المصلحة العليا للبلد
بقلم : عبدالرضا الساعدي
ينبغي تذكير السياسيين جميعا ، بأن الشعب قد أدى مهمته في الانتخابات بشكل رائع يستحق معه أن ننحني له جميعا ، إجلالا وإكراما وامتنانا ، كما في كل مرة يمضي فيه إلى طريق تشكيل البرلمان والحكومة ، والآن قد جاء دور السياسيين المشتركين في العملية السياسية والمرشحين القادمين الفائزين في هذه الدورة لكي يكافئوا هذا الشعب العظيم على ما فعله ويفعله يوميا من أجل أن يقف البلد على قدميه بقوة وإصرار وطموح في سبيل التغيير والبناء والرفاهية ، هذه العناوين المفقودة لحد اللحظة رغم مرور أكثر من عقد على بداية الديمقراطية في العراق ، والسبب الأبرز في هذا الفقدان والخلل هو السياسيين أنفسهم الذين خيبوا ظننا في كل مرة نحاول فيه أن نحسّن صورة الحال الداخلي .. نعم هذه هي الحقيقة ، فالشعب يئن يوميا من خيبات هؤلاء الذين تصدروا مواقع المسؤولية ، ولم يجن ثمرة معاناته وجراحاته وبؤسه وشقائه ، لا لشيء سوى أن البعض من قادتنا ومسؤولينا وسياسيينا ومن حولهم ، يبحثون عن مآرب أخرى خارج منطوق حاجات الناس وهمومهم وتطلعاتهم ، وقد حانت اللحظة لكي ينتبهوا ويراعوا مصلحة البلد العليا التي تبدأ بمصلحة المواطن الذي ضحّى بكل شيء من بلده المحطم والمستهدف من جهات كثيرة لا تريد لنا الخير والاستقرار والتقدم.
المصلحة العليا للبلد تبدأ أيضا من التهدئة ونصب موازين العقل وفتح قنوات الحوار والمشورة إضافة إلى تنفيذ البرامج والمشاريع التي وعدونا بها دائما ، وتحسين الوضع المعاشي للشرائح المتعبة من خلال تطوير القوانين الحالية وإيجاد البديل منها ليحلّ مكان غير الصالح وغير المجدي ، ومتابعة دوائرنا الحكومية التي يتعامل معها المواطن يوميا بمعاناة ومشقة ، هذه الدوائر التي تغلغلت فيها أخطبوطيات الفساد والحزبية والمحسوبية ، إلى المستوى الذي أصبحت تمثل لنا (بعبعا ) مهولا لا يمكن التعامل معها بشفافية وانسيابية واطمئنان .. كل ذلك وغيره يحتاج صحوة ضمير شاملة من كل الأطراف المشتركة في الدولة ، ومن دون ذلك فلا معنى للانتخابات ، ولا مصلحة للبلد يمكن أن تتحقق .. ونحن بانتظار ما سيفعله من اختارهم الشعب ، فالكرة في ملعبهم وعليهم حسن الموقف والأداء والشعور بالوطنية والمسؤولية العليا.