غالباً ما يكون أحدهما في الموقع التنفيذي، والآخر في الموقع التشريعي والرقابي، ونادراً ما ينفرد حزب واحد بالسُلطتيَن معاً، وإن انفرد بهما، فليس لفترة طويلة.
وأشار إلى أنّ قوله هذا يعني إعلان الحرب على الحزبيَن الكبيريَن معاً، (لأنّ الحزب الجمهوري قد عارض طويلاً ترشّحه)، والشروع بتبلور تيّار الترامبية الجديد، أي الحزب الثالث، الذي سيُساهِم في تكريس دونالد ترامب زعيماً وقائداً، لا للحزب الجديد فحسب، بل أيضاً للولايات المتحدة، رئيساً، قائدا، وزعيماً لمدّة طويلة وفي هذا خطر على مستقبل الديمقراطية في أمريكا، وفيه ما فيه من تفسير لسعيه لعلاقة ودّية مع روسيا، فهو لا يريد حالياً معارك مع الخارج (إلا ربّما معركته مع الدولة الإسلامية والإرهاب)، للتفرّغ لمعركته في
الداخل ضدّ كل القِوى المعارِضة من الحزبيَن ومن أجهزة المؤسّسات التي قد تُعارِض توجّهه، ممّا قد يضطرّه الاستعانة بإحياء العنصرية والذي بدأ بها خلال فترة ترشّحه، وساهمت كثيراً في وصوله إلى البيت الأبيض.انتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق