التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 24, 2024

التكتيك الأمريكي بضرب جسور الموصل… يتحول مصلحة لداعش وعائقاً أمام تقدم القوات العراقية 

بعد قتال مرير إستمر لأشهر تمكنت القوات العراقية والحشد الشعبي من تحرير الجزء الشرقي من مدينة الموصل من براثن تنظيم داعش الارهابي بشكل كامل. هذا ويقسم نهر دجلة المدينة العراقية إلى قسمين، الجزء الشرقي والغربي. ومن المقرر بدء التقدم باتجاه الجزء الغربي مباشرة، إلا أن عائقا أساسيا يواجه هذا التقدم وهو تدمير معظم الجسور التي تربط شطري المدينة.

هذا وقد أكدت مصادر ميدانية، أن العائق الوحيد حاليا أمام استمرار التقدم باتجاه الجزء الغربي من المدينة هو التدمير الذي تعرضت له الجسور التي تقع على نهر دجلة وتصل الجزء الشرقي بالجزء الغربي من المدينة. وتعمل حاليا القوات العراقية على إصلاح هذه الجسور والتي تعتبر معبرا إلزاميا للاطباق على تنظيم داعش الارهابي وتحرير باقي المدينة.

ويتم السعي لاصلاح الأضرار في ظروف صعبة ميدانيا، حيث أن التنظيم يقوم بشكل مستمر بقصف الجهات الشرقية للجسور على نهر دجلة، منعا لاستكمال أعمال الصيانة. وما يجب الاشارة اليه هنا أنه ومنذ أسابيع قامت الطائرات الأمريكية التابعة للتحالف العربي الدولي نفسها بقصف الجسور الخمسة المتواجدة على نهر دجلة، في خطوة إدعت في حينها أنها لمنع عمليات الامداد للتنظيم من الجهة الغربية. ولكن الصور التي بثت للأجزاء المدمرة تؤكد أن الهدف الحقيقي هو منع القوات العراقية من التقدم باتجاه الأنحاء الغربية للمدينة.

طبعا يدعي أنصار التحالف أن هذا الأمر كان السبب في محاصرة قوات التنظيم الارهابي في الجزء الشرقي للمدينة دون إمدادات، وبذلك سهل عملية التحرير التي تمت، ولكن في نفس الوقت فقد منع هذا التكتيك الأمريكي القوات العراقية من الاستمرار في تقدمها وأعطى التنظيم القدرة على المواجهة بشكل أقوى من ذي قبل. هذا وكانت المؤشرات والمعلومات الميدانية للقوات العراقية تشير إلى إنهيار كبير في صفوف التنظيم داخل المدينة، وبذلك لم يكن هناك من حاجة لاستهداف الجسور التي أصبحت هدفا لتدمير التنظيم نفسه اليوم.

وفي محاولة للتغطية على الضربات الأمريكية التي استهدفت جسور مدينة الموصل، قدم مركز “استراتفور” للدراسات الأمنية والاستراتيجية تقريرا يعتبر فيه أن القوات الجوية الأمريكية قد استهدفت الجسور بشكل مدروس كيلا يتمكن التنظيم من تأمين إمداداته عبر هذه الجسور، وفي نفس الوقت كي يتمكن الجانب العراقي من إصلاح الأضرار بشكل سريع حين البدء بعمليات تحرير الجزء الغربي من المدينة.

ولكن الصور الجوية التي بثت تؤكد أن التنظيم قام بتخريب الأجزاء الغربية للجسور بنفسه، مما يؤكد أن هذه الضربات ساعدت التنظيم ولم تردعه. فمن الواضح أن التنظيم الارهابي كان بدأ بسحب قواته من الجزء الشرقي للمدينة ولم يعد يتأمل بنتيجة من أي امدادات يجلبها من الجزء الغربي باتجاه الشرقي. بل تحول إلى استراتيجية الانسحاب باتجاه الجزء الغربي والتحصن هناك ومنع القوات العراقية من التقدم باتجاهه.

ومن جهة أخرى، بدأ التنظيم وقبيل سقوط الجزء الشرقي بعمليات استهداف ممنهجة لبقية الجسور التي تصل شطري المدينة. حتى أنه يستهدف الأجزاء الشرقية بشكل دائم برشقات صاروخية وقذائف هاون، وذلك منعا لبدء عمليات الاصلاح في الجزء الشرقي، كما تشير الأخبار الواردة من الجزء الغربي أن التنظيم قد زاد من تحصيناته في الجزء الغربي، وخاصة على ضفاف دجلة كخط دفاع أول عن مواقعه المتبقية في المدينة.

والمسألة الأخرى التي تجعل الأمور أصعب للقوات العراقية هي الطبيعة الجغرافية والأبنية المرتفعة الموجودة على الساحل الغربي للمدينة، والتي تعطي للتنظيم قدرة إشراف وسيطرة أقوى من القوات العراقية التي وصلت للساحل الشرقي. وهذا الأمر يعد من أصعب التحديات أمام القوات العراقية اليوم.

ولكن ورغم هذا الأمر فلا زالت المعلومات الميدانية تشير إلى وجود روحية قتالية عالية لدى القوات العراقية والحشد السعبي، مقابل أنباء عن انهيارات وسط التنظيم الارهابي، وقد أعلن البارحة عن إعدام عدة قيادات بسبب الفرار من الطاحنة في الجزء الشرقي من المدينة، بانتظار الأيام المقبلة التي وعد العراقيون التنظيم بأنها ستكون أسوأ من التي مرت عليهم خلال معارك الجزء الشرقي من مدينة الموصل.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق