محلل سوري: جنيف 4 سيكون أكثر جدية في التعاطي مع الحرب في سوريا
سوريا ـ سياسة ـ الرأي ـ
أكد المحلل السياسي السوري عماد يوسف أنه ومما لاشك فيه أن الدور الإيراني والروسي هو دور بناء كان ومايزال في صيرورة الأزمة السورية والصراع الدائر فيها، وذلك عائد لطبيعة التحالف القوي بين البلدين الكبيرين مع سوريا.
يوسف أوضح أنه من المؤكد بأن للبلدين (روسيا وايران) مصلحة سياسية مشتركة في الوصول إلى حل جذري، يضع حداً لهذا الصراع الدائر في سوريا والذي يخل بتوازنات المنطقة ككل ويستنزف طاقات ومقدرات البلدان الثلاث مجتمعين ولكن بنسب متفاوتة، مبيناً أنه من البديهي،أن يحصل أحياناً بعض التناقضات في بعض التوافقات الصغيرة أو التشابكات التي تتعارض ورؤية كل بلد لمستقبل المنطقة وسوريا طبعاً، ولكن تبقى هذه التناقضات تحت السيطرة من قبل الدولتين، لأن ما يجمعهما من مصالح استراتيجية أكبر مما يفرقهما من خلافات عابرة أو ليست ذات ثقل في المستوى العميق لرؤية الطرفين لخارطة المنطقة وتوازناتها الاستراتيجية والدولية والجيو سياسية.
يوسف بين أنه يجب على الجميع أن لاينسى بأن هناك أطرافاً اقليمية أخرى لها مصالحها وتمثيلاتها وفصائلها واستراتيجياتها المستقبلية في رؤية المنطقة وخارطتها الجديدة لجهة التحالفات الاستراتيجية، والتموضعات ذات النفوذ الاقليمي والدولي، ولذلك فإن قواعد الاشتباك السياسي في المنطقة تتبدل وتتفير وخاصة بعد مجيء الادارة الأمريكية الجديدة والتي تفرض رؤى مختلفة عن سابقتها، وهو الأمر الذي يجعل الروسي مكرهاً على قبول عناوين جديدة كانت بالنسبة له مرفوضة سابقاً، وهذا قد يضعه على سكة تتفاوت في التطابق بينه وبين إيران الدولة الاقليمية الأكبر التي تشكل الحليف الرئيس لسوريا.
يوسف قال أنه ورغم كل ماسبق فإننا لا نستطيع التنبؤ باضعاف الشراكة الروسية الإيرانية في الملف السوري ولا حتى في باقي ملفات المنطقة، لأن العناوين الأعرض التي تريدها روسيا هي نفسها التي تريدها إيران، ولذلك سيبقى دور هاتين الدولتين أساسياً وبناء، كما أن الجميع بات يعلم أنه لايمكن استنباط حل للحرب الدائرة في سوريا إلا بتوافق إقليمي ودولي شاملين.
وعن مؤتمر جنيف 4 قال يوسف: “أعتقد أن هذا المؤتمر سيكون مختلفاً ولكن ليس في المضمون فقط بل وفي الشكل، حيث سيكون جنيف ٤ أكثر جدية في التعاطي مع الحرب في سوريا، لاسيما مع وجود دعم دولي أكبر لهذا المؤتمر بهدف الوصول إلى حلول وتسويات توافقية تشترك فيها جميع الأطراف، كما أننا سنلحظ تطوراً أوروبياً واضح ومختلف في التعاطي مع جنيف القادم لأن أزمة سوريا صدرت نفسها إلى كل بقاع الأرض وفي المستويات كافة، وبالتحديد المستوى البشري و مسألة اللاجئين وغيرها من القضايا، ما سينعكس إيجاباً على أية مباحثات قادمة خاصة بعد أن هيأ لها اجتماع الأستاتة 1 و 2”.انتهى