هاجس ترك السلطة يدفع البارزاني لأفتعال الأزمات
أي لعنةٍ تلك التي حلت على منطقة الشرق الأوسط لتجعل كرسي السلطة و كأنها إرث يتشبث به من ناله، فعندما يصل السياسيون إلى السلطة و بدلاً من الخضوع للدستور والامتثال لمقرراته يهرعون إلى تفصيل دستور يناسب مقاساتهم الخاصة بما يحقق أحلامهم و طموحاتهم الشخصية وخير مثالٍ على ذلك ما ينطبق على إقليم كردستان العراق ففي الوقت الذي يمارس فيه البارزاني كل أنواع الضغط من أجل منع نوري المالكي لرئاسة ثالثة يسعى هو بكل ما لديه من أساليب القوة و الترهيب تارةً و الليونة و المرونة تارةً أخرى من أجل الحصول على ولاية ثالثة موهماً الأكراد بأنه المنجي الوحيد لهم و لهذا الأقليم في ظل وجود أعداء يتربصون بهم على حد تعبيره ليكون أعدائه العرب تارةً و داعش أخرى وأن غيابه سيكون سبباً لإنهيار الأقليم و اضطهاد الأكراد و أنه لايمكن هزيمة الأعداء إلا عن طريق البارزاني محاولًا أن يركز في خطاباته على مقولة أن حلمه بناء دولة كردية مستقلة ليستعطف مشاعر الشعب الكردي و يحفز شعورهم القومي فيصرون على التمسك به دائماً. يتحدث البارزاني عن الديمقراطية و الأجدر أن يطبق هذه المقولة على نفسه في البداية فبقاء البارزاني لولايةٍ ثالثة يعد خرقاً واضحاً لدستور الإقليم حيث أن الدورة الثانية كانت بتسوية مع الحزب الوطني الكردستاني على أن يضع بعض التعديلات على الدستور لكن البارزاني ماطل في ذلك فهو من ساهم في بناء و تطوير الإقليم حسب تصوره متناسيا دور بقية الفصائل السياسية فيما قدمته للإقليم كجلال طالباني و حزبه على سبيل المثال.
هنا لابد من تسليط الضوء على مسرور البارزاني المقامر الابن ففي تقرير للباحث الأمريكي مايكل روبن تحت عنوان “مواجهة الفساد يجب على البارزاني البدء بنفسه” يذكر فيها أن مسرور اشترى فيلا في ولاية فرجينيا الأمريكية بقيمة عشرة ملايين دولاراً أمريكياً و كان الأفضل له أن يفكر في دفع رواتب البيشمركة و الموظفين غير المدفوعة بدلاً من شراء هذه الفيلا و يكون مؤثراً على نفسه و لو لمرةٍ واحدة و أن يتذكر بأن الدنيا دولاً فتارةً لك و تارةً أخرى عليك. آل البارزاني يملكون الملايين من أموال الناس بينما الشعوب جوعى تلهث وراء رغيف خبزها فالفساد المالي و الإداري مستشرٍ بصورة سرطانية في كل مفاصل الدولة العراقية والنسبة الأعلى تكون في إقليم كردستان وسط تعنت و جنون أل البارزاني و تمسكهم اللامشروع بالسلطة.
فما هي تبعات تشبث البارزاني بالسلطة ؟ و هل سيشهد إقليم كردستان انقساما بالآراء يفضي بتقسيم الإقليم؟ حسب ما جاء في بيان حركة التغيير الكردية أن تمسك البارزاني بالسلطة يهدد مستقبل كردستان و كانت قد أكدت النائبة عن الحركة “سروة عبد الواحد” لوكالة بغداد تايمز أن ” اتفاقنا مع الاتحاد الوطني الكردستاني يسعى إلى إيجاد حلول دون تقسيم الإقليم إلى إدارتين، نحن ضد ذلك التقسيم ” . نعم لابد من أن تقسيم الإقليم لإدارتين لن تعود بالنفع على الأكراد ولابد من تغيير النظام السياسي للإقليم من رئاسي إلى برلماني و في ذلك خطوة مهمة للحد من صلاحيات رئيس الإقليم و محاسبته في ظل تمسك حزبه برأيه و احتكاره للسلطة السياسية و الإقتصادية خصوصاً في مجال إبرام العقود النفطية. و السؤال هنا ما هي الأسباب الخفية لكل هذا التمسك بالسلطة؟ هناك عدة أسباب تدفع البارزاني للتمسك إلى حد الهوس بالسلطة و لابدّ أن أول هذه الأسباب سيكولوجية و نفسية ففي مفهومه الخاص أنه ورث هذا الإقليم عن والده الملا و هو من أسسه والسبب الأخر أن إقليم كردستان يعوم على بحر من النفط و الغاز والاستثمارات القائمة في الإقليم تقدر بمليارات الدولارات، عدا عن أنه في حال خروج البارزاني من السلطة سیؤدي إلى كشف المستور و سيفتضح أمره مع المافية الخاصة به بمسائل الفساد و غيرها.
المصدر / الوقت