الولايات المتحدة الامريكية تُعلن عن أهم المحاور الاساسية لإستراتيجيتها الجديدة في سوريا
أعلنت حكومة دونالد ترامب بأنها في المراحل النهائية من مراجعة ووضع اللمسات الاخيرة لإستراتيجيتها الجديدة المرتبطة بدولة سوريا وبالأزمة الداخلية للسنوات الست الماضية لهذا البلد. إن هذه الاستراتيجية الجديدة تختلف إختلافاً كلياً عن إستراتيجية الشرق الاوسط لحكومة باراك أوباما وطبقاً لتقرير البيت الابيض الامريكي فإن عدداً كثيراً من الركائز والمحاور الاساسية لهذه الاستراتيجية الجديدة تختلف عن المحاور السابقة للسنوات الخمس الماضية.
إن النقطة المهمة في الاستراتيجية والسياسة الجديدة للبيت الابيض حول سوريا هي التركيز على هزيمة تنظيم داعش الارهابي وليس تغيير النظام السياسي في سوريا. في الوقت الحاضر أعلنت وزارة الخارجية الامريكية والبيت الابيض بأن مصير الرئيس بشار الاسد هو في يد الشعب السوري، على الرغم من أن حكومة باراك أوباما السابقة كانت قد أكدت في وقت سابق بأن الحل النهائي للأزمة السورية هو في تغيير النظام والحكومة في سوريا.
كما أن شون سبايسر المتحدث باسم البيت الابيض كان قد صرح في وقت سابق بأنه قد وُضعت سياسة جديدة تقوم على أسس “الحقائق والوقائع السياسية” في سوريا. كما أنه صرح قائلا بأن حكومة الولايات المتحدة السابقة قد فقدت الكثير من الفرص السياسية لحل أزمة الرئيس بشار الاسد. وفي نفس السياق علق سباسير على بيان السفير الامريكي لدى الأمم المتحدة نيكي هالي ووزير الشؤون الخارجية ريكس تيلرسون، حيث صرح بأن هذا البيان يعكس الحقائق السياسية العامة في سوريا.
وخلال تصريح سباسير بأن الولايات المتحدة يجب أن تركز على هزيمة والنيل من تنظيم داعش الارهابي، أضاف قائلاً: بأن الولايات المتحدة لها أولويات كبيرة ومهمة في العراق وسوريا وأن التغلب على تنظيم داعش الارهابي يأتي في رأس هذه الاولويات.
وقال في وقت سابق بأن ريكس تيلرسون خلال زيارته لتركيا صرح بأن المصير الحالي والمستقبلي للرئيس بشار الاسد سوف يقرره الشعب السوري. كما أن نكي هالي صرح في الآونة الاخيرة بأن المحاولة للإطاحة بالرئيس بشار الاسد وعزله جانباً لم يعد من أولويات الادارة الامريكية في سوريا.
كما أنه في مجلس الامم المتحدة صرح بأن اولوياتنا في الوقت الحاضر هي معرفة كيف سوف تسير الاوضاع في سوريا ومع من يجب أن نتعاون بشكل عملي حتى نستطيع أن نحسن الاوضاع المعيشية للشعب السوري. كما أنه في وقت سابق صرحت الادارتان العليا في حكومة ترامب بوضوح بأن الحكومة الجديدة في الولايات المتحدة لا تتطلع في الوقت الحاضر إلى التركيز على وضع الرئيس السوري بشار الاسد او على القضايا المتعلقة برئاسة الجمهورية.
وهذا في الوقت الذي لا تزال الامور غير واضحة تماماً حول كيف سوف تتعامل حكومة ترامب مع موضوع تواجد إيران وروسيا في سوريا وكذلك ما زالت التفاصيل مخفية وغير مُعلنة حتى الان حول اوضاع المجموعة الارهابية لجبهة فتح الشام “والتي تعتبر أحد فروع تنظيم القاعدة والتي تحارب الحكومة السورية والقوات المسلحة في مناطق مختلفة في سوريا”.
وفي وقت سابق قامت هذه المجموعة الارهابية بالاندماج مع ثلاث مجموعات ارهابية اخرى وشكلوا جبهة جديدة تحت اسم مجموعة تحرير الشام. وفي الوقت نفسه، قامت بالامس بعض وسائل الاعلام العربية بالإدعاء بأن الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس مايزال متواجداً في المنطقة الشمالية للإشراف على سير العمليات العسكرية ضد هذه المجموعة الارهابية.
إن موضوع التواجد الايراني في سوريا “والتي قامت السياسة الجديدة للبيت الابيض بالتزام الصمت حيال هذا الامر وليس من المعروف بشكل دقيق ما هي سياسة والخطط الجديدة لحكومة ترامب حول هذا الموضوع” يُعد من أكبر مخاوف الکيان الاسرائيلي والذي اقلق مضاجعهم بشكل كبير، حيث اعربت سلطات الکيان الاسرائيلي لعدة مرات حول قلقها إزاء تواجد ايران وحزب الله في سوريا وحول المعارك الدائرة ضد تنظيم داعش الارهابي والقاعدة.
حيث أن الرئيس الامريكي دونالد ترامب قام في السابع من مارس بإثارة هذا الموضوع خلال اتصاله هاتفياً برئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو. وطبقا للتقارير التي جاءت حول هذا الاتصال الهاتفي فإنه من الواضح بأن كلى الجانبين قاما بمباحثات طويلة حول التواجد الايراني وخلال هذا الاتصال تم التأكيد على ضرورة التعامل مع التهديدات الايرانية في المنطقة.
ونظراً لأن الرئيس الامريكي دونالد ترامب لايميل إلى استخدام القوة العسكرية في سوريا والعراق، فإنه قرر أن يلتزم الصمت في الوقت الحالي حول تواجد ايران في سوريا وأن لا يُعلن او يصرح بأي سياسة حول هذا الامر في المحاور الاساسية للإستراتيجية الامريكية في المنطقة حتى تتضح الحالة العملية اكثر في المستقبل او كما جاءت على لسان سبايسر بإسم “الحقائق والوقائع السياسية”.
المصدر / الوقت