التحديث الاخير بتاريخ|الثلاثاء, ديسمبر 24, 2024

محلل سوري: الدور التركي غير نزيه وجنيف 4 لن يختلف عن الجولات السابقة 

وكالات – سياسة – الرأي –
أكد المحلل السياسي السوري خليل مشهدية إن دمشق وحلفاءها لا يعولون كثيراً على نتائج اللقاءات السياسية مثل أستانا حتى وإن كانت معنية بوقف إطلاق نار مفترض التطبيق في الأراضي السورية، وذلك لمعرفة دمشق إن النظام التركي الذي يلعب دور الطرف الضامن للميليشيات المسلحة لن يكون جدياً.

مشهدية وفي حديث لوكالة أنباء فارس، أوضح إن الجيش السوري والقوات الحليفة من خلال تقدمهم على الأرض يفرضون الإيقاع السوري على أي عملية سياسية متوقعة، ولا يمكن القول إن مفاوضات من قبيل “مفاوضات أستانا” لن تقدم جديداً ما لم تكن الأطراف المشاركة جدية، ومن الواضح من خلال تعمد النظام التركي تخفيض مستوى تمثيلهم في المفاوضات الأخيرة في “أستانا” أن أنقرة لن تكون جدية بالمطلق بتطبيق الآلية التي تم الاتفاق عليها لمراقبة وقف إطلاق النار.

مشهدية أشار إلى أن الدور الإيراني والروسي في المرحلة الماضية ركز على أن يضمنا موقفاً تركياً نزيهاً، إلا أن الإدارة الأميركية ومن خلال مجموعة من الملفات قدمت للحكومة التركية مغريات للانقلاب على التفاهمات التي تم التوصل إليها مع إيران وروسيا حول الملف السوري، ومن بين هذه المغريات تأييد الرئيس الأميركي الجديد لمشروع المناطق الآمنة على الرغم من إن الإدارة السابقة لم تكن تؤيد الفكرة، كما إن الحديث الإعلامي عن تشكيل ميليشيا جديدة من قبل الأتراك تحت مسمى “الجيش السوري الوطني” لا يأتي بدون موافقة أميركية، خاصة وإن تركيا لن تتحمل لوحدها نفقات هذه الميليشيات.

وأكد المحلل السياسي السوري إن الولايات المتحدة الأميركية قد تكون الطرف الذي طلب إقحام الأردن في مفاوضات أستانا لتكون ذراع تدخل أميركي في مسألة مراقبة وقف إطلاق النار، وهذا لن يقدم إلا مزيداً من الخروقات، لأن الولايات المتحدة لا تريد بالمطلق أن يتم التوصل إلى هدنة طويلة الأمد في الداخل السوري.

ورفض مشهدية الحديث عن صيغة جديدة ومثمرة من مفاوضات جنيف برعاية الأمم المتحدة، مرجعاً السبب في ذلك إلى أن الميليشيات المسلحة والمعارضات المتعددة لا يمكن أن تكون مستقلة القرار في أي عملية تفاوضية مع الحكومة السورية، كما إن الأمم المتحدة نفسها ليست نزيهة في الأدوار التي تلعبها في الملف السوري، كما أن تجاهل المعارضات المعروفة باسم “منصة موسكو” و “منصة القاهرة” من قبل الأمم المتحدة لا يضيف إلى الأزمة السورية إلا المزيد من التعقيد والعراقيل، إذ يجب سماع جميع الأصوات السورية من الداخل والخارج، ولا يمكن بناء حل عادل طالما هناك قوى تريد تهميش طرف على حساب طرف آخر.

وأكد مشهدية على إن الحلول المعلبة غير مقبولة من قبل الشعب السوري، مبيناً أن أي إجراء سياسي على المستوى العالي كتعديل الدستور يعتبر من قبل الشارع السوري قبل القيادة خط أحمر من الممنوع المساس به، معتبراً أن ما يميز التحالف السوري مع إيران وروسيا هو إن كلا الطرفين وإن قدما مقترحات في هذا الإطار فإنهما لا يتدخلان في مسار القرار السوري، وهما يكتفيان بدور تقديم الدعم والمشورة، بعكس الإدارة الأميركية التي تتحكم بالميليشيات المسلحة والمعارضات المتعددة وفقاً لمزاجها وحسب.

وختم المحلل السياسي بالتأكيد على إن الدولة السورية متصاعدة القوة خلال المرحلة الحالية بفضل الجيش السوري والقوى الحليفة على المستويين العسكري والسياسي، وبالتالي لا يمكن من حيث المنطق السياسي أن يكون ثمة طرف قادر على فرض شروط على الدولة السورية لأنها وحلفاءها القوة المنتصرة في الحرب، ويجب أن يفهم ترامب ومن معه هذا جيداً.انتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق