التحديث الاخير بتاريخ|الأربعاء, ديسمبر 25, 2024

دراسة حديثة: الأذكياء هم الأكثر كسلاً ويقضون معظم أوقاتهم في النوم 

اعتبرت دراسة علمية حديثة أن الاشخاص الأذكياء هم الأكثر كسلاً ويقضون معظم أوقاتهم في النوم، وذلك وفقا لاسباب علمية دقيقة أوضحها المختصون كما في التقرير العلمي الآتي:

“العقل السليم في الجسم السليم”، حكمة لطالما رددناها لنثبت الارتباط بين القدرات العقلية والنشاط الجسدي؛ لكن تعد الأبحاث المتعلقة بهذا الترابط هذه الحكمة ليست دقيقةً كفاية!

كيف تُقاس القدرات العقلية؟

يُعد قياس القدرات العقلية، أو الذكاء، هاجساً لدى كثيرين، خصوصاً الأهالي، الذين يبذلون جهوداً كثيرة في العمل على زيادة ذكاء أبنائهم وتزويدهم بالأغذية اللازمة؛ لتأمين نمو سليم ومتوازن.

ربما السبب الأول لهذا الهاجس هو أن قياس الذكاء وضمان مستواه أمر صعب جداً؛ لأن الذكاء غير ملموس ولا يوجد حيز فيزيائي له، فلابد لقياسه أن يخضع لتجربة وتطبيق!

إن اختبار الذكاء، أو ما يُعرَف بالـIQ :Intelligent Quotient، يقوم على مجموعة من الأسئلة تكشف قدرة الربط والاستنتاج والتفكير السليم والبديهيات الرياضية واللغوية ودرجة المنطق والذكاء البصري.

يختلف عدد الأسئلة بين نموذج وآخر، وتُعد نتيجة (90-100) -خلال مدة لا تتجاوز 45 دقيقة- مقدار الذكاء الطبيعي عند الناس، بينما النتيجة التي تكون أعلى من 100 فهي تعبّر عن ذكاء خارق أو بعض العبقرية.

وكيف يقاس النشاط الجسدي؟

النشاط الجسدي هو قيمة فيزيائية تقاس وتخضع لقوانين، مثل أي قيمة فيزيائية أخرى، على سبيل المثال قياس السرعة والتواتر والاستطاعة وغيرها.

تُعرَف وحدة قياس النشاط الجسدي بالــ”MET”، وهي تمثل علاقات بين استهلاك الأوكسجين وتأثير النشاط الجسدي في عمليات الأيض، وتُعد نتيجة (3000-4000 MET) معبرة عن نشاط جسدي بوتيرة تحفظ الجسم من المخاطر الصحية! بينما يحتاج الأمر لنتيجة 8000 أو تفوق ذلك، لاعتبار أن الشخص يقوم بنشاط جسدي عال.

مع العلم أن نتيجة 3000 يمكن حصدها بنشاط يومي، مثل صعود الدرج، والركض وركوب الدراجة، وربما أداء بعض الأعمال المنزلية.

وكيف يرتبطان؟

إذا ما اعتبرنا الذكاء (القدرات العقلية العالية) أمراً إيجابياً، والقدرات العقلية العادية أو ما دونها أمراً سلبياً، واعتبرنا في الجهة الأخرى النشاط الجسدي الفعّال إيجابياً، والنشاط الجسدي المنخفض سلبياً؛ يصحّ حينها ترابط نظرية الإيجابي والسلبي، ويُشرح هذا الرابط بنظريتين أساسيتين تؤديان إلى النتيجة نفسها.

أوّلاهما، أن الأشخاص الأذكياء أو أصحاب القدرات العقلية العالية ينصرفون في معظم وقتهم إلى البحث والقراءة وممارسة النشاط العقلي؛ ما يُبقي وقتاً قليلاً لممارساتٍ أخرى يجدر بها أن تكون نشاطاً جسدياً، لكن تخبرنا الدراسات أنهم يقضونها في النوم!

ولنفكر قليلاً، ما المصطلح الأفضل لوصف شخص يتركز يومه في الجلوس وراء الطاولة والنوم؟ نعم، إنه الكسل!

بالإضافة إلى أن ذلك قد يترافق مع حس من البرودة والهدوء، ربما يعود إلى ثقتهم في قدرتهم على الحل؛ فلا يصرفون جهداً في التوتر والاستعجال. وينطوي ضمن هذا البند تعدد المهام الفكرية؛ فهم يستخدمون قدراتهم بالاستنتاج السريع في تكثيف المهام الفكرية التي يتولونها، ما يسبب تسليمهم الحلول، إذا كانوا مكلفين بإيجادها، في فترة متأخرة لأنهم يعملون عليها في وقت متأخر.

أما ثانيتهما، فتنطلق نحو منحى علمي آخر، وهو أن الدم حين يتم ضخه من القلب يتوزع بشكل متوازن بين أجهزة الجسم لدى الشخص المتوازن؛ في حين أنه يتوجه بشكل أكبر نحو العضلات في وقت ممارسة الرياضة، وعند الشخص الرياضي بشكل عام، أو لنقل أن الشخص الذي لديه نشاط جسدي مرتفع. وعلى ذلك، فإن الدم ينصرف نحو الدماغ وعمل المخ عند الأشخاص ذوي القدرات الفكرية العالية، التي كلما ارتفعت نَقُصَت قدرة الجسم على تأمين الطاقة اللازمة للنشاط البدني.

ومع أن السكريات البسيطة تفيد في النشاط العقلي والجسدي على حد سواء؛ لأنها مصدر أساسي للطاقة سريع الفعالية، إلا أن الأمر يختلف بالنسبة لمركبات الغذاء الأخرى، فالمكسرات تُعتَبَر مخزناً دسماً لا يُنصَح به لرياضيي المسافات السريعة، لكنه يحمل لقب الغذاء الأفضل للمفكرين، ويعتمد عليه الأهالي كثيراً في خلق اطمئنان في داخلهم بأن أطفالهم سيكونون ذوي قدرات عقلية عالية!

وهل هناك أمل بإيجاد توازن بينهما؟

لا يمكن للإنسان حصد المجد من جميع أطرافه حرفياً، فأسلوب الحياة اليومي محكوم بوارد معين من الطاقة ومنتوج لابد منه؛ ما يجعل من الصعب جداً ممارسة نشاط عقلي مرتفع ونشاط جسدي مرتفع في وقت واحد، أو خلال فترة ليست كافية! لذلك يقترح مدربو إدارة الوقت Time Management توزيع الساعات اليومية، بشكل يضمن منح العقل حقه والجسد حقه، وتكريس مفهوم الأمر المستعجل وغير المستعجل ليخدم ذلك.

ففي فترات الامتحانات المدرسية أو الجامعية، لابد من منح التفكير كل المجال لممارسة مريحة عالية المستوى، فيُعد صرف المجهود العقلي هنا أمراً مستعجلاً، ولا يحتمل النقاش أو المقاضاة مع النشاط الجسدي.

ويبدو واضحاً أن عالمنا يتجه لحل هذه المعضلة بقبول حالة من النشاط العقلي العادي أو المتوسط والنشاط الجسدي المتوسط عند غالبية الناس، وترك التميز والعبقرية المترافقة مع نشاط جسدي منخفض لثلة من العلماء والمفكرين، وترك التميز في النشاط الجسدي المترافق مع نشاط عقلي عادي لمجموعات الرياضيين المحترفين.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق