كندا تنقذ المهاجرين من عنجهية ترامب.. والمكسيك تفتح مراكز للدفاع عنهم
الطريقة العدائية التي يوجهها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه اللاجئين عامة والمسلمين خاصة لن تكون النهاية التراجيدية لهم، ذلك لأن دولا أخرى مجاورة لأمريكا ستتدخل لمساعدتهم والحدّ من تبعات قساوة قرار ترامب عليهم.
ومن هذه الدول التي أكدت مرارا على خطورة قرار ترامب بمنع دخول مهاجري 7 دول ذات الغالبية المسلمة هي كندا، الدولة المحاذية لأمريكا من الشمال قرّرت أنها لن تشدّد القيود على حدودها لمنع المهاجرين الذين سيطردهم ترامب.
وأعلن هذا القرار “رالف جوديل” وزير السلامة العامة يوم السبت قائلا: إن كندا لن تشدد القيود على حدودها لمنع المهاجرين من العبور بشكل غير قانوني من الولايات المتحدة في أعقاب حملة أمريكا على الهجرة لأن الأعداد ليست كبيرة بشكل يسبب قلقا.
أمن الحدود الكندي يساعد مهاجرين سوريين على العبور لدخول كندا
أمن الحدود الكندي يساعد مهاجرين سوريين على العبور لدخول كندا
وتابع “جوديل” تطميناته للمهاجرين قائلا: إن هذه القضية لم تصل إلى مستوى يتطلب عرقلة تدفق السلع والناس عبر أطول حدود في العالم غير محصنة.
وفرّ مئات المهاجرين المسلمين من أمريكا تحسبا من عواقب القرار المجحف للرئيس الأمريكي بشأن اللاجئين، واتجهوا في ظروف الشتاء البارد وساروا عبر الحدود ساعين للجوء الى كندا “الملجأ الوحيد المتبقي لهم في القارة الأمريكية”.
وأما كندا فقد لبّت النداء وفتحت لهم أبوابها واستقبلتهم بحرارة نكاية بترامب، إلا أن تدفق المهاجرين نحو كندا سيشكل خطرا سياسيا على حاضن اللاجئين والمتعاطف معهم رئيس الوزراء الكندي “جاستن ترودو”، حيث أنه يواجه ضغوطا من اليسار الذي يريده أن يسمح بدخول المزيد ومن اليمين الذي يخشى زيادة الخطر الأمني.
وفي وقت سابق خلال هذا العام انهمرت دموع رئيس الوزراء الكندي خلال لقاء عقده مع مجموعة من اللاجئين السوريين في الذكرى السنوية الأولى لقدومهم إلى كندا في مطار تورونتو لدى قدومهم في أحد مطاعم المدينة.
جدير بالذكر أن المسؤولون الكنديون والأمريكيون يدبّرون خطة بشأن الساعين للجوء الذين يعبرون إلى كندا بشكل غير قانوني. ومن المقرر أن يزور جون كيلي وزير الأمن الداخلي الأمريكي كندا هذا الشهر لإجراء محادثات بشأن الحدود.
من جهته أضاف وزير السلامة العامة الكندي: إن من المهم أن يكون لدى البلدين نفس البيانات والمعلومات عن المهاجرين ليتم بشكل كامل تقييم المكان الذي بدأ منه التدفق وكل العوامل التي تسهم في الهجرة وليس عاملا واحدا فقط.
محكمة لحماية المكسيكيين
وعلى الجانب المكسيكي ووسط مخاوف من حملة ترامب على المهاجرين، قالت الحكومة إنها فتحت مراكز للمساعدة القانونية في قنصلياتها الخمسين في الولايات المتحدة للدفاع عن مواطنيها.
وفي هذا السياق حثّ “لويس فيدجاراي” وزير الخارجية المكسيكي، الحكومة الأمريكية على احترام حقوق المكسيكيين ودعا واشنطن لإتاحة الفرصة لإضفاء وضع قانوني على المهاجرين الذين لا يحملون وثائق.
وصرّح وزير الخارجية المكسيكي: لا نشجع الأوضاع غير القانونية، مضيفا أن المكسيك تساند الإلتزام بالقانون وهذا يعني احترام حقوق الإنسان.
وكان قد أمر ترامب بالبدء في إجراءات ترحيل صارمة خلال أول شهر له في البيت الأبيض بعد تعهداته في الحملة الانتخابية بمكافحة الهجرة بطريقة غير مشروعة وبناء جدار على الحدود المكسيكية الأمريكية.
وبحسب مركز “بيو ريسيرش” يبلغ عدد المهاجرين المكسيكيين بطريقة غير مشروعة في أمريكا حوالي ستة ملايين.
المصدر / الوقت