الاندبندنت: حان الوقت لإنهاء الحروب التي بدأتها أمریکا منذ 2001 بدلاً من القصف بالقنابل
قالت صحيفة الاندبندنت البريطانية اليوم السبت على لسان الكاتب “باتريك كوكبورن”: إنه حان الأوان كي تفكر أمريكا بشكل جلي في كيفية إنهاء الحروب التي شنتها في الآونة الأخيرة، على اليمن والعراق وسوريا وأفغانستان.
وقال الكاتب: رحبت مؤسسات السياسة الخارجية ومؤيديها في وسائل الإعلام بضربة الرئيس ترامب الصاروخية في سوريا وإسقاط أكبر قنبلة غير نووية في العالم في أفغانستان وإيفاد فرقة عمل بحرية باتجاه كوريا الشمالية، لكن هذه الطفرة خلال الأسبوع الماضي لها علاقة بالسياسة الأمريكية المحلية وليس كأي تطور جديد أساسي في بقية العالم، فقد كان ترامب بحاجة لنزع فتيل الاتهام بأنه قريب جداً من الرئيس بوتين ومتسامح جداً مع حليف روسيا الرئيس بشار الأسد، فكان اللجوء إلى العمل العسكري متوافقاً إلى حد كبير مع البنتاغون وهذا يعني أن السياسة الداخلية، وليس الخارجية لم تعد تسهم في صناعة القرار الحقيقي.
واستطرد الكاتب بالقول: أياً كانت دوافع ترامب الدقيقة، فإن ولعه المفاجئ باستخدام القوة المسلحة يظهر أن ما انتقده الرئيس أوباما عليه بأنه يقوم بـ “مسرحية واشنطن” يعود إلى العمل كدليل للسياسة الخارجية الأمريكية، فحينها قال أوباما في مقابلة مع “جيفري غولدبرغ” من مجلة “أتلانتيك مونثلي” في العام الماضي: “إن دليل اللعب السياسي يخرج من مؤسسة السياسة الخارجية”، والمقصود هنا بدليل اللعب الردود على الأحداث مختلفة، هذه الردود التي تميل إلى أن تكون ردوداً عسكرية.
وأضافت الصحيفة: إن هجوم الغاز السام على خان شيخون الذي أسفر عن مقتل 87 شخصاً لم يكن هو السبب لإطلاق الولايات المتحدة 59 صاروخاً على قاعدة جوية سورية، ولكن السبب، هو تغير الوجه في سياسة ترامب الخارجية، وتحدي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا للعلاقات مع روسيا وسوريا والصين والاتحاد الأوروبي.
وتابع الكاتب: وفي سوريا، على سبيل المثال، المشكلة الرئيسية بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها منذ فترة طويلة، على الرغم من أنها ترغب كثيراً في التخلص من الأسد، هي أن البديل الوحيد هو الفوضى أو تمكين تنظيم “داعش” من السيطرة على البلاد، فقد كانت سياسة كلينتون، هي التظاهر بأن هناك بالفعل “قوة ثالثة”، أو قوة يمكن إنشاؤها، في سوريا من شأنها أن تحارب كلاً من داعش والرئيس بشار الأسد لتحل محلهما في نهاية المطاف، وهذا هو نوع من الخيال الذي هو عملة مشتركة في كثير من الأحيان بين مراكز التفكير والخبراء المتفانين.
وتابع الكاتب: كان ملخص ترامب لما حدث في سوريا خلال الحملة الرئاسية أكثر واقعية بكثير، حيث قال إن موقفه هو “أنتم تقاتلون سوريا، وسوريا تحارب داعش، إذاً يجب عليك في البداية التخلص من تنظيم “داعش” فروسيا الآن تتفق تماماً مع سوريا، والآن لديك إيران، التي أصبحت قوية والآن نحن ندعم المتمردين ضد سوريا، وليس لدينا أي فكرة من هم هؤلاء الناس “.
وأضاف الكاتب: وبالرغم من تصريحات ترامب تم تجاهل حقيقة أن الخيارات العسكرية التي يفضلها صاحب “مسرحية واشنطن” أي ترامب والتي جاء بها أوباما لم تنتج سوى الكوراث في حقبة ما بعد أحداث 11 أيلول الدامية ومن المرجح أن تفعل ذلك مرة أخرى، أي إن كل ما دعت إليه مؤسسة واشنطن للسياسة الخارجية منذ بداية الحرب في أفغانستان عام 2001 والعراق في عام 2003 وليبيا وسوريا في عام 2011 واليمن في عام 2015 أدت إلى تفاقم الصراعات، فيجب ملاحظة أن أياً من هذه الحروب لم تنتهِ أو تقترب من النهاية.
وقال الكاتب: إن تحليل نقاط الضعف في مؤسسة السياسة الخارجية الأمريكية وسياساتها مليئة برؤى ذات صلة بالسياسة التقليدية التي يبدو أن دونالد ترامب قد بدأها على ما يبدو فمنذ عهد الرئيس أوباما تم التساؤل، في كثير من الأحيان، عن الدور الذي يلعبه حلفاء أمريكا العرب السنة في إثارة الإرهاب المناهض للإرهاب الأمريكي، ومن الواضح أن الشعور بالقلق لأن سياسة السياسة الخارجية تنجبر على التعامل مع السعودية كحليف.”
واختتم الكاتب: من الجدير بالملاحظة أن أياً من مؤسسات السياسة الخارجية لا تشعر بأنها ارتكبت أي خطأ في الشرق الأوسط منذ 11 أيلول / سبتمبر، فقد كانت سياسة ترامب الخارجية دائماً خليطاً متناقضاً من الشوفينية والانعزالية، وكما يتضح من الأعمال الأمريكية في سوريا وأفغانستان وكوريا الشمالية خلال الأسبوع الماضي أن الموقف يتجه نحو التصادم مع روسيا.
المصدر : الوقت