باحث سياسي سوري: ترامب يفتقد المصداقية ويحاول كسب الكيان الصهيوني والسعودية
سوريا ـ سياسة ـ الرأي ـ
أكد الباحث في الشأن السياسي الدكتور أحمد حاج علي إن الإدارة الأمريكية الجديدة تحاول تهديد مصير العالم ككل، ومن الطبيعي جداً أن تهدد الحكومة الإيرانية بالاتفاق النووي الذي إن نقضه المجتمع الدولي تلبية للضغوط الأمريكية فإن الخاسر الوحيد من ذلك سيكون المجتمع الدولي نفسه.
حاج علي أشار إلى أن ترامب يحاول إرضاء الكيانين الصهيوني والسعودي في الوقت نفسه، بهدف تحصيل مكاسب سياسية تتمثل من خلال كسب دعم اللوبي اليهودي لمواجهة موجات الإنتقاد المستمر لسياساته في الداخل الأمريكي من جهة، ولتحقيق مكاسب اقتصادية من خلال ابتزاز الحكومة السعودية أكثر بكونها تبحث عمن يؤمنها من خطر المواجهة مع إيران، مع العلم إن هذا الخطر غير موجود إلا في رأي الحكم السعودي، لأن طهران قدمت نفسها من بعد الثورة الإسلامية كقوة علمية حضارية ذات أخلاق.
ولفت الباحث السوري إلى أن المعايير السياسية التي تحكم العلاقات الدولية تترأسها المصداقية، ومن الواضح إن ترامب وإدارته منذ البداية يفتقدون لهذه المصداقية، بالتالي من السهل توقع إن الإدارة الجديدة ستنهج المزيد من التصعيد السياسي الذي سيهز المنطقة ككل، إلا أن الجمهورية الإسلامية في إيران ستكون أقل المتضررين بواقع تمسكها بالقانون الدولي وحقوقها المشروعة، وسنوات طويلة مضت قبل التوقيع على الاتفاق النووي دون أن تقدم إيران تنازلات كبرى تمس بسيادتها وأمنها القومي وروح الثورة الإسلامية.
وأشار حاج علي إلى أن السياسية الأمريكية لا تفصل بين سوريا وإيران، ولذا من الطبيعي الحديث عن ضغط سياسي على إيران مقابل تبديل مواقفها المبدئية تجاه الملف السوري، إلا أن هذه الضغوط ستذهب أدراج الريح لأن قيادة الثورة الإسلامية الإيرانية تعي تماماً مراد المحور الأمريكي من الملف السوري، ولن تكون إيران بعيدة عن التهديد من قبل هذا المحور في حال سقطت دمشق، وعلى هذا الأساس تعتبر إيران إن معركتها في سوريا هي معركة دفاع عن مصير محور المقاومة الذي منع سقوط الكثير من القيم الأخلاقية والمقدسات الإسلامية في المنطقة.
وختم الباحث السياسي أحمد حاج علي حديثه بالتشديد على إن التصعيد السياسي من الإدارة الأمريكية تجاه الحكومة الإيرانية لن يضيف جديداً على ما مارسته الإدارة السابقة وستعلم ترامب سريعاً إن إيران ليست لقمة سائغة والكثير من الرؤوساء الأمريكيين الذين سبقوه فشلوا بتحصيل تنازلات وتبديل الرأي السياسي للحكومة الإيرانية، ومصير ترامب في هذا الخصوص لن يكون إلا كسابقيه.انتهى