كاتب سوري: التوتر التركي مع أوروبا سزيد من أسهم أردوغان في الداخل التركي
سوريا ـ سياسة ـ الرأي ـ
رأى الكاتب السياسي السوري والخبير بالشأن التركي سركيس قصارجيان أن عدم حضور ممثلي الميليشيات المسلحة إلى الحوار السوري هو مسؤولية تركية إن لم يكن قرارها على الأقل، لأن تركيا وكما قال بشار الجعفري هي الضامن بالنسبة لهذه الميليشيات.
وأضاف قصارجيان أن هذه الخطوة هدفها زيادة الضغط على الحكومة السورية عبر الوسيط الروسي بعد تبلور موقف متقارب نوعاً ما بين الروس والأمريكيين بما يخص الشمال السوري وإحساس تركيا بخروجها من دائرة التفاهمات الميدانية، الأمرالذي يشكل مشكلة حقيقية بالتزامن مع مشاكلها الداخلية والخارجية مع الاتحاد الأوروبي.
ولفت قصارجيان إلى أن التأزم الحاصل في العلاقات التركية-الأوروبية هو نتاج تراكم من التوترات على مدى الأعوام السابقة بسبب التمادي التركي الذي قابلته أوروبا بمبدأ طفح الكيل، مبيناً أن السكوت الأوروبي طيلة السنوات الماضية عن التمادي التركي سببه جملة من العوامل أهمها الخوف من موجات اللاجئين، وهي ورقة الابتزاز التركي الأساسية، إضافة إلى موضوع الخلايا الإرهابية المنتشرة في أوروبا والتي تتغذى من تركيا عقائدياً ولوجستياً.
وقال قصارجيان إن التوتر بدأ مع ألمانيا، التي تشعر مستشارتها أنجيلا ميركل بحراجة الموقف، فمن جهة هي مضطرة لإبداء رد فعل في وجه التمادي التركي نتيجة تزايد ضغوطات الشارع الألماني وخاصة اليمين منه، لكن في الوقت ذاته هي تدرك أهمية الصوت التركي في الانتخابات المقبلة القريبة، بالمقابل فإن هذا التوتر يزيد من أسهم أردوغان في الداخل التركي، فهو الذي يسوق نفسه منذ البداية بأنه “السني المضطهد” من قبل “الكفار” وهذا الرصيد مهم جداً له في الاستحقاق القادم للاستفتاء الشعبي على تعديل الدستور التركي ومنحه صلاحيات الحاكم المطلق.
وتابع قصارجيان بأن تركيا ستقابل هذا التأزم بالتصعيد مقابل محاولة أوروبية للعودة إلى الهدوء والابتعاد عن توتير الأجواء، لأن أردوغان قد يرد بعدم الالتزام باتفاق منع تدفق اللاجئين مما سيزيد من الوضع الحرج للحكومات الأوروبية، فألمانيا على سبيل المثال تعاني من مشاكل كبيرة بسبب سياسات ميركل في قبول اللاجئينانتهى