استنكار واسع للغارات التركية على سوريا والعراق، وأنقرة تواصل عدوانها من جديد
تواصلت الادانات الواسعة للعدوان الذي نفذته تركيا على مواقع سورية وعراقية بذريعة استهداف المسلحين الأكراد، ولاقت تلك الغارات التركية استنكارا واسعا دوليا ومحلياً، وسط دعوات لاستصدار ادانة دولية من الأمم المتحدة بشكل رسمي.
روسيا: الضربات التركية غير مقبولة وتزيد الوضع توتراً
وفي هذا السياق أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن الضربات الجوية التركية التي استهدفت مناطق حدودية في سوريا والعراق تزيد الوضع في المنطقة توترا، واصفة إياها بـ”غير المقبولة”.
وجاء في بيان صدر عن الوزارة أن تصرفات أنقرة هذه تثير قلق موسكو، لأن الحديث يدور حول عمليات يجريها العسكريون الأتراك ضد القوات الكردية التي تقاوم المجموعات الإرهابية على الأرض بصورة فعلية، و”في الظروف التي لا تزال الحرب على الإرهاب في العراق وسوريا بعيدة عن نهايتها، لذا فإن هذه التصرفات لا تسهم بشكل واضح في جمع الجهود الهادفة إلى مواجهة الإرهاب، وتزيد الوضع توترا”، وأضاف البيان أن مما يثير القلق هو أن الضربات التركية استهدفت أراضي دولتين ذاتي سيادة، التفافا على حكومتيهما الشرعيتين، مؤكدا: “نعتبر مثل هذه العمليات غير مقبولة ومتنافية مع المبادئ الأساسية للعلاقات بين الدول”.
أمريكا تعرب عن قلقها لمقتل “شراكائها” في الحرب على داعش
أما واشنطن فاعربت عن “قلقها البالغ” بشأن الغارات الجوية التي شنتها تركيا على مواقع في سوريا والعراق، وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، مارك تونر، للصحفيين: “أعربنا عن قلقنا مباشرة للحكومة التركية. هذه الضربات لم تتم المصادقة عليها من قبل التحالف (الدولي بقيادة واشنطن ضد تنظيم داعش)، وأدت إلى المقتل المأساوي لشركائنا في محاربة داعش، وبينهم عناصر من قوات البيشمرغة الكردية.”
دمشق تدعو المجتمع الدولي لادانة العدوان التركي
الى ذلك، أدانت دمشق بأشد العبارات الضربات التي شنتها تركيا فجر الثلاثاء الماضي على منطقة جبل كرجوك شمال سوريا، واصفة إياها بـ”العدوان السافر من قبل نظام أردوغان”، وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية، الاربعاء، : “تدين الجمهورية العربية السورية بأشد العبارات العدوان الصارخ الذي قام به نظام أردوغان على الأراضي السورية بتاريخ 25-4-2017، حيث قامت الطائرات الحربية التركية بقصف مواقع في شمال شرق سورية، الأمر الذي أسفر عن سقوط عشرات الضحايا المدنيين الأبرياء من أبناء الشعب السوري”، وختم المصدر تصريحه بالقول: “إن الجمهورية العربية السورية تدعو المجتمع الدولي ومنظمة الأمم المتحدة إلى إدانة هذا العدوان وسياسات النظام التركي الداعمة للإرهاب”.
ايران: الاعتداء التركي تعدي على القوانين الدولية
ايران وعلى لسان المتحدث باسم خارجيتها، بهرام قاسمي، اعتبرت أن قيام مقاتلات تركية بمهاجمة أهداف في شمال العراق، إنتهاكاً للسيادة الوطنية العراقية، قائلةً: إن إنتهاك السيادة الوطنية للدول، وأي كانت أهدافها فهي تعد خلافاً للقوانين، وتؤدي إلى مزيد من عدم الإستقرار.
وأضاف قاسمي” إن هذا الأمر يعتبر إنتهاكاً للسيادة الوطنية العراقية، وعبر المتحدث بإسم الخارجية الإيرانية عن دعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية لموقف الحكومة العراقية إزاء الإعتداء التركي، وأضاف أن إنتهاك سيادة الدول وبأي دافع كان يعتبر تعدياً على القوانين والأعراف المتعارف عليها دولياً، وسيفتح المجال أمام إستمرار وتعزيز حالة إنعدام والإستقرار في المنطقة.
العراق: العدوان التركي استهداف خطير
كذلك، حذر رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي، تركيا من الاستمرار في انتهاك سيادة العراق، معتبراً أن الضربة التركية التي استهدفت مناطق عراقية انتهاك خطير لايمكن السكوت عنها، وأضاف العبادي في مؤتمره الصحفي الأسبوعي أن “اتفاقية النظام السابق (نظام صدام حسين) التي كانت تسمح للأتراك بالتوغل قرابة 10 كيلومترات في الحدود الشمالية للعراق لضرب حزب العمال غير نافذة الآن”.
قوات سوريا الديمقراطية: العدوان التركي يعرقل عملية تحرير الرقة
أما قوات سوريا الديمقراطية فوصفت الأمر بالعدوان، متّهمة أنقرة بأنها تعرقل تقدم عملية تحرير الرقة من قبضة تنظيم “داعش” الإرهابي.
وكان الجيش التركي قد أعلن، في وقت سابق من الثلاثاء، أن طيرانه الحربي شن غارات قال إنها استهدفت مواقع لمسلحي “حزب العمال الكردستاني” والمنظمات التابعة له، في جبل سنجار شمالي العراق، وجبل قرجوخ (قره تشوك) شمال شرق سوريا، ولفت الجيش التركي إلى أن المناطق التي استهدفتها الغارات تحولت إلى “أوكار للإرهاب”، وقتل خلالها 70 مسلحا كردياً.
كذلك اعلن الجيش التركي، في بيان، مساء الأربعاء، تنفيذه سلسلة غارات جديدة على مواقع لحزب العمال الكردستاني في شمال العراق، في منطقة نهر الزاب الذي يمر عبر الحدود التركية العراقية.
المصدر / الوقت