هل يحدث ترامب تغييرا في سياسة البيت الابيض؟
وكالات – سياسة – الرأي –
مع تسلم الرئيس الاميركي الجديد، دونالد ترامب، مهامه في البيت الأبيض تتجه الانظار الى مقاربة الادارة الجديدة لكثير من الملفات الحساسة والكبيرة على مستوى العالم والشرق الاوسط، وبالدرجة الاولى ما اذا كان ترامب سيغير الوعود والشعارات التي اطلقها في فترة الانتخابات الرئاسية، مع العلم انه في كثير من مواقفة كان اكثر تصلبا من الرئيس السابق باراك اوباما بدءًا بالعلاقة مع الصين، الى التعاطي مع الملف النووي الايراني وانتهاءً بتعهده نقل السفارة الاميركية في كيان العدو الى القدس المحتلة.
بداية، تلاحظ مصادر دبلوماسية مطلعة ان الخطاب الذي القاه ترامب خلال مراسم تسلمه الرئاسة يوم الجمعة الماضي، لم يتضمن اي عناوين واضحة حول السياسات التي سيعتمدها في الخارج، واقتصر العنوان الوحيد على ما وصفه بـ”استئصال التطرف الاسلامي في العالم، بينما كان معظم خطابه موجها نحو الداخل الاميركي وما اطلق عليه “اميركا اولا” وصولا الى اطلاق حملة غير مسبوقة ضد الادارة السابقة وما قبلها من ادارات اميركية”، حتى ان التوصيف الوحيد للخطاب أنه كان خطابًا شعبويًّا بامتياز.
انطلاقا من ذلك، ما التوقعات المرجحة حول سياسات ترامب على مستوى القضايا الاقليمية بدءًا من الملف السوري ومكافحة الارهاب؟
على الرغم من ان ترامب _ كما تقول المصادر الدبلوماسية – حدّد خطة عمله داخليًّا وخارجيًّا عبر ما نشره البيت الابيض يوم الجمعة الماضي، والتي تتحدث مجددًا عن اميركا اولا وعن أن الادارة الجديدة ستنتهج سياسة خارجية تركز على المصالح الاميركية والامن القوي، وتشدد على ان مبدأ السلام من خلال القوة سيشكل محور هذه السياسة الخارجية واشارت الى ان هزيمة داعش والتنظيمات الإرهابية ستشكل الاولوية لقيادة ترامب، وان هذه الادارة ستقوم بتنفيذ عمليات عسكرية حاسمة ومشتركة في اطار تحالفات تجدها ضرورية؟
ما جديد سياسة ترامب؟
تضيف المصادر أن هذه العناوين وما كان اعلنه ترامب سابقا لا تطمئن حتى بعض حلفاء الولايات المتحدة، ما يعني ان كل المعطيات لا تشي بحصول تغييرات ايجابية في السياسة الخارجية للادارة الجديدة على مستوى العالم أو الشرق الاوسط، ومرد هذا التشاؤم يعود بحسب المصادر الى كثير من المؤشرات التي لها علاقة مباشرة بترامب وبإدارته وبطبيعة القوى التي تصنع القرار على مستوى الولايات المتحدة وهي:
1- ان ما صدر عن ترامب وبعض الذين عينوا مؤخرا خاصة في البنتاغون يشير الى كثير من التناقض والتشدد في آن، وهو يظهر مثلا في موقف وزير الدفاع الاميركي المعين قبل ايام جيمس ماتيس حيث اعتبر روسيا بمثابة التهديد الرئيس للولايات المتحدة وان كان أيد ترامب في التعاون معها .
2- رغم ان الرئيس الاميركي له موقع مهم في صناعة القرار، الا ان هذا القرار يصنع في غير مؤسسة اميركية بدءًا من البنتاغون الى ” ال سي ايه اي “ومراكز الكونغرس وشركات انتاج السلاح وفي معظمها يوجد للوبي الصهيوني دور مؤثر فيها.
3- اظهر ترامب ومعظم الذين عينوا مؤخرا تشددا واضحا تجاه تحالف اميركا مع كيان العدو على ان تكون اولى خطوات تعزيز هذا التحالف نقل السفارة الاميركية الى القدس المحتلة.
4- لم يتطرق ترامب الى طبيعة تعاطى ادارته مع الأزمة السورية. الامر الوحيد الذي تحدث عنه انه يريد بناء مناطق امنة في سوريا وانه سيجبر دول الخليج على دفع الاموال لذلك، وهذا يعني ان واشنطن ستعود الى سياسات ادارة اوباما التي عطلت الحل السياسي.
5- تحدث ترامب عن استئصال الارهاب بدءًا من داعش لكنه لم يفصح عن كيفية استئصال هذا الارهاب، خصوصا ان التجربة اكدت ان لا جدية لأي قرار بمكافحة الارهاب دون التعاون مع حكومتي سوريا والعراق وكذلك مع روسيا، وبالتالي فهل سيكون ترامب وادارته على استعداد لذلك.
وبناء عليه تدعو المصادر الدبلوماسية الى عدم الرهان على الادارة الجديدة في البيت الابيض، حتى لو تعاونت مع روسيا لضرب الارهاب، لان مكامن الصراع بين واشنطن من جهة ومعظم دول العالم وشعوبه المتضررة من الهيمنة الاميركية هي اكبر واوسع بكثير من اعتراف هذه الادارة ببعض السياسات الكارثية للادارات الاميركية السابقة ومنها تأكيد هذه الادارة ان ادارة اوباما هي التي خلقت تنظيم داعش واخواتها.انتهى
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق