محلل سوري: منطق اتهام دمشق بالكيماوي هو منطق الخاسر على الأرض
سوريا ـ سياسة ـ الرأي ـ
رأى المحلل السياسي السوري منيف حميدوش أن نغمة الكيميائي في سوريا عادت إلى الواجهة من جديد في زحمة الإنتصارات التي حققها الجيش السوري وحلفاءه مؤخرا، بالتزامن مع تقهقر المجموعات الإرهابية على كافة الجبهات وخاصة جبهتي الغوطة الشرقية وريف حماه.
حميدوش أكد هذه الانتصارات المتوالية حققت المزيد من نقاط القوة للدولة والجيش السوري والحلفاء على الأرض ومنها:
أولاً الإعلان التركي الراعي الأول للحرب على سوريا عن عملية درع الفرات بتحقيق أهدافها على الأراضي السورية (حسب زعم الناطق باسم أردوغان)، وهذا غير صحيح على الإطلاق.
ثانياً الإنهيار الميداني والسياسي لحلف العدوان سواءً في الميدان من خلال جيوشهم المجهزة بكافة أنواع الأسلحة وعصاباتهم على الأرض ، أو سواء في محادثات جنيف، حيث الإنهيار السياسي الذي شكل حافزاً قوياً للوفد السوري الحكومي بأن يشن هجوماً مضاداً يوازي هجوم الجيش السوري على الأرض.
ثالثاً الإعلان عن انهيار سد الفرات وحدوث كارثة بشرية ماهي إلا خطة أمريكية صهونية تركية خليجية لزعزعة الاستقرار الديمغرافي في المنطقة الشرقية، من خلال تهجير العرب بالتهويل والرعب إلى مناطق أخرى للمساعدة على قيام الفيدرالية الكردية لتكون شوكة في خاصرة الجمهورية العربية السورية أولاً والدول المجاورة ثانياً، وتكون بداية لعرقنة سوريا كي تأخذ طابع الفيدرالية.
رابعاً الواقع المرير الذي خلقه تواجد المسلحين في إدلب باختلاف ارتباطاتهم، وعقائدهم وتنوع مصالحهم، وتضارب أفكارهم، وهو ما خلق جواً من الارتباك والاقتتال والتنافر بين المجموعات الإرهابية، وبالتالي حصر هؤلاء في منطقة محددة من السهل الوصول إليها عندما يحين الوقت المناسب.
وأضاف حميدوش: “بناءاً على ماسبق، وجدت تركيا وجبهة النصرة نفسها في موقف حرج تجاه ما يجري، فكانت مسرحية الكيماوي في خان شيخون هو الإخراج الأسواء، علَه ينقذ بعضاً من ماء الوجه، فالتحضيرات التي سبقت القصف بالكيماوي سواء أكانت إعلامية أوصحفية وعملاتيه ولوجستية وحتى في العديد من المنابر الدولية ومنها مجلس الأمن وتصريح دي مستورا المسبق الصنع إلى الإعلان البريطاني والفرنسي، كلها قوالب جاهزة ولعبة مكشوفة للرأي العام المطلوب منها الضغط على الجيش السوري والحلفاء لإيقاف الزحف الذي بدأؤه، وإحداث خرق في الميدان وهذا ما شكل هاجساً للمجموعات الإرهابية المسلحة وللدول الداعمة التي بدأت تفقد سيطرتها على مراكز القوة في الساحتين الميدانية والسياسية، إضافة للضغط على روسيا وإيران لتليين موقفهما من الحرب على سوريا ومن شخص الرئيس الأسد”.
وقال حميدوش أن سيناريو الكيماوي لم ولن ينجح، خاصة بعد تسليم سوريا للأسلحة الكيماوية الموجودة عندها، وتقارير الأمانة العامة للأمم المتحدة والمفتشين الدوليين بخلو سوريا من هذا النوع من الأسلحة وهذا ماجاء في مقابلة الرئيس بشار الأسد لإحدى الصحف الغربية، وكذلك في المؤتمر الصحفي لوزير الخارجية السوري، مبيناً أن منطق اتهام دمشق بالكيماوي هو منطق الخاسر على الأرض.انتهى