ما هي أسباب تفجر الأوضاع الأمنية في مخيم عين الحلوة؟
لليوم الرابع على التوالي تتواصل الاشتباكات العنيفة في مخيم عين الحلوة بمدينة صيدا اللبنانية بين القوة الفلسطينية المشتركة وحركة “فتح” من جهة، والعناصر السلفية بقيادة الارهابي بلال بدر من جهة ثانية.
المربع الأمني يفجر الأوضاع في مخيم عين الحلوة
وبحسب المصادر الفلسطينية، فأن أصل الخلاف يعود الى قيام الارهابي بلال بدر وجماعته السلفية بتشكيل مربع أمني في المخيم، وعندما أرادت القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة الدخول الى المخيم، طالب بدر من تلك القوّة بدفع خوّة قدرها ٣٠ ألف دولار كدفعة أولى، ثم مبلغ عشرة آلاف دولار شهرياً للسماح للقوة الأمنية بالانتشار في حيّه (المربع الأمني)، ولمّا رفض الضابط المسؤول عن القوة الأمنية عرضه، ردّ الارهابيون بإطلاق النار عليها لطردها من حي الطيري.
وتأتي هذه الاشتباكات بعد نحو ستة أسابيع من اندلاع مواجهات مماثلة، انتهت باتفاق القوى الفلسطينية الرئيسية على تشكيل قوة أمنية تتولى الإشراف على الوضع الأمني داخل المخيم.
هذا وتتجه الأمور نحو حسم عسكري مع الجماعات الأصولية في المخيم، وإنهاء حالة التسيب والفلتان، إذ أعلن أمين سر حركة فتح في لبنان، رفعت شناعة، أن مجموعة بلال بدر تواجه القرار الفلسطيني الموحد، وأكد بما يشبه لهجة إنذار للمجموعات المتطرفة الأخرى أن هذا المجموعة ومثيلاتها لا تملك خياراً إلا تسليم نفسها للأمن الفلسطيني، معتبرا أن هكذا مجموعات منفلته من عقالها تهدد الأمن الاجتماعي لمخيم عين الحلوة.
اضرار كبيرة في المخيم
وحتى ساعات المساء من يوم الاثنين استمرت أصوات القذائف الصاروخية تسمع بين الحين والآخر، في اجواءالمخيم ومدينة صيدا، جراء الاشتباكات، حيث سقطت أربعة منها في محيط المخيم، ملحقة اضرارا في احد المنازل ومحال صناعية، و أفادت “الوكالة الوطنية للإعلام” أن حريقاً كبيراً شب قبيل العاشرة من صباح اليوم في 4 محلات تجارية داخل مخيم عين الحلوة في سوق الخضار الشارع الفوقاني، وامتدت النيران الى عدد من المحلات المجاورة، فيما أكدت مصادر ميدانية أن عدد القتلى حتى الان وصل الى 8 أشخاص، واكثر من اربعين جريحا .
من هو بلال بدر؟
و بلال بدر شاب فلسطيني في الثلاثين من العمر، كان ينتمي الى حزب فلسطيني يساري قبل أن يصبح إسلاميا إثر دراسة على يد بعض المشايخ في المخيم، تدرّب على تصنيع المتفجرات وبدأ يدربها لأنصاره الذي حرضهم على كوادر فتح، واتخذ بلال بدر من حي الطيري مقرا له فضلا عن مقر ثان في الشارع الفوقاني حيث نفوذ الإسلاميين، بدأ نشاطه عام 2011 قبل أن يتأثر بأجواء الجماعات التكفيرية لاسيما القاعدة وتنظيم داعش.
وتتهم مجموعة الارهابي بدر والتي تضم بين خمسين الى ستين مسلحا متشددا وراء إغتيال عدد من اعضاء حركة فتح وفلسطينيين إتهمتهم بالتعاون مع الإستخبارات اللبنانية.
قرار فلسطيني بانهاء ظاهرة بلال بدر
من جانبه أكد عضو المكتب السياسي لـ “جبهة التحرير الفلسطينية” صلاح اليوسف ان “القوة المشتركة تسيطر سيطرة كاملة على المخيم، وهناك تقدم ملحوظ لقواتها باتجاه حي الطيرة، حيث معقل بلال بدر، وانه بحال لم يسلم بلال بدر نفسه، فليس امام القيادة السياسية الفلسطينية الموحدة سوى خيار الحسم العسكري، ونحن ندرس طبيعة الحسم، لان المناطق متداخلة في المخيم، حرصا على اهلنا وشعبنا في عين الحلوة”.
أما قائد الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي أبو عرب، فأكد ان لا تفاوض مع بلال بدر ولا حل إلا بتسليم نفسه وإلا فإن المعركة مستمرة، بدوره أكد نائب قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني لحركة “فتح” اللواء منير المقدح أن الحسم العسكري هو الحل الوحيد وتصعيد عسكري جديد خلال ساعات لإنهاء هذا الوضع.
موقف الجيش اللبناني
الجيش اللبناني لم يتدخل في المعارك الدائرة بقلب المخيم، واكتفى بانتشار كثيف في داخل مدينة صيدا، وسير دوريات لها في ساحات وشوارع المدينة، الى جانب الاستمرار الى تعزيز الإجراءات المتخذة للجيش على مداخل المخيم وفي محيطه، فيما أبقي على طريق “الحسبة” مقفلة بالاتجاهين، بسبب الرصاص الطائش، وتم تحويل السير الى الطريق البحرية.
كذلك استمر اقفال المدارس الرسمية والخاصة في صيدا، كما أعلن رئيس الجامعة اللبنانية فؤاد أيوب إقفال كل فروع الجامعة في صيدا الاثنين بسبب الوضع الأمني الراهن.
المصدر / الوقت