التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, سبتمبر 29, 2024

جيروزاليم بوست : “الناتو العربي ضد ايران “حلم اسرائيلي في ظل تحالفات الشرق الأوسط 

كشفت صحيفة “جيروزاليم بوست” الاسرائيلية في مقال جديد أن الحديث عن “ناتو عربي” أو تحالف ضد ايران ليس أكثر من حلم اسرائيلي، مؤكدة عدم وجود تحالفات حقيقية ثابتة في منطقة الشرق الأوسط.

واشارت الصحيفة الاسرائيلية الى حديث نتنياهو عن وجود علاقة مع السعودية، بشكل غير مباشر، مستذكرة كلام الاخير لشبكة سي إن إن الإخبارية، في المؤتمر الاقتصادي، والذي اشار فيه الى إن السعودية أصحبت تدرك أن إسرائيل لم تعد عدو بل اصبحت حليفا لها لمواجهة ما اسماه خطر وتهديد كل من داعش وإيران.

وتسألت الصحيفة العبرية في تقرير سابق عن سبب حاجة السعودية إلى علاقات رسمية مع كيان الاحتلال، مشيرة الى حديث وزير الحرب أفيغدور ليبرمان، في مؤتمر الأمن بمدينة ميونخ الألمانية، والذي أعرب فيه عن قلقه على السعودية، مضيفة “متى يهتمّ وزير الدفاع الإسرائيلي بما تواجهه السعودية من مشقة؟”، ومنوهة في الوقت ذاته الى اجابة وزير الاستخبارات “يسرائيل كاتس”، الذي أكد وجود تنسيق أمني عالي المستوي بين تل ابيب والرياض حيث قال “نعم، يوجد تعاون بين إسرائيل وهذه البلاد ( اي السعودية)، الأمر الذي لا يمكن مناقشته بالتفصيل. هذا التعاون في طريقه ليكون على مستوى أعلى، لأنّ الولايات المتّحدة تستعدّ لقيادته. والهدف الأول من هذا التعاون هو التصدّي لإيران ودحرها إلى خارج المنطقة”.

واذ أكدت الصحيفة أن التحالف السعودي الإسرائيلي يحدث في الخفاء، اشارت في الوقت ذاته الى أن دولاً مثل إيران وباكستان مهتمةٌ جداً بمثلِ هذا التحالف، ولكن ما يحبط كيان الاحتلال، بحسب الصحيفة، هو عدمُ وجود تحالفات بين دول الشرق الأوسط، معتبرةً أن كل الأحاديث عن تشكيلِ “ناتو عربي” سابقةٌ لأوانها.

ونوّهت الصحيفة الى الموضوع الذي طرحه عبد الرحمن الراشد، الإعلامي السعودي في قناة العربية، وهو تظافر جهود كل من الامارات والسعودية والأردن لـ”مواجهة ايران”، معتبراً أن لا أحد في المنطقة يحارب إيران حالياً، وضعف السياسة الأمريكية في عهد الرئيس السابق باراك أوباما أحد أسباب عودة إيران إلى المنطقة.

وأشار التقرير الى أن القوى الاستعمارية الغربية ومنذ أكثر من مئةِ عام هي التي ترسمُ الحدود في منطقة الشرق الأوسط، بدون الأخذ بعين الاعبتار حقوق سكان المنطقة، كذلك عملت تلك القوى الى انشاء التحالفات بين الفينة والأخرى، بدءاً من عام 1914 واندلاع الحرب العالمية الأولى مروراً بالحرب الباردة وتشكيلِ حلف بغداد 1955، والذي شملَ إيران والعراق وباكستان وتركيا، ومن ثم تشكيل حركة عدم الانحياز 1961، وبعد ذلك تشكيل مجلس التعاون الخليجي 1981، وأخيرًا التحالف الذي شكلته السعودية للحرب على اليمن 2015، ولكن وعلى مدة الأعوام السابقة انهارت أغلب تلك التحالفات، خاصةً بعد توقيع مصر والأردن اتفاقيات سلام مع تل ابيب، وتغير نظام الحكم في كل من ليبيا ومصر والعراق، ثم قدوم القومين العرب ( مرحلة جمال عبد الناصر) وذهبوا أيضاً، واندلعت حرب أهلية في لبنان التي كانت تعيش في ظل نظامٍ علمانيٍّ، والأن اصبح لبنان بحسب رأي الصحيفة بيد حزب الله.

الانشقاقات لم تقتصر على التحالفات بين الدول، تضيف جيروزاليم بوست، اذ ظهر انشقاق اخر بين أبناء البلد الواحد، و تحول الفلسطينيون، وخاصة في الأردن ولبنان،من جديد الى نقطة محورية في الصراع، الذي وصل الى خلاف بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس في غزة.

ولفتت الصحيفة الى ان القوى الغربية عمدت في الوقت الراهن الى الاستعاضة عن تشكيل التحالفات وحتى استبدال الصراع العربي الاسرائيلي بصراع من نوع جديد هو النزاع الطائفي بين المسلمين، وتحول الصراع في الشرق الأوسط الى سني –شيعي، ولكن ومع ذلك، فقد التقى الرئيس التركي رجب طیب اردوغان مع نظيره الايراني حسن روحاني في اسلام اباد،في أول شهر أذار الحالي، وانتقد الايرانييون توغل الجيش التركي في عمق الأراضي السورية.

مصر ايضاً، تغيرت علاقتها مع الدول العربية “السنية”، اذ ساءت علاقتها مع السعودية، بينما تحسنت علاقاتها المختلفة مع إيران وسوريا، وكسرت القاهرة أيضا حاجز التعامل مع بغداد، بعد لقاء السفير المصري في بغداد، في أكتوبر الماضي، وزير النفط العراقي، جبار علي اللعيبي، وبحث تعزيز العلاقات بين الجانبين، كما أن السعودية مستاءة من مصر لتصويتها لصالح القرار الروسي بشأن سوريا في مجلس الأمن.

واشارت الصحيفة، الى التوتر الذي حصل بين تركيا وروسيا بشأن سوريا، بعد إسقاط أنقرة الطائرة الحربية الروسية، على الرغم من العلاقات الاقتصادية القوية بين الطرفين قبل تلك الأزمة، لتؤكد أن التحالفات والعلاقات المميزة لاتدوم في منطقة الشرق الأوسط، حيث لا يوجد تحالفات حقيقية في المنطقة، وتتخيل “إسرائيل” تحالفًا ضد إيران، ويظل ذلك مجرد حلم، وعلى الرغم من عرض السعودية على إسرائيل خطة سلام اعترف بها منذ 15 عامًا، إلا أن هناك اليوم عداء طائفيًّا مع إيران، أكثر من إسرائيل.

وتختم الصحيفة العبرية تقريرها بالقول، أن رغم كل ماسبق فان العلاقات الاقتصادية بين أنقرة وكل من طهران واكراد العراق مميزة، والدول التي كانت تدعم التطرف أصبحت ضده، والدول “المعادية للسامية” أصبحت أقرب إلى “اسرائيل، في حين أن الدول غير المعادية للسامية مثل إيران تكره إسرائيل أكثر من غيرها، لذلك فأفضل نصيحة تقدم لواضعي السياسات الدولية هي ألاتصدقوا مايقال وردود الافعال التي تتخذها بعض الدول، لأن المنطقة مثقلةُ بالتوتراتِ الاقتصاديةِ والعرقيةِ والطائفيةِ المعقدة التي يصعب فهمها.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق