محاولات امريكية لإبقاء الفوهة مصوبة نحو إيران
احتكرت التجارب الصاروخية التي قامت بها كوريا الشمالة اهتمام العالم فصبت الادارة الأمريكية جل اهتمامها على النشاط الصاروخي الكوري الشمالي، لكن بعض المسؤولين الأمريكان ووسائل الاعلام الأمريكية المتطرفة ما تزال تحاول وضع إيران ضمن دائرة الاهتمام.
أدت التجارب الصاروخية المتتالية التي قامت بها كوريا الشمالية خلال الأسابيع الماضية الى أن تحوز بيونغ يانغ على جل اهتمام إدارة ترامب فانتقلت جميع التهديدات الامنية، السياسية والعسكرية الامركية من إيران نحو كوريا الشمالية، وتوجت كوريا الشمالية التصعيد عبر اطلاق 4 صواريخ بالستية نحو بحر اليابان، وما تزال بيونغ يانغ تمضي نحو التصعيد. رغم ذلك يحاول بعض المسؤولين الأمريكان ووسائل الاعلام الامركية المتطرفة أن تبقى إيران في مركز الاهتمام وأن يمنعوا تصويب فوهة ادارة ترامب نحو كوريا الشمالية بدلا من إيران.
ونقلت قناة فوكس نيوز الاخبارية، مساء امس عن مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى ادعائهم أن إيران قامت باختيار صاروخين بالستيين جديدين.
ووفقا لمزاعم فوكس نيوز فإن إيران أطلقت صاروخين بالستيين من جنوب شرق البلاد ومن مقر صاروخي تابع لحرس الثورة الإسلامية يومي السبت والأحد نحو أهداف في خليج عمان، حيث فشل الاول في تحقيق هدفه، بينما أصاب الثاني العدو المفترض، وهو سفينة في خليج عمان.
ومن اللافت للنظر أن المسؤولين الأمريكان زعموا ان هذين الاختبارين قد تم في اليوم الذي أطلقت فيه كوريا الشمالية أربعة صواريخ بالستية نحو بحر اليابان. واعلنت فوكس نيوز أن هذين الاختيارين جاءا بعد المناورة العسكرية الإيرانية في جنوب البلاد والاختبار الناجح لنظام اس 300 للدفاع الصاروخي.
وفي هذا السياق، بالإضافة الى ادعاءات فاكس نيوز، ركزت وسائل الاعلام الأمريكية يوم أمس على موضوع اقتراب زوارق سريعة وفرقاطة إيرانية من طراد اينونسيبل الأمريكي في مضيق هرمز، يومي الخميس والسبت الماضيين.
وقيل أن الفرقاطة الإيرانية اقتربت يوم الخميس من الطراد الأمريكي حتى مسافة 150 ياردة-140 متر- وفي يوم السبت اقتربت القوات الإيرانية حتى 600 ياردة -550 متر- من الطراد. ويعد طراد اينونسيبل من القطعات البحرية المعلوماتية المزودة بمعدات علمية ورادار من أجل رصد الصواريخ والمقذوفات وتعقبها من محل انطلاقها.
وحول هذا الأمر نشرت واشنطن بوست تحليلا ذي مغزى، مشيرة الى أن هذا النمط والإشارات المستوحاة منه تشير الى أن واشنطن وطهران قد تدخلان في مواجهات قريبة في المستقبل.
وفي السياق نفسه، وبناء على التقارير المشار إليها طالب سيناتور جمهوري امريكي حكومة بلاده باتخاذ مقاربة أكثر جدية واكثر تزمتا تجاه “الممارسات الإيرانية”. وقال رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي، بوب كوركر: إن هذه الممارسات والاختبارات الاستفزازية، هي أحدت علامات الممارسات الإيرانية الخطيرة، ويجب أن تواجه ردا منسجما وشاملا من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.
وتابع كوركر: حتى الآن لم تتعامل الحكومة الامريكية مع هذه الحالات بحزم، وأنا بانتظار تقديم خطة من قبل الحزبين للتعاون الشامل مع الحكومة من أجل منع هذه الممارسات الإيرانية الخطيرة.
إن التقارير الاعلامية الأمريكية وتصريحات بوب كوركر تكشف بوضوح أن الحكومة الأمريكية الجديدة والمشرعين الأمريكان ما يزالون يسعون الى وضع إيران في مركز الاهتمام العالمي والمحلي، وأن يمنعوا الأحداث الأمنية الأخرى من التأثير على الشأن الإيراني او أخراج إيران من دائرة الاستهداف.
إن هذه المساعي تصب ضمن اطار المساعي الأمريكية السابقة التي بدأت قبل استلام ترامب للسلطة من اجل استهداف إيران واحتوائها بالكامل في المنطقة وخارجها. وهو ما يعني وبوضوح أن العلاقات الإيرانية الأمريكية ستشهد أياما مشحونة بالتوتر على الرغم من ان الموقف الحقيقي لمستشار الأمن القومي الامريكي، هربرت مكماستر، لم يُعلن بوضوح حتى الآن.
المصدر / الوقت