سوريا في ذكرى الجلاء.. صمود ومواجهة حتى النصر
في وقت يواجه الجيش السوري معركة تقرير المصير في وجه قوى الإرهاب والتكفير على امتداد الخارطة السورية، تمر ذكرى الاستقلال أو عيد الجلاء كما يحلو للسوريين تسميته نسبتا لانتهاء الانتداب وجلاء آخر جندي فرنسي عن أراضيهم في يوم 17 نيسان أبريل 1946 من القرن الماضي. وما أشبه اليوم بالأمس فبالأمس كان الانتداب الفرنسي مستعمرا للأراضي السورية وناهبا خيراتها هو وحلفاؤه من البريطانيين والأمريكيين، واليومم أيضا هذه الدول الاستعمارية نفسها ولكن هذه المرة عبر أدوات الشر التي صنعتها تعيث في بلاد الشام فسادا وتدميرا ونهبا لمقدرات أمة ضاربة في التاريخ.
وفي المناسبة أرسل الزعيم الكوري الشمالي “كيم جونغ أون” رسالة إلى الرئيس بشار الأسد هنأه فيها بذكرى الاستقلال عن فرنسا وطرد آخر جندي من سوريا، كما أعرب عن دعمه وتضامنه مع الحكومة والشعب السوري لتحقيق العدالة التي يتمسك بها. واستغل رسالته ليندد بالعدوان الأمريكي الأخير على سوريا من خلال القصف الصاروخي الذي طاول مطار الشعيرات العسكري. متهما أمريكا بالقيام بغزو متهور على سوريا.
وفي الذكرى أيضا أرسل الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، رسالة تهنئة إلى الرئيس الأسد يهنئه فيها ويأمل أن تفضي جولات الحوار الداخلي السوري إلى انفراج البلاد والعودة إلى استقرارها، وقال بوتفليقة في معرض رسالته “أغتنم هذه المناسبة لأعرب لكم عن ارتياحنا لمستوى العلاقات الثنائية التي تربط بين بلدينا الشقيقين وعن متابعتنا باهتمام لتطورات الأزمة التي يعيشها بلدكم العزيز”.
ومن الجدير ذكره هنا أن الجزائر واحدة من الدول العربية القليلة التي حافظت على علاقتها مع النظام السوري، واحتفظت بالتمثيل الدبلوماسي طيلة الأزمة كما أنها تحفظت على قرارات جامعة الدول العربية التي وصلت إلى حد إخراج سوريا منها.
هذا وقد أقيمت الاحتفالات بالمناسبة على كافة الأراضي السورية، وتم افتتاح الكثير من المشاريع التنموية والحياتية التي تهم الشعب السوري، وكان الخطاب مشتركا بين الخطباء مؤكدا على الإصرار على مواجهة مشروع تفكيك وتفتيت سوريا مهما كثرت التضحيات في هذا السبيل.
بدوره قام وزير الدفاع العماد فهد جاسم الفريج وبتوجيه من الرئيس السوري بشار الأسد بزيارة تفقدية لعدد من الوحدات المقاتلة في مدينة درعا وريفها، هنأ خلالها العسكريين بالمناسبة ونقل لهم تحيات وحب الرئيس الأسد واعتزازه بصمودهم الأسطوري.
هذا وتخللت الزيارة عروضا وتدريبات عسكرية، كما قام قادة المناطق العسكرية المختلفة بتجديد العهد مع الشهداء على مواصلة نهجهم حتى النصر النهائي.
ختاما تمر الذكرى الحادية والسبعين لجلاء المستعمر الفرنسي، وقد مضى من عمر الأزمة السورية ما يقارب السبع سنوات، سبع أثبت خلالها السوريون أنهم شعب عنيد ومصمم على صون استقلاله والحفاظ على وحدة سوريا، وهنا من الجميل نقل ما عبر عنه رئيس رابطة المحاربين القدماء بدمشق اللواء محمد الشمالي الذي أكد أن سوريا مستمرة لتحقيق الجلاء الثالث (بعد الجلاء العثماني وثم الفرنسي) بقيادة الرئيس بشار الأسد لطرد الغزاة الهمجيين الوهابيين الإرهابيين الذين أرسلتهم أنظمة السعودية وقطر وتركيا إلى سوريا بدعم وغطاء من دول الاستعمار القديم.
المصدر / الوقت