التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, نوفمبر 28, 2024

معلومات خاطئة نعرفها عن جسمنا 

ثمة مفاهيم تنسَلّ إلى الذهن خفية، دون أن ندرك أنها مغلوطة، ونستمر في تداولها كثيراً، حتى تبدو حقائق وأموراً بديهية.
لكنها في الحقيقة مفاهيم خاطئة، وتحتاج إلى تصحيح.. إليكم أكثر معلومات خاطئة نعرفها عن جسمنا.

– اللسان هو المسؤول عن التذوق: يعتقد عديد منا أن حلمات التذوق المنتشرة على سطح اللسان، وتعمل مستقبلات للطَّعم، لها القدرة على تذوق الحلو والحامض والمر بشكل عشوائي، وأن اللسان يتذوق جميع الأطعمة وفي مناطق مختلفة. بالطبع كل وحدة من مستقبلات الطعم لها القدرة على استشعار كل فئات الطعم، لكن لكل طعم خلاياه الخاصة به داخل كل وحدة من هذه المستقبلات.
أيضاً ثارت تساؤلات عن كيفية الاتصال بين المخ واللسان، وطريقة إدراك المخ للطَّعم، أثارت جدلاً دامَ لسنوات. إلى أن اكتُشف مؤخراً أن هناك خلايا عصبيّة في المخ لكل فئة من فئات الطعم، تُماثل تلك الخلايا الموجودة في اللسان. وهذا يوضِّح أن المخ هو المسؤول عن حاسة التذوّق، وليس اللسان.
قد لا تساعد هذه الدراسة أطفالك في تناول الخضروات، لكنها قد تساعد كبار السن في استعادة حاسة التذوق مرة أخرى، والتغلب على فقدان الإحساس بالطعم. ويكون ذلك باكتشاف سبل لجعل الخلايا أكثر استجابة؛ كي تُرسل إشارات أقوى إلى المخ.

– يستمر الشعر والأظافر في النمو حتى بعد الموت: هل تخيَّلت من قبل ما ستكون عليه الصورة إذا استمر الشعر والأظافر في النمو حتى بعد الموت! قد لا يُوجد أحدٌ رأى، أو يريد أن يرى مثلَ هذه الصورة، فكيف يُعقل أن يستمر الشعر والأظافر في النمو بعد الموت! السبب وراء هذا الاعتقاد الخاطئ أو هذه الخرافة، إذا صحَّ التعبير، أنه قد يُخيل ظاهرياً بأن الشعر والأظافر ازدادا في الطول بعد الموت؛ فعندما يبدأ الجسم البشري في التحلل، وينكمش الجلد؛ يظهر ما كان يُخفيه من أجزاء الشعر والأظافر؛ فيبدو كلاهما كأنهما استمرا في النمو.
علمياً، يحتاج نمو الشعر والأظافر إلى سُكر الجلوكوز، اللازم لإنتاج الطاقة للجسم؛ فالذين يعانون من مشكلات في الشعر، مثل سقوط الشعر، أوعدم نموه، يلجؤون إلى الأطعمة الغنيّة بالبيوتين أو المكملات الغذائية، فالبيوتين يلعب دوراً هاماً في عملية أيض سكر الجلوكوز في الجسم.
وبالطبع تتوقف هذه العملية بعد الموت، لذلك لا تعود خلايا الجلد والشعر والأظافر لإنتاج خلايا جديدة.

– التّعرُّق هو عملية التخلص من السموم الموجودة في الجسم: عند سؤال طالب في الصف الرابع الابتدائي مثلاً، ما التعرُّق؟ سيُجيب دون تفكير في عملية يتم من خلالها التخلُّص من الأملاح الزائدة والسموم الموجودة في الجسم، يعتقد أيضاً ذلك العديدُ من الناس، وخاصة ممارسي الرياضة. كذلك هناك نوع من اليوغَا يعتمد على تسخين الجسم؛ لتحفيز عملية التعرُّق، لطرد السموم من الجسم.
لكن في الحقيقة ما لا يقوم به العرق هو التخلص من السموم؛ فالتعرُّق هو عملية ضروريّة لتبريد الجسم، فعندما ترتفع درجة حرارة الجسم، تُفرز الغدد العرقية العرق، بعد تحفيز الجهاز العصبي لها، كذلك ليست الغدد العرقية في جسم الإنسان على اتصال بأي نظام آخر بالجسم، فليست على اتصال مثلاً بالكبد أو الكلى أو الرئتين، لتساعدهم في عملية التخلص من السموم.
لذلك يحتوي العرق على نسبة 99% من المياه، بالإضافة إلى كميات ضئيلة من الملح والشوائب الأخرى، مثل الكربوهيدرات والبروتين واليوريا، لكنه لا يحتوي على السموم.

– العين هي العضو الذي لا ينمو في جسم الإنسان: لو تأملت صورة فوتوغرافية لك منذ الصغر، قد تعتقد أن العين هي العضو الذي لم ينمُ منذ ولادتك، فقد ازداد طول قامتك، وتغيَّر شكل أنفك مثلاً، لكنك قد لا تلاحظ تغيراً على حجم العين؛ وذلك لأنها تكبر بمعدل بسيط يتناسب مع حجم الوجه.
فعند الولادة يكون اتساع مقلة العين حوالي 16 ملـم، لكنها تتسع ويكبر حجمها في العرض لتصل إلى حوالي 23 ملم، قبل ثلاث سنوات من البلوغ، وعند البلوغ يصبح اتساع كل عين ما يقرب من 24 ملم، أي تنمو بحوالي ثلث الحجم خلال عمر الإنسان. وبما أنَّ العين ليست العضو الذي يحافظ على حجمه منذ الولادة، فما العضوُ؟
إنها السلسلة العظمية التي تقع في الأذن الوسطى في جسم الإنسان، وفي جميع أنواع الثدييات، وهي المسؤولة عن نقل الاهتزازات من طبلة الأذن؛ لتعمل على تضخيمها، ثم تنقلها عبر السائل إلى الأذن الداخلية.
وتتكون السلسلة من ثلاث عظيمات، عظمة السندان، وعظمة الركابي، وعظمة المطرقة، وهي عظيمات متناهية الصغر، أصغر من حبة أرز، ويبلغ طول كل منهما تقريبا 2.8 ملم، هذه العظيمات هي العضو الوحيد الذي يُحافظ على حجمه منذ الولادة.

– المخ يتعامل مع الإشارات التي تأتي من الحواس الخمس فقط: يسود بيننا اعتقاد خاطئ بأن للإنسان خمس حواس، وأنَّ المخ يستقبل الإشارات التي تأتي من تلك الحواس الخمس فقط، هذه من المعلومات المغلوطة التي تسللت إلى أذهاننا وأصبحت من الأمور البديهية المعرفية المسلَّم بها. دعونا نفكر في الأمر قليلاً. لنبدأ بتعريف الحاسة البشرية.
الحاسة البشرية هي وسيلة الإدراك لدى الكائنات الحيَّة، فهناك خلايا قادرة على استقبال المحفزات، وخلايا عصبية تنقل معلومات بشأن جسد الإنسان، وكذلك العالم المحيط به، وخلايا المخ التي تترجم تلك المعلومات إلى إحساس.

أي أن استجابة جسم الإنسان لأي عوامل داخلية أو خارجية يُعتبر حاسة. من هنا يمكننا القول إن هناك حواس لا حصر لها يملكها الإنسان، مثلاً يعتبر إحساس الإنسان بالجوع والعطش حاسة، ويعتبر شعوره بالأوجاع، التي تصيب أعضاءه الداخلية، حاسة، وإدراكه أيضاً لمستوى ضغط الدم والحموضة، أو إدراك الإنسان لوضعه في الفضاء، إلى جانب مستقبلات الحس المنتشرة على جلد الإنسان؛ لإدراك المستويات المختلفة للحرارة والضغط، وجميعها حواس ثانوية يستقبل المخ إشاراتها ويعالجها. فالدماغ البشري يملك طرقاً مختلفة لإدراك العالم من حوله؛ لذلك من الخطأ تحديد عدد الحواس بخمس فقط.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق