العراق يدعو روسيا لتكون شريكاً اساسياً في مواجهة الإرهاب
بغداد – سياسة – الرأي –
دعا وزير الخارجية ابراهيم الجعفري، الاربعاء، روسيا الى ان تكون شريكاً اساسياً للعراق في واجهة الارهاب.
وذكر بيان لوزارة الخارجية تلقت ( الرأي ) الدولية نسخة منه ، أن الجعفري “ألقى كلمة العراق في الاجتماع الوزاريِّ الرابع لمُنتدَى التعاون العربيّ- الروسيّ والذي يـُعقد في عاصمة دولة الإمارات العربيَّة المتحدة أبو ظبي”.
ونقل البيان، عن الجعفري، القول ان “العلاقات العربيَّة – الروسيَّة ليست وليدة اليوم، وإنَّما هي نتاج تراكمات سنين من التعاون السياسيِّ، والاقتصاديِّ، والمعرفيِّ، والمصالح المُتبادَلة لمُواجَهة التحدِّيات المُشترَكة خلال الأزمات الغابرة، وعلى الرغم من بعض الأزمات التي اعترت مسيرة العلاقات العربيَّة-الروسيَّة في بعض مفاصلها إلا أنَّ هذه العلاقات صمدت، وتنامت؛ نتيجة لرغبة الجانبين وإرادتهما في الحفاظ على علاقات الصداقة العربيَّة- الروسيَّة العميقة الجذور”.
واشار الى ان “مسيرة العلاقات الدبلوماسيَّة العراقيَّة – الروسيَّة تمتدُّ لسبعين عاماً، إذ انطلقت في عام 1944 من إدراك الجانبين أهمِّيةَ الصداقة بين بلدينا، والرغبة الصادقة في إدامة هذه العلاقات القائمة على الاحترام المُتبادَل، والمصالح المُشترَكة”، مضيفا اننا “نعتزُّ بعلاقاتنا مع روسيا الاتحاديَّة، وبتقارب وجهات النظر بيننا بشأن القضايا، والتحدِّيات الراهنة في منطقتنا، وندعو إلى مزيد من التعاون؛ لما فيه خدمة شعبينا الصديقين”.
واضاف وزير الخارجية، “أودُّ هنا الإشادة بالانسجام بين مواقف الدول العربيَّة المُنتِجة للنفط، والموقف الروسيِّ الذي انتهى إلى اتفاق خفض إنتاج النفط؛ الأمر الذي أدَّى إلى إنعاش سعر النفط في أسواق الطاقة العالميَّة؛ ممَّا قاد إلى نتائج إيجابيَّة نسبيّاً لاقتصادات البلدان المُنتِجة للنفط العربيَّة، وروسيا الاتحاديَّة”.
واوضح، ان “روسيا الاتحاديَّة بمكانتها الدوليَّة المعروفة، وتصدِّيها للعديد من التحدِّيات الراهنة ذات الطبيعة الإقليميَّة، والدوليَّة، وعلى رأسها خطر الإرهاب المُتطرِّف التكفيريِّ يجب أن تكون شريكاً أساسياً لنا في مُواجَهة هذا الخطر الكبير؛ لعزله، وتطويقه، والقضاء عليه؛ لما فيه مصلحة الطرفين، وإننا في العراق نثمِّن المواقف الروسيَّة الواضحة في تشخيص هذا التحدِّي ومُواجَهته؛ لأننا عانينا كثيراً منه، ومازلنا، ونتوقع أن تتضافر جُهُودنا مع روسيا الاتحاديَّة من أجل العمل، وبشكل حثيث على مُواجَهة هذا التحدِّي، والنهوض بكلِّ أعبائه”.
ونوه الى ان “انعقاد هذا المُنتدى يتزامن مع استمرار تداعيات التحدِّيات الكبيرة التي يُواجهها العالم خُصُوصاً منطقة الشرق الأوسط، والتي من أهمها خطر الفكر الإرهابيِّ المُتطرِّف التكفيريِّ الذي يُهدِّد العالم كله، وعدم الاستقرار في كلٍّ من سوريا، وليبيا، واليمن، وتصاعد وتيرة العنف، والاستنزاف الكبير للموارد البشريَّة، والماليَّة الناجمة عن العمليَّات الأمنيَّة، والعسكريَّة التي يخوضها العالم خصوصاً أبناء شعبنا العراقيِّ ضدَّ داعش الإرهابيِّ، وإيواء المهاجرين والنازحين المُتضرِّرين من الوُجُود الداعشيِّ الإرهابيّ، كما يتزامن مع الأزمة الاقتصاديَّة الناجمة عن تراجع النموِّ الاقتصاديِّ العالميِّ، وتذبذب أسعار النفط في الأسواق العالميَّة؛ ومن ثم ازدياد مُعدَّلات البطالة، والفقر، والجريمة”.
واعرب وزير الخارجية عن امله بان “يأخذ المنتدى بعين الاعتبار أنَّ الحرب التي يخوضها العراق ضدَّ الإرهاب هي حرب يخوضها نيابة عن العالم أجمع، ودفاعاً عن القيم الإنسانيَّة”، مستدركا “ولكم أن تتخيَّلوا ماذا كان مصير منطقتنا والعالم بأسره لو لم يتصدَّ العراقيُّون لهذا الخطر بهذه الهمَّة، وهذه الروحيَّة التي جنَّبت المنطقة والعالم أهوالاً كبيرة، وفي المقابل نتطلع إلى دعم دول المُنتدى للعراق في حربه هذه ضدَّ داعش الإرهابيِّ، ومساعدته في إغاثة النازحين، وإعادة أعمار المُدُن المُحرَّرة من سيطرة هذه العصابات الإجراميَّة، وتأهيلها تمهيداً لعودة أهاليها إلى مساكنهم، وتمكينهم من مُمارَسة حياتهم الطبيعيَّة، وتوفير المستشفيات لمرضاهم، والمدارس لأولادهم، وبقيَّة الخدمات”.
وتطرق الجعفري، الى التضحيات التي قدمتها القوات الامنية، مؤكدا:”لابُدَّ لنا في هذا المُنتدى الكريم من استذكار الجُهُود، والتضحيات العظيمة التي تسطِّرها قواتنا المسلحة بتشكيلاتها كافة من جيش، وجهاز مكافحة الإرهاب، وشرطة اتحاديَّة، وحشد شعبيّ، وبيشمركة، وأبناء العشائر في الدفاع عن حرمة الوطن، وكرامة المُواطِن في مكافحة الإرهاب البربريِّ الداعشيِّ، والتقدير العالي لما حقـَّقوه من إنجازات عظيمة في تحرير المناطق المُغتصَبة، وفكِّ أسر أهلها من {داعش} الإرهابيِّ، وعودتهم إلى أحضان الوطن، وحكومتهم المُنتخَبة”.
واكد، انكم “تدركون جيِّداً أنَّ ما يحصل في العراق، وكذلك في بعض المناطق العربيَّة الأخرى يتفاعل مع الأزمات في الساحة الدوليَّة، وأعتقد أنَّ العالم بدأ يحسُّ”، مبينا “لابُدَّ لحاضرنا أن يقوى، ولا ينفصل عن تاريخنا، التاريخ والحاضر والمستقبل حلقات مترابطة، حان لهذه الاجتماعات، ومن هذا الموقع الوزاريِّ، وأعلى من الوزاريِّ أن لا يختنق من هذه النظريات المعرفية، ولا يخجل من قراءة التاريخ، ولا يتردَّد في صناعة حاضره، ولا يقفز عندما يتطلع إلى المستقبل، لابُدَّ أن تخرج هذه الاجتماعات من التراتبيَّات الروتينيَّة، وتُسمِّي الأشياء بأسمائها”.
واوضح، “تسود العالم اليوم ثقافة القوة، والقتل، والعنف، البعض بدأ يُبشِّر أن من لديه القوة يبتلع الدول الأخرى، ولو كان العنف، ولو كانت القوة مقياساً لأصبح معشر الثيران أقوى من معشر البشر، هل العالم عالم قوة؟ ما هذه الثقافة؟، العالم يجب أن يكون عالم قِيَم، عالم حضارة، عالم تعاطف فيما بيننا، عندنا هكذا تاريخ، وعندنا هكذا حاضر، وعندنا هكذا أهداف إنسانيَّة، وشُعُوبنا في المنطقة تعاني مُعاناة رُبَّما -لا سامح الله- تُقدِم على فصول ساخنة من الآن”.
وشدد، “يجب أن نقف إلى جانبها، ونتناسى كلَّ شيء، أنا أكبر بكلِّ كلمة، وبكلِّ جملة، وبكلِّ مُتحدِّث يُساهِم في لثم جراح هذه المنطقة، وعالمنا، وأكبر به، وأعتقد أنه حان الوقت لئلا ننشغل، ولا نستهدف بثقافة الجزئيَّات علينا أن نعمل على ثقافة بناء الحضارة، وبناء الشعوب، وصدق رسول الله -ص- عندما ميَّز، وقال: {خير الناس من نفع الناس}، وليس مَن قتل الناس، ومن آذى الناس، ومن شتَّت الناس؛ لذا نحن أكثر من كلِّ دول العالم ندفع بمسيرة البشريَّة إلى شواطئ السلم، والثقة، والمحبّة بغضِّ النظر عن كلِّ الاعتبارات”.انتهى