مشروع الخندق الأمني في بادية النجف الأشرف
في الوقت الذي تشارك قوات الحشد الشعبي في تحرير مدينة الموصل من براثن تنظيم داعش الإرهابي، لم تغفل قيادة الحشد عن حماية الداخل العراقي، لاسيّما المراقد المقدّسة، من الهجمات الإرهابية مستكملةً مشروع الخندق الامني في بادية النجف الأشرف حيث من المتوقّع انهائه بشكل نهائي خلال أيّام.
فقد أعلن آمر اللواء الثاني في الحشد الشعبي الشيخ كريم الخاقاني، قبل أيّام، إنجاز ما نسبته 90% من مشروع الخندق الأمني في بادية النجف الأشرف. وقال الخاقاني، إن “تشكيلات اللواء الثاني أنجزت نسبة 90% من الخندق الذي تكفلت هيئة الحشد الشعبي بالعمل على إنشائه في النجف الأشرف”، مضيفا ان “فترة الإنجاز أوشكت على الانتهاء بشكل كلي، وان الإعلان النهائي لاكتمال العمل بشكل تام سيكون مع مطلع الأسبوع المقبل”. وتابع الخاقاني، إن “المسك الأمني للخندق الذي سيكون في بادية النجف الأشرف من ضمن مسؤولية اللواء الثاني والشرطه الاتحادية وفوج طوارئ النجف”.
ويأتي إعلان الشيخ الخاقاني بعد أيام على إنجاز نسبة 70% من مساحة الخندق الأمني الذي يعمل الحشد الشعبي على استكماله في بادية النجف الأشرف. وقد أوضح الخاقاني ” قائد “تشكيل فرقة الإمام علي ع القتالية” حينها أن الحشد وبجهود ذاتية يستكمل الخندق الذي يمتد من صحراء كربلاء المقدسة مرورآبصحراء النجف والديوانية والسماوة. وتابع: إن الهدف من إنشاء هذا الخندق الذي تكفل به الحشد الشعبي هو حماية العتبات المقدسة والمواطنين ومواجهة أي اعتداء إرهابي من جهة الصحراء الغربية.
الخندق الأمني
لا شكّ في أن الخندق المذكور يعد حاجة أساسيّة اليوم للعراقيين وحماية المراقد المقدّسة خاصّة أن التجارب السابقة في الموصل والرقّة وآخرها تدمر، أثبتت لجوء التنظيم الإرهابي للصحاري بغية شنّ هجمات مباغتة على المناطق المأهولة. وبالتالي، يشكّل هذه الخندق عائقاً عسكرياً أمام جحافل داعش في حال قرّرت الهجوم على المناطق المذكورة بغية التخفيف عن جبهة الموصل.
من النقاط الأخرى البارزة في الخندق الأمني، هي تلك القدرات التي تتمتّع بها قوات الحشد الشعبي حيث لا تقتصر على الجانب العسكري، بل تتعداها للأمور التي تتعلّق بإعادة بناء وطن قوي على كافّة الأصعدة.
إن العراق الجريح منذ العام 2003 وحتى يومنا هذا يحتاج إلى قدرات ضخمة وسواعد العراقيين بغية النهوض به ونفض غبار سنين الاحتلالين الأمريكي والداعشي، وهنا يستطيع الحشد أن يعلب دوراً بارزاً على هذا الصعيد. وكما أثبت الحشد الشعبي قدرته في الميدان في ظل اعتماده على طاقات شابّة ومتعلّمة، يثبت اليوم قدرته اللوجستية في إعادة بناء الوطن عبر مشاريع استراتيجية يحتاجها العراقيون كإعادة الإعمار وبناء السدود وتشييد الطرقات وكافّة المشاريع الاقتصاديّة والتنموية.
نعم، قد يتساءل البعض لماذا الحشد الشعبي، وهنا نجيب. كعنوان أولي يجب أن يتوكّأ العراق على سواعد أبناءه في الداخل في كافّة المشاريع المرتقبة، وتحديداً في ظل الأوضاع الاقتصاديّة الصعبة التي تعاني منها البلاد بسبب النفط والإرهاب، لما لهذا الاعتماد الداخلي من تأثير على الأوضاع الاقتصاديّة الصعبة في البلاد، وبالتالي، أي فصيل داخلي يثبت قدرته على الخوض في المشاريع التنمويّة للبلاد فمن باب الأولى إعطاءه الفرصة قبل أي شركة أجنبية، عربيّة كانت أم غربيّة. وأما كعنوان ثاني، فإن الفصائل الداخلية التي تمتلك القدرة على إنجاز المشاريع الاقتصادية العراقيّة، وشاركت في قتال الجماعات التكفيري، من باب الأولى التي ذكرناها أعلاه، أن تمتلك الأفضلية على التزام هذه المشاريع دون إهمال الجوانب التقنية الأخرى.
قد يعلّق البعض أن القوى الوطنية العراقية، وتحديداً قوات الحشد الشعبي، لم ترجُ جزاء ولا شكورا من دفاعها عن الوطن وأبناءه، وهنا نقول أن هذه المشاركة تصب في الخانة نفسها، أي الدفاع عن الوطن وأبناءه، كما أنّه جرت العادة في كافة دول العالم أن تُعطى القوات إلى شاركت في الدفاع عن الوطن الفرصة في بناء البلاد على كافّة الصعد دون الغفلة عن الجانب التقني.
المصدر / الوقت