“داعش” ينهار، والقوات العراقية تربط شطري الموصل
لم يستطع تنظيم “داعش” الإرهابي الصمود أكثر من سبعة أيام، أمام ضربات الجيش العراقي وحلفائه، حيث تكبد التنظيم خسائر فادحة أجبرته على الفرار من أغلب مناطق الجزء الغربي من الموصل، ولم يجد تنظيم “داعش” الإرهابي وسيلة لتعطيل تقدم القوات العراقية سوى استخدام المدنيين دروعاً بشرية بعد أن حوصر من جميع الجهات.
وفي الحديث عن آخر تطورات معركة غرب الموصل، أعلن الجيش العراقي الأمس سيطرة القوات العراقية على الجسر الرابع الواصل بين شطري الموصل على نهر دجلة، بالإضافة إلى تحرير حيي الطيران والجوسق.
وتعتبر استعادة الجسر ضربة قاصمة لتنظيم “داعش” الإرهابي، لما يتمتع به من أهمية كبيرة في مسار عمليات التحرير التي تجري الآن غرب الموصل.
وبعد تحرير الجسر أصبح بإمكان الجيش العراقي استخدامه لنقل التعزيزات والإمدادات من الجانب الشرقي إلى الغربي، مما يسرع من عملية تحرير الجانب الغربي للموصل.
من جانبها تسعى القوات العراقية بالتزامن مع تقدمها غرب الموصل، لتركيب جسر عائم على نهر دجلة من أجل أن تصل الجانب الغربي للنهر بالجانب الشرقي، وبذلك تطبق الخناق على تنظيم “داعش” الإرهابي.
وبعد أسبوع من بدء المعارك مع التنظيم تمكنت القوات العراقية من تحرير حي الجوسق والطيران.
وفي تصريح له، قال قائد عمليات “قادمون يا نينوى” الفريق الركن عبد الأمير رشيد يارالله، إن “قوات الشرطة الاتحادية والرد السريع حررتا حي الطيران، ورفعت العلم العراقي فوق المباني بعد تكبيد العدو خسائر بالأرواح والمعدات”.
وأضاف أن “قوات مكافحة الإرهاب تواصل تطهير حي المأمون وتقتحم وادي حجر”.
كما أعلن يارالله، أن قطعات الفرقة المدرعة التاسعة حررت قرية تل الرمان جنوب غرب الساحل الأيمن للموصل.
وفي محاولة منه لتعطيل تقدم القوات العراقية، استخدم تنظيم “داعش” الإرهابي المدنيين دروعاً بشرية.
حيث قال أحد المدنيين فاضحاً أساليب داعش الإجرامية: “جعلونا دروعا بشرية منذ أربعة أشهر ولما تقدّمت القوات وضعونا في الأمام مع أسرنا ونسائنا، وتركنا ممتلكاتنا هناك”.
وتشير الإحصائيات لوجود 2000 إرهابي من تنظيم داعش، و750 ألف مدني غرب الموصل.
وعلى الرغم من التقدم السريع للقوات العراقية غرب الموصل، إلا أنها تواجه مقاومة شرسة من تنظيم “داعش” الإرهابي، على اعتبار أن التنظيم يدافع عن آخر معقل له في العراق.
وفي معرض حديثه عن تقدم القوات العراقية قال العقيد فلاح الوبدان، “اجتزنا ساتراً كبيراً تحته أنفاق شيدها داعش”، وأضاف “المنطقة كانت مليئة بالألغام والقنابل وقواتنا قتلت 44 داعشياً”.
وأردف الوبدان قائلاً “هذا مهم جداً لأنه إذا سيطرنا على منطقة الجسر، فالوحدة الهندسية، ستكون قادرة على تركيب جسر انطلاقاً من الجانب الشرقي لنتمكن من نقل الإمدادات والذخيرة إلى ميدان المعركة”.
وتعتبر عملية تركيب الجسر صعبة ومعقدة وخاصة أنه تحت مرمى النيران، لكن القوات العراقية نجحت سابقاً باستخدام هذه الإستراتيجية في معارك ضد التنظيمات الإرهابية بمساعدة القوات الأمريكية، عندما سيطرت على محافظة الرمادي.
وفي سياق متصل، أعلن أحمد الأسدي المتحدث باسم هيئة الحشد الشعبي انتهاء المرحلة الأولى من الصفحة السادسة لعمليات الحشد في غرب قضاء تلعفر وشرقه.
وبذلك تكون قوات الحشد الشعبي قد حررت 3 قرى استراتيجية في محيط تلعفر، كان تنظيم “داعش” الإرهابي يستخدمها طرق إمداد له.
وقال الأسدي في بيان له إن المساحة المحررة بلغت 113 كيلو متراً مربعاً بمجموع 12 قرية، وأضاف أنه تم تدمير 36 سيارة مفخخة وثلاث طائرات بدون طيار، ولفت الأسدي إلى أن مديرية أمن الحشد حررت 1200 مدني من قبضة داعش.
ومن جهة أخرى، أفاد مصدر محلي رفض الكشف عن هويته، في محافظة نينوى، الاثنين، بأن “أمير تنظيم داعش” في حي الدواسة وسط الموصل قتل خلال اشتباك مع قوة أمنية.
وأوضح المصدر، أن “أمير تنظيم داعش في حي الدواسة وسط الموصل قتل اليوم “الاثنين” مع 3 من مرافقيه بعد اشتباك مع قوة أمنية”.
تجدر الإشارة إلى أن قوات الحشد الشعبي حررت السبت الماضي قرية العبرة الشمالية من قبضة داعش، كما تمكنت وحدات الهندسة في الحشد الشعبي من تفكيك 327 عبوة ناسفة وأكثر من 45 منزلاً مفخخاً في القرى المحررة شرق وغرب قضاء تلعفر.
وقالت منظمة الأمم المتحدة إنّ عدد المدنيين في الأحياء الغربية من الموصل يقدر بنحو 750 ألف نسمة كما حذرت من أن أربعمئة ألف منهم قد ينزحون جراء المعارك والقصف الجوي.
المصدر / الوقت