صحيفة صهيونية: التحالف الذي تقوده تل أبيب ضد إیران مجرد حلم ومحض هراء
نشرت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية مقالاً تحت عنوان “لا توجد تحالفات حقيقية في الشرق الأوسط” أشارت فيه إلى المقابلة التي أجرتها شبكة “سي بي إس نيوز” الأمريكية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” في ديسمبر الماضي والتي سألته عما إذا كان لإسرائيل أن تحسن علاقتها بشكل كبير مع مصر والأردن، فأجاب بـ”نعم”، وحين سأل عن السعودية، لم يعلق.
وقالت الصحيفة إن نتنياهو تحدث في هذه المقابلة عن السعودية ولكن بطريقة ملتوية، حيث أجاب عن سؤال بشأن التحالف ضد إيران في الشرق الأوسط، بأن مثل هذا التحالف لا يحتاج إلى تطوير لأنه موجود على أي حال.
وأضافت الصحيفة إن نتنياهو أشار أيضاً خلال مقابلة مع شبكة “سي إن إن الإخبارية” في يناير 2016 إلى أن السعودية تعي بأن إسرائيل أصبحت حليفاً بدلاً من عدو لمواجهة تهديدات “داعش” وإيران على حد قوله.
ووفقاً لتقرير “جيروزاليم بوست” أوضح وزير الاستخبارات الإسرائيلي “يسرائيل كاتس” بأن التعاون بين تل أبيب والرياض الذي تقوده أمريكا سيتم تطويره إلى حد كبير بهدف تقليص دور إيران في المنطقة.
وتابعت الصحيفة مقالها بالقول بأن التحالف السعودي – الإسرائيلي يحدث في الخفاء، ولكن بلداناً مثل إيران وباكستان تراقب هذا الأمر باهتمام، معربة عن اعتقادها بأن أمل إسرائيل سيخيب في نهاية المطاف لعدم وجود تحالفات حقيقية في الشرق الأوسط، والحديث عن “ناتو عربي” سابق لأوانه؛ بل هو محض هراء.
وفي وقت سابق أشار الإعلامي السعودي “عبد الرحمن الراشد” في قناة العربية إلى أن إيران قد استفادت من ضعف السياسة الأمريكية في عهد الرئيس السابق “باراك أوباما” وتمكنت بالتالي من تعزيز نفوذها في عموم المنطقة.
وذكرت صحيفة “جيروزاليم بوست” بأن القوى الاستعمارية الغربية التي وضعت الحدود الحديثة في المنطقة متجاهلة حقوق شعوبها هي نفسها من شاركت في الحرب عام 1014 بعد سلسلة من التحالفات المعقدة، وإثر ذلك ظهرت تحالفات مثل “الناتو “و “حلف وارسو” خلال الحرب الباردة. كما ظهر حلف بغداد عام 1955 والذي شمل إيران والعراق وباكستان وتركيا، فيما تشكلت تحالفات أخرى كجامعة الدول العربية عام 1945، ومجلس التعاون عام 1981، وأخيراً التحالف السعودي للعدوان على اليمن في آذار/مارس عام 2015.
والعديد من هذه التحالفات ذات طابع رسمي مع قواعد معقدة وضمانات مزعومة متعلقة بالسيادة، ولكنها تتناقض في الحقيقة مع ما تتطلبه الأوضاع في المنطقة والتي ذهبت إلى الفوضى لتصل إلى طريق مسدود خلال العقود الماضية.
وخلال الحرب الباردة ظهرت الانشقاقات في كل التحالفات، حيث وقعت مصر والأردن “اتفاقات سلام” مع الكيان الإسرائيلي، وسقطت أنظمة في العديد من دول المنطقة بينها مصر وليبيا والعراق، وأصبح الفلسطينيون نقطة محورية في الصراع خاصة في الأردن ولبنان وأماكن أخرى قبل أن يتخذ الصراع منحنى آخر ليصل بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس في قطاع غزة.
وفي السنوات الأخيرة تم استبدال الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي بالصراع الطائفي بين السنة والشيعة، وساءت العلاقات بين مصر والسعودية لتصويت القاهرة لصالح القرار الروسي بشأن سوريا في مجلس الأمن الدولي، كما وتغيرت الخطوط في الشرق الأوسط، حیث ابتعدت السعودية عن لبنان، وقطر عن باقي دول مجلس التعاون لدعمها جماعة “الإخوان المسلمين”، وانهارت العلاقات المصرية التركية أيضاً بسبب الإخوان في عام 2013.
وفي المحصلة يعتقد معظم المراقبين بأنه لأنه لا توجد تحالفات حقيقية في الشرق الأوسط، وما تتخيله إسرائيل من تحالف ضد إيران، سيبقى مجرد أوهام على الرغم من وجود خطة لتطبيع العلاقات بين كيان الاحتلال وعدد من دول المنطقة في مقدمتها السعودية منذ 15 عاماً.
وأفضل نصيحة لواضعي السياسات ألا يقبلوا كل ما يقال ولا يصدقوا ما تقوم به بعض الدول للإيحاء بأن هناك تحالفات، لأن ذلك مجرد حلم لا يمكن أن يتحقق على أرض الواقع لوجود خلافات وتوترات معقدة بين هذه الدول في مختلف المجالات.
المصدر / الوقت