التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

قائد الثورة: لو لم تكن المقاومة لتطاول الكيان الصهيوني على بلدان المنطقة.. وفلسطين محورا لكل البلدان الاسلامية 

أكّد السيد علي الخامنئي امام مؤتمر دعم الانتفاضة الذي انطلق في طهران اليوم انه لو لم تكن المقاومة قد شلت الكيان الصهيوني لشهدنا تطاوله مرة اخرى على بلدان المنطقة، مشيراً إلى أن فلسطين لا زالت تمثل عنوانا يجب ان يكون محورا لكل البلدان الاسلامية.

وأوضح قائد الثورة الإسلاميّة أنّ من مكتسبات هذا الملتقى طرح ما يمثل الأولوية الاولى للعالم الاسلامي وطلاب الحرية وهو فلسطين وتحقيق دعم شعب فلسطين وكفاحه، مشيرا الى ان فلسطين لا زالت تمثل عنوانا يجب ان يكون محورا لكل البلدان الاسلامية.

الحفاظ على الهوية الفلسطينية وحماية ملامحها امر واجب وجهاد مقدس

وشدد على ان الحفاظ على الهوية الفلسطينية وحماية ملامحها امر واجب وجهاد مقدس وطالما بقي عاليا اسم فلسطين والمشعل الوضّاء لمقاومة هذا الشعب فلا يمكن لأركان هذا الكيان المحتل ان تتعزز. ولفت ان الشعب الفلسطيني يفتخر بأن منّ الله عليه برسالة عظيمة تتمثل بالدفاع عن هذه الارض المقدسة والمسجد الاقصى.

وأشار قائد الثورة إلى معانة الشعب الفلسطيني قائلاً: انه لم يواجه شعب من شعوب العالم في اي فترة من فترات التاريخ مثل هذه المحنة والمعاناة والممارسات الظالمة، بان يتعرض بلد بأكمله للاحتلال بفعل مؤامرة تتجاوز حدود المنطقة، ويشرّد شعب من دياره وأرضه، لتحلّ محله جماعة أخرى تأتي من مناطق شتى من العالم، مما يشكل تجاهلا لوجود حقيقي مع احلال وجود زائف محله.

وفي معرض إشارته إلى الظروف العالمية والاقليمية الصعبة، قال قائد الثورة: ان منطقتنا التي طالما كانت دعامة لشعب فلسطين في كفاحه ضد مؤامرة عالمية، تعيش هذه الايام اضطرابات وأزمات متعددة. لقد أدت الازمات التي تعيشها عدة بلدان اسلامية في المنطقة الى تهميش موضوع دعم القضية الفلسطينية والهدف المقدس في تحرير القدس الشريف.

محاولات اضعاف مكانة القضية الفلسطينية

وتابع: الشي الخطير في هذه الغمرة هو محاولات اضعاف مكانة القضية الفلسطينية والسعي لاخراجها من دائرة الاولوية.على الرغم مما يوجد بين البلدان الاسلامية من خلافات يكون بعضها طبيعية، وبعضها نتيجة لمؤامرات الاعداء، وبعضها ناجم عن الغفلة، الا ان فلسطين لا زالت تمثل غنوانا من شأنه ان يكون –ويجب ان يكون- محورا لوحدة كل البلدان الاسلامية.

وأوضح قائد الثورة أنه بعد ظهور علامات أفول الكيان الاسرائيلي وضعف حلفائه الاصليين وخصوصاً أمريكا، يلاحظ ان الاجواء العالمية تتجه شيئاً فشيئاً نحو التصدي لممارسات الكيان الاسرائيلي العدائية واللاقانونية واللاانسانية، ولا شك ان المجتمع العالمي وبلدان المنطقة لم تستطع لحد الآن ان تعمل يمسؤولياتها تجاه هذه القضية الانسانية.

وتابع: لايزال القمع الوحشي للشعب الفلسطيني مستمراً، وكذلك الكثير من المظالم الاخرى التي ترتكب ضده من قبيل الاعتقالات الواسعة النطاق وعمليات القتل والنهب، واغتصاب أراضيه وبناء المستوطنات فثيها والسعي لتغيير ملامح وهوية مدينة القدس المقدسة والمسجد الاقصى وسائر الاماكن المقدسة الاسلامية والمسيحية فيها، وسلب الحقوق الاساسية للمواطنين.

الإنتفاضة الثالثة مظلومة أكثر من الانتفاضتين السابقتين

واشار السيد الخامنئي إلى الإنتفاضة الثالثة قائلاً: الانتفاضة التي انطلقت اليوم في الاراضي المحتلة للمرة الثالثة لهي مظلومة أكثر من الانتفاضتين السابقتين، لكنها تسير متألقة ومفعمة بالامل، وسترون باذن الله ان هذه الانتفاضة ستسجل مرحلة مهمة جداً من تاريخ الكفاح وتفرض هزيمة اخرى على الكيان الغاصب.

وتابع: ان الشعب الفلسطيني الكبير الذي يتحمل بمفرده الاعباء الثقيلة لمواجهة الصهيونية العالمية وحماتها العتاة، منح الفرصة –صابراً محتسباً، ولكن قوياً صامداً- لكل الادعياء ليختبروا ادعاءاتهم ويجربوها.

وأضاف: من الجدير ان يقدر عالياً كل جماعات المقاومة الفلسطينية مثل سرايا القدس من حركة الجهاد الاسلامي، وكتائب عز الدين القسام من حماس، وكتائب شهداء الاقصى من فتح، وكتائب أبي علي مصطفى من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، التي كان لها جميعاً دور قيم في هذه الحروب.

نبذ الخلافات.. الوحدة الوطنيّة أساس الخطّة الجهاديّة

وحول الخلافات الداخليّة قال قائد الثورة: يجب عدم الغفلة عن الاحتياجات الاساسية للمقاومة في الضفة الغربية التي تتحمل الان العبء الاصلي للانتفاضة المظلومة. وعلى المقاومة الفلسطينية ان تعتبر من ماضيها، وتنتبه الى نقطة مهمة هي ان المقاومة وفلسطين أسمى واهم من ان تنشغل هذه المقاومة بالخلافات التي تحدث بين البلدان الاسلامية والعربية، او بالخلافات الداخلية للبلدان، او الخلافات الاثنية والطائفية. على الفلسطينيين وخصوصا الجماعات المقاومة ان تعرف قد مكانتها القيمة ولا تنشغل بهذه الخلافات.

وتابع: والنقطة الاخرى التي ينبغي الاشارة لها هو الاختلافات بين الجماعات الفلسطينية المتعددة، فاختلاف التطورات بسبب تنوع الاذواق بين المجاميع حالة طبيعية ويمكن تفهمها، واذا بقيت عند هذه الحدود فقد تؤدي حتى الى التآزر والتكامل واثراء كفاح الشعب الفلسطيني أكثر.

بيد ان المشكلة تبدأ عندما تتحول هذه الاختلافات الى نزاع و –لا سمح الله- الى اشتباك، وفي هذه الحالة سوف تحبط التيارات المتنوعة قدرات بعضها البعض وتسير عملياً في طريق يريده عدوها المشترك.

ان الوحدة الوطنية على اساس الخطة الجهادية ضرورة وطنية لفلسطين يتوقع من كل التيارات المختلفة السعي لتحقيقها من اجل العمل وفق ارادة كل الشعب الفلسطيني.

موقفنا تجاه حركات المقاومة مبدئي ويرتبط بدرجة التزامهم بمبدأ المقاومة

وحول موقف الجمهوريّة الإسلامية الإيرانية من حركات المقاومة، قال: ان موقفنا تجاه المقاومة موقف مبدئي ولا علاقة له بجماعة معينة، أي جماعة تصمد في هذا الدرب فنحن نواكبها، واي جماعة تخرج عن هذا المسار ستبتعد عنا. وان عمق علاقتنا بجماعات المقاومة الاسلامية ولا يرتبط الا بدرجة التزامهم بمبدأ المقاومة.

وأضاف: من واجب البلدان الاسلامية والعربية وكل التيارات الاسلامية والوطنية ان تعمل لخدمة القضية الفلسطينية واهدافها. فدعم المقاومة واجبنا جميعا وليس من حق احد ان يتوقع منهم توقعات خاصة مقابل المساعدات.

ويعقد المؤتمر الدولي السادس لدعم الانتفاضة الفلسطينية اليوم الثلاثاء برعاية قائد الثورة الاسلامية وبمشاركة ممثلين عن 80 دولة على مستوى رؤساء البرلمانات ونوابهم ورؤساء اللجان البرلمانية، إضافة إلى شخصيات في حركات المقاومة.

كما يحضر المؤتمر رؤساء السلطات الثلاث والوزراء ونواب مجلس الشورى الاسلامي واعضاء المجموعات الجهادية وحركات المقاومة.

ويناقش المؤتمر التحديات الدولية والإقليمية أمام القضية الفلسطينية إضافة الى تكريس مبدأ الوحدة وإنهاء الانقسام بين الأمة الإسلامية وحشد الطاقات لدعم الشعب الفلسطيني.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق