التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 17, 2024

الإدارة الأمريكية الجديدة وعودة العقوبات ضد إيران: تحليل ودلالات 

تعود أمريكا لسياسة فرض العقوبات ضد إيران والتي يبدو أنها ستكون بداية التحول في سياستها تجاه الشرق الأوسط. وهو الأمر الذي بات يدل على حجم التخبط الذي تعيشه واشنطن في سياساتها الدولية. ففي وقتٍ كانت فيه مكافحة الإرهاب هدف أمريكا الأول، باتت العودة لسياسة إدارة الإرهاب عبر دعم الدول التي تحتضنه وتحديداً السعودية، والعودة الى سياسة التخويف من إيران أولوية العهد الجديد. فماذا في فرض العقوبات الجديدة ضد طهران؟ وما هي دلالات ذلك؟

حول فرض العقوبات الجديدة

فرضت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عقوبات جديدة على إيران، رداً على إطلاق صاروخ باليستي متوسط المدى الأربعاء الماضي. وأعلنت وزارة الخزانة الأمريكية الجمعة، عن عقوبات على عدد من الشركات، ومؤسسات شريكة أخرى، ومسؤولين في كل من الإمارات، ولبنان، والصين، على علاقة بتزويد إيران بالتكنولوجيا المُستخدمة في صناعة الصواريخ الباليستية بحسب ما زعمت الوزارة. وتحضر تلك العقوبات القيام بأي نشاطات في أمريكا، أو التعامل مع المواطنين الأمريكيين. وقال القائم بأعمال مدير قسم العقوبات في وزارة الخزانة الأمريكية “جون سميث”، أن إيران تواصل دعم الإرهاب، وتطويرها لبرنامج من الصواريخ الباليستية يشكل تهديدا للمنطقة، ولشركائنا، وللعالم ولأمريكا، معتبراً أن واشنطن ستواصل استخدام الوسائل الممكنة ومن بينها العقوبات المالية، من أجل التعامل مع هذا السلوك مؤكداً أن هذه العقوبات ليست إلا خطوة مبدأية للرد على سلوك إيران الإستفزازي.

تحليل ودلالات

إن هذا التوجه يدل على عدة مسائل وهي:

أولاً: یتعامل دونالد ترامب كرجل أعمال حيث يمكنه من خلال ما يجري من تحريض وتخويف من التعاظم الإيراني، تقوية سوق السلاح العربي وبالتالي رفع صادرات أمريكا من الأسلحة خلال العهد الرئاسي الجديد.

ثانياً: أكد ترامب هدفه محاربة الإرهاب كأولوية لإدارته الجديدة. كان ذلك قبل دخوله للبيت الأبيض. لكن يبدو أن هذه الأولوية تغيرت وانقلبت لتُصبح مسألة الدفاع عن الإرهاب ودعم حُماته كالسعودية أولوية الإدارة الأمريكية الجديدة. وهو ما يمكن استنتاجه من خلال بداية فصل أمريكي جديد من الحرب السياسية والإعلامية ضد إيران.

ثالثاً: تسعى أمريكا ومن خلال ما تقوم به من سياسة التخويف من إيران، شد عصب المحور العربي الذي طالما اعتمدت عليه لتنفيذ سياستها في الشرق الأوسط. وهو ما لا يمكن أن يحصل إلا من خلال إيجاد عدو مشترك لهذه الدول من أجل توحيدها، الأمر الذي سعت واشنطن وتسعى لترسيخه عبر جعل الطرف الإيراني هدفاً لسياسات دول المنطقة وتحديداً الخليجية والعربية البعيدة عن قضايا شعوب المنطقة.

رابعاً: إن قدرة إيران على دفع ومحاربة المشروع الأمريكي في المنطقة، ونجاحها في إيجاد واقع يحتضن أهداف شعوب دول المنطقة ويُعزز قدرة الأطراف الممانعة، هو السبب الأساسي وراء اتخاذ ترامب خيار الحرب على إيران اقتصادياً وإعلامياً، عبر فرض عقوبات جديدة ضد إيران قد تُناقض النهج الذي اعتمدته الإدارة الأمريكية السابقة.

خامساً: يُعتبر القرار الأمريكي مناقضاً للقرارات الأمريكية السابقة التي اتخذتها إدارة أوباما. وهو الأمر الذي يُعبر عن التناقض والتخبُّط الأمريكي فيما يخص السياسة الدولية، لا سيما بعد الفشل الكبير في تحقيق أي من الأهداف التي تتعلق بمنطقة الشرق الأوسط. كما يدل هذا القرار على حالة الفشل التي لحقت بالحرب النيابية لحلفاء أمريكا، وضرورة دخول أمريكا من جديد وبشكل مباشر.

إذن، بدأت خيوط سياسة ترامب الغامضة تتكشَّف. وبدأ معها فصلٌ جديدٌ من الحرب السياسية والإعلامية ضد طهران، التي كسرت أمريكا على كافة الصعد. بل إن أحد أهم أسباب هذا التوجه الأمريكي، هو ارتفاع قدرة إيران على المواجهة. لنقول أن عودة ترامب لسياسة فرض العقوبات، أمرٌ ليس بجديد، وهو لن يُثني إيران عن سياستها القائمة على محاربة الإستكبار ودعم قوى الممانعة.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق