إحباط وإفشال أكبر تهديد للعاصمة السورية دمشق؟!
قام الجيش السوري مدعوما بالقوات الرديفة بترتيب عملية عسكرية استراتيجية قبل شهرين تقريبا، تهدف إلى طرد المسلحين من حي القابون في الضواحي الشرقية لدمشق.
وكان من الملاحظ أن هذه العمليات اتخذت أسلوب مشابه جدا من حيث التكتيك والتنفيذ لعملية تحرير داريا وطرد المسلحين منها، وعمل الجيش في حي القابون على فصل حيي تشرين وبرزة عن بعضيهما وتدمير نفق الامدادت الممتد من هناك إلى جميع أحياء الغوطة الشرقية.
بدء العمليات
ومع شروع العملية العسكرية في حي القابون استطاع الجيش السوري تحرير مزارع القابون مما أتاح له سهولة أكبر في فصل حي القابون عن حي برزة، وهنا شعرت المجموعات الإرهابية المحاصرة في الغوطة الشرقية بخطر كبير يحيط بها من كل الجوانب.
وبينما كان الجيش السوري يتقدم في حي القابون حاولت هذه المجموعات الارهابية فك الحصار عن هذين الحيين بعملية عسكرية بدأتها بعمليات انتحارية انطلاقا من حي جوبر الشهر الماضي، لكن الجيش السوري وحلفائه أفشلوا هذه العملية و كبدوا المهاجمين خسائر فادحة.
جديد التطورات
تمكن الجيش السوري من تحرير 34 أسيرا في حي القابون الدمشقي كانت المجموعات الارهابية المسلحة في الحي قد أسرتهم في وقت سابق. وتم التحرير من خلال عملية عسكرية نوعية كانت تتويجاً لمرحلة من عمليات التقصي والمتابعة الدقيقة للمعلومات والصور الجوية، حيث تمكن الجيش السوري من السيطرة النارية على أحد السجون التابعة للتنظيمات المسلحة ليتمكن بعدها الجنود من الخروج سالمين.
ويستمر الجيش السوري بعملياته العسكرية هناك حتى تحقيق غايته في فصل الحيين عن بعضيهما، حيث يستهدف حاليا مواقع المسلحين بصواريخ أرض- أرض بالإضافة إلى استخدام القذائف الثقيلة، مُدخلا المسلحين في حرب استنزاف مفتوحة.
من ناحية أخرى، تابع الجيش السوري مهاجمة مواقع المسلحين على محور شركة الكهرباء، مزارع برزة، مسجد جامع الحسن وشارع سوق التهريب.
وفي الأسابيع الأخيرة ركز الجيش ضرباته العسكرية على عدة محاور، حيث استهدف المسلحين في محيط جامع الحسين في حي تشرين، بهدف شل حركتهم ومنعهم من أي محاولة لاستهداف العاصمة التي يعتبرها الجيش السوري خط أحمر بالنسبة له.
شل حركة المسلحين
ومن خلال متابعة مجريات الأحداث في شرق دمشق، نجد أن المسلحين تلقوا ضربات موجعة في الأسابيع القليلة الماضية خصوصا في حي القابون، ومن المرجح جدا أن نشاهد في الأيام القليلة القادمة قطع لجميع الطرق الواصلة بين حي القابون وحيي تشرين وبرزة وكذلك ردم جميع الأنفاق المؤدية إلى حي عربين في الغوطة الشرقية لدمشق.
وفي السياق نفسه، تم ردم أحد أهم وأكبر الأنفاق الاستراتيجية للإرهابيين في هذا المحور، حيث كان يؤمن هذا النفق جميع الامدادات اللوجستية للمسلحين، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على نجاح العمليات العسكرية للجيش السوري والقوات الرديفة وتقهقر المسلحين.
وفي نهاية المطاف سيضطر المسلحين المتمركزين في حي القابون لقبول المصالحة ومغادرة الحي كما حدث في داريا والمعضمية وغيرها من الأحياء التي عانت من الإرهاب ما يزيد عن 5 سنوات إلى أن أعاد الجيش وحلفائه الأمن والأمان إليها.
الجدير بالذكر أنه في حال تم قطع الاتصال بين حي القابون والأحياء المحيطة به سيتشكل ضغط كبير على الإرهابيين في شمال منطقة جوبر وغرب مدينة دوما، وهذا بدوره سيمهد الطريق نحو المصالحة وتحرير المزيد من الأحياء في الضواحي الشرقية لدمشق.
وتأتي أهمية حي القابون نتيجة قربه من الغوطة الشرقية التي تشكل أكبر تهديد للعاصمة دمشق، حيث يطلق المسلحين منها الكثير من القذائف يوميا على العاصمة، كما يكسب القابون أهميته من كونه يشرف على الطريق العام الواصل بين حمص ودمشق ، ومن خلال طرد المسلحين منه وإحلال المصالحة يكون الجيش أمن العاصمة تقريبا بشكل كامل.
وفي سياق منفصل، يذكر أن منطقة مضايا، الزبداني، بقين، سرغايا، بلودان والجبل الشرقي أصبحت آمنة بشكل كامل وخالية من المسلحين وتقدر مساحتها بحدود الـ 50 كلم مربع.
المصدر / الوقت