التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, نوفمبر 18, 2024

وسائل الاعلام التركية، كيف تتعاطى مع الازمة في سوريا والدور التركي فيها؟ 

الازمة السورية واحدة من اهم الازمات في المنطقة، والتي ازدادت تعقيدا بعد دخول المرتزقة المتطرفين الى ساحتها، وبطبيعة الحال ان دعم تركيا لمخالفي الاسد والمرتزقة الاجانب عزز من الازمة شيئا فشيئا. لكن الشيئ الاكثر اهمية في هذه المجال هو رصد الاحداث السورية في وسائل الاعلام التركية، والاسلوب الذي يعتمده هذا الاعلام تجاه الازمة الراهنة.

في دراسة شاملة، نرى ان وسائل الاعلام في تركيا، وحسب رأيها في التدخل التركي وتعزيزه للازمة السورية تصنف على الشكل التالي:

وسائل اعلام مؤيدة:

معظم وسائل الاعلام الرسمية المؤيدة لاردوغان وحزب العدالة والتنمية، تبرر التدخل التركي الحاصل على جميع الصعد، وتسعى عبر تحويل الرأي العام الى الخارج، واظهار مظلومية اهل السنة في سوريا، واللعب على مشاعر الناس، الى جلب اهتمام السنة لها وتهدف ايضا الى اظهار تركيا كممثل للمجتمع الاسلامي، والمدافع الاول عن حقوق السنة في العالم، ومن جهة أخرى تسعى عبر نشر الخوف من الشيعة الى حرف الطاقات التي تهدد اردوغان وتحويل نظرها الى الخارج.

في الواقع ان وسائل الاعلام التركية هي قوة دافعة لانحراف الرأي العام، وتسعى الى ربط التطورات الداخلية في الخارج، وتؤمن هامشا آمنا لأخطاء اردوغان وسياسات حزب العدالة والتنمية.

وهي منذ البداية كانت تتماشى مع دعم اردوغان للمجموعات المسلحة، وتسعى الان الى تبرير الاخطاء التركية وربط كل التطورات بالخارج، وهي في الحقيقة تتهرب من عواقب الاخطاء السابقة للسياسة التركية.

ان سياسة خطاب الحرب ونشر الخوف والتشاؤم تعتمدها وسائل الاعلام التابعة لاردوغان، وبالتالي ان بقاءها وبقاء قادتها هو وقوف امام حل الازمة وسعي لزيادة الخلافات في سوريا. وان هذه المجموعة تعلم ان زيادة التوترات في المنطقة تساعدها على تحقيق غاياتها ومصالحها.

وكالة انباء trt turk تعد الممثل الرئيسي لهذه المجموعة، وهي تلعب دورا كبيرا في تبرير سياسة اردوغان، وتقوية التخوف من الشيعة لتحقيق الآمال التي يسعى حزب العدالة والتنمية الى تحقيقها منذ سنوات.

وسائل اعلام مخالفة:

ان معارضة سياسة اردوغان ودعمه للمجموعات الارهابية هي واحدة من المحرمات المفروضة على الاعلام التركي، وان قوات الامن التركية تصطدم بعنف مع وسائل اعلام كهذه. هذه الوسائل التي تخالف اردوغان وحزب العدالة والتنمية، وتسلط الضوء على اخطائهم في سوريا، وتعتبر تدخلهم عاملا لانعدام الامن على الصعيد الدولي وسببا لاضعاف الاستقرار في الداخل.

تعتقد هذه المجموعة ان المساعدات المالية التي يقدمها اردوغان للمعارضة تؤدي الى نمو الفكر المتطرف في المنطقة، وتهدد الاستقرار والسلام العالميين، وتؤكد للقوى الامنية دائما ان خطاب مخالفي الاسد الراديكالي، سيؤدي الى مشاكل لتركيا في نهاية المطاف. وترى ان زيادة الارهاب والتطرف وتوسع نطاق الاعمال المسلحة على الاراضي التركية ستؤدي الى هذه المشاكل، وحسب رايهم، ان سياسة اردوغان تجاه الازمة في سوريا ادت الى اضعاف تركيا شيئا فشيئا، ووضعت اقتصادها على حافة الانهيار.

موقع “جمهوريت” هو من اهم المدافعين عن هذه النظرية، ويتبرأ من اي مساعدة عسكرية، امنية ولوجستية للمتطرفين، ويرى بذلك خطرا قويا على المصالح التركية. ووفقا لاحصاءات منظمات الامن العسكرية، يرى المخالفون ان التدخل التركي في سوريا هو خطأ محض ويرفضونه رفضا قاطعا.

اللافت ايضا ان الضغط الذي تخضع له هذه المجموعات المعارضة من قبل القوى الامنية وسلسلة الاعتقالات التي لم يكن آخرها توقيف عدد من الصحفيين والموظفين في “جمهوريت” في الاشهر الماضية من بينهم خصوصا رئيس الصحيفة أكين أتلاي ورئيس التحرير مراد صاوبنجو وسلفه جان دوندار والصحافي الاستقصائي أحمد شيك، وتقليل حزب العدالة والتنمية من مواردها المالية، لم تجد نفعا لردعها عن سياستها المخالفة لاردوغان والتدخل في سوريا. ولا تزال ترى ان سياسة اردوغان الخاطئة، والدعم المالي السعودي هما الخطران الوحيدان اللذان يواجهان المنطقة.

وسائل اعلام محايدة:

اما بعض وسائل الاعلام التركية وخوفا من القوى الامنية، تقف على حياد ازاء الازمة في سوريا، وتفضل ان لا تغطي الاخبار السورية، مبعدة بهذه الطريقة أي خطر يحدق بها.

وان التصدي الصارم لأجهزة المخابرات التركية جعل من وسائل الاعلام هذه مقتنعة ان الازمة السورية والاحداث المتعلقة بها هي خط احمر للدولة، واي تعاطي معها سيؤدي الى عواقب وخيمة.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق