التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, سبتمبر 30, 2024

موناكو × يوفنتوس: الغلبة للشباب والطموح أم للتاريخ والخبرة؟ 

رياضة – الرأي –
لا شكّ بأن عُشّاق بطولة دوري أبطال أوروبا كانوا يطمحون إلى خصم آخر يواجهه يوفنتوس الإيطالي في نصف النهائي غير موناكو الفرنسي. لا شعبية كبيرة لموناكو خارج الإمارة أو فرنسا، ولا لقب أوروبي سابق حقّقه هذا الفريق. لكن الوضع يبدو مختلفاً هذه المرة إذ إن “نسخة” موناكو الحالية تبدو جاذبة للأنظار من خلال مواهبها وقوّتها الهجومية الضاربة.
في هذا الموسم قدّم فريق الإمارة ما يفوق التوقّعات على الصعيدين المحلي والأوروبي. سار في خط تصاعدي في الطريقين، إذ ها هو محلياً يتصدّر ترتيب “الليغ 1” وأوروبياً يواجه “اليوفي” في دور الأربعة وقبل خطوة فقط من نهائي كارديف مُقدّماً أداء رائعاً وبطولياً في العديد من المباريات.
ولا يُخفى هنا أن فرنسا برمّتها تقف خلف موناكو الآن، إذ إن البلاد اشتاقت إلى رفع كأس دوري أبطال أوروبا الذي لم تحرزه سوى مرة واحدة وأخيرة ، عبر مرسيليا عام 1993 بهدف بازيل بولي الرأسي في مرمى ميلان الإيطالي، ومذذاك التاريخ يبحث الفرنسيون عن لقب يحكمون به الكرة الأوروبية حيث فشل موناكو نفسه في ذلك في ثلاث مناسبات بخسارته في نصف النهائي عام 1994 ، أمام ميلان وفي الدور ذاته أمام يوفنتوس بالتحديد عام 1998 ، وفي النهائي عام 2004 أمام بورتو البرتغالي، فيما خيّب باريس سان جيرمان الآمال في السنوات الأخيرة بعد أن كان الرهان كبيراً عليه لحصد المجد الأوروبي بعد ضمّه أهم النجوم.
السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل يمكن أن يفعلها موناكو ويبلغ النهائي هذه المرة؟
ما يمكن قوله أن المهمة دونها صعوبات جمّة، إذ من سوء حظ فريق الإمارة أنه اصطدم بخصم مُتحمّس يبحث عن لقبه الثالث في المسابقة، والأول منذ عام 1996 حيث يدرك يوفنتوس أن الفرصة تبدو سانحة هذه المرة لتحقيق الهدف المنشود إذ من الممكن ألا تتكرّر في الموسم المقبل مع سعي الفرق الكبرى التي لقيت الفشل في هذا الموسم للتعويض بكل ما أُوتيت من بقوة، خصوصاً أن “اليوفي” يبدو في القمّة الآن وقد أرعب الجميع بالكيفية التي أخرج بها برشلونة الإسباني من ربع النهائي.
مسألة أخرى تبدو مهمّة وهي فارق الخبرة الشاسع بين الفريقين خصوصاً أن البطولة في هذا الدور تحتاج إلى هذه الميزة ، وهذا ما يفتقده موناكو كما تشير الأرقام إذ إن معدل أعمار لاعبيه يبلغ 25,3 عاماً مقابل 29,6 عاماً لـ “اليوفي”، مع وجود أسماء ذات تجربة غنيّة لدى الأخير مثل الحارس جيانلويجي بوفون والمدافعين جورجيو كييليني وليوناردو بونوتشي والبرازيلي داني ألفيش ولاعب الوسط الألماني سامي خضيرة، وكذلك الفارق بين المدرّبين حيث يحمل مدرّب “البيانكونيري” ماسيميليانو أليغري في رصيده 63 مباراة في البطولة مقابل 26 مباراة فقط لنظيره البرتغالي ليوناردو جارديم، أما تاريخياً بين الفريقين فقد خاض يوفنتوس 562 مباراة في البطولة مقابل 173 مباراة فقط لموناكو.
فضلاً عن ذلك، فإن دفاع فريق الإمارة يبدو كارثياً، ولولا قوة هجوم موناكو الذي صنع الفارق لما تمكّن من الوصول إلى مرتبتَيه الحاليتين محلياً وأوروبياً، إذ على سبيل المثال فإن موناكو خسر نهائي كأس فرنسا أمام باريس سان جيرمان الذي يعاني ما يعانيه هذا الموسم 0-5 بعد أن كان خسر أمامه نهائي كأس الرابطة 1-4 وكذلك فإن شباكه تلّقت خمسة أهداف من مانشستر سيتي الإنكليزي في ذهاب دور الـ 16 في “التشامبيونز ليغ”، وبالتالي فإن علامات استفهام تُطرح حول قدرة دفاعه على الصمود أمام مهاجمين بحجم الأرجنتينيين غونزالو هيغواين وباولو ديبالا.
لكن كل ما تقدّم يبقى كلاماً، أما الكلمة الأبرز فتبقى في الميدان حيث من الممكن في بطولة مثل دوري الأبطال أن تتحوّل التوقّعات إلى سراب وتُصنع المستحيلاتانتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق